شعر

نور تعترف .. كنتُ في حلم مخيف

نوران شمس الدين

nourelshams2004@hotmail.com

الظلام يلف الكون في غطاء أسود حالك

ظلام ثقيل خانق

إنها ليلة مجنونة .. عاصفة ...

غطت السحب صفحة السماء فحجبتها

وطمست ضياء نجومها الشاحبة

بينما قبع الوجود مرهقا متعبا .. محموما ..

تهزه وتثيره بين اللحظة والأخرى العواصف والرعود المتلاحقة ...

وفجأة ...

انكشفت الغيوم

وأصبحت السماء صافية ساحرة خلابة ...

ثوبا من المخمل الأزرق الشفاف

تزينه حبات النجوم اللامعة البراقة ...

ترسل لي أضواءها المتلألئة الرقيقة

كنت أرقبها وأنا جالسة على العشب الأخضر

بينما يتراقص من حولي نسيم رقيق ...

وفجأة تاه بصري في الفضاء

أخذت أنظر لنجمة لامعة ترتجف في الأفق البعيد أصبحت أراقبها ولا أرى إحداها وعندما أفقت ملأني إحساس عميق بأني لم أكن نائمة وشعرت وكأنني أولد للحياة من جديد وردني هذا الشعور إلى نفسي وسألت ما هذا الإحساس الخافت .. المتردد .. العميق ..

يخيل لي أني في حلم أبدي أصحو منه لحظات لأغرق فيه من جديد

::

أغرق في تأملات ناعسة.. ساكنة ..عميقة ...

أنظر لأخر الطريق ...

لم يكن يعنيني ما يصادفني في الطريق

كان أخر الطريق هو الذي يشدني إليه دائما

اكتشفت أن أخر هذا الطريق هو

العــــــــــــــدم

العــــــــــــــدم ...

وجــدتُ شبــحاً لا وجـــود لــه ...

وجدت أني كنت أعيش بحلم

فخلال الحلم لا نشعر أننا في حلم

إنما يخيل إلينا أننا في واقع ..

حياة تشبه أحداث الأحلام ...

لا معنى لها .. ولا مبرر

أرى أن الوجود بأجمعه حلم ينقضي في خيال الحياة ...

أما نحن فلسنا إلا صورا من ذلك الحلم ...

صورا تتتابع في حلم الحياة ...

قد تزينت بعض ليالي بأحلام رائعة ...

كنت أتساءل ..

كيف أمكن لخيالي أن يبدع مثل هذه الأحلام ؟ كيف أمكن لخيالي أن يطوف بقاع الأرض ..

وعواصم العشق ... ؟

كيف أمكن لخيالي أن يصورني مع هذا الفارس

في بطولات خرافية عشتها في أحلامي ...؟؟

فقد عزفت لحظتها على جميع الآلات الموسيقية أجمل ما يكون العزف وأبدعه كما لم تعزف فنانة قبلي ...

وهو عزف لي أرقى ما أبدعه الإنسان من ألحان ...

لقد استمعت لموسيقى ساحرة ...

ومشيت فوق مياه البحار وطرت في الجو

وتنزهت على صفحة القمر

كنتُ ملكة بجوار ملكها ..

لا ليس ملكا بل ملك الملوك ..

كانت أمسيات عجيبة حالمة

حتى استيقظت من حلمي

وغرقت في سكون عجيب

كان سكونا جليلا ..

أسبح في فضاء كان يحيطني ويغلفني ويحتويني ...

وذات ليلـــة ...

حلمتُ بفارس ينتظرني في فضاء واسع

تلمع فيه أشعة الشمس وتبدو كما لو كانت بحرا من النور اقتربت منه شيئا فشيئا وفجأة ظهر لي شبح مخيف ...

لاااااا لم يكن الفارس الذي حلمت به ذات يوم لا لم يكن هو ...

لا لم يكن هو ...

وفجأة ..

نهضت من حلمي مذعورة

وقد تقطعت أنفاسي وامتلكني ما يشبه بالكابوس ...

أحسست وكأني أتشبث بيدي بحافة جبل شاهق

ولكني أشعر أن يدي تعجزان عن القبض على حافته حتى أوشك أن أسقط في فراغ رهيب ...

ابتعدت عنه واتجهت إلى مكان أشعر فيه بالأمان أدركت لحظتها أنه لم يكن سوى حلم مخيف ...

ولكن لا ..

لن تكن أحلامي مؤثرة أو مفزعة ...

لا ...

ولكن هذا كـــابوس يجثم على صدري

ويحملـني من الأهوال ما لا يمكن أن أتـصوره ...

أفيق منـه وقد احتلت مكان الفزع في نفــسي دهشة كبيرة كيف نجوت .. ولم أهلك ...!!

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com