|
شعر
" اليه ، حيث لا أدري أين هو ؟ في هذا الخراب الدامس ، والدامع والدامي ، الى أيام بغداد السبعينات ، حيث كان يغني هامسا ً ونحن في طريق شبابنا الأول : " جروح الليالي مالهن طبيب ُ وعيش الفتى في الهجر ليس يطيب ُ وأجمل شئ ٍ في الحياة ابتسامة ٌ يجود بها عند اللقاء حبيب ُ " الى صديقي الذي لقنني ذلك المقطع الشعري وكأنه يضعه تميمة في سفري ومغتربي الذي قارب العام السابع والعشرين ، والذي أمّلني بإبتسامة الحياة يوما ً. الأ انني كلما كلّمتُ احبتي واخوتي في العراق الحبيب ، نادوا بأعلى صوتهم : انتظر الآن ... مجنون من يأتي الى العراق الآن . الى صديقي المغني الذي بحثت عنه ببغداد في نوفمبر 2003 والذي ضاع ! اهدي قصيدة مصاطب الانتظار والحنين ".
* مصطبة على بحيرة صاحبي ياصاح مالي صاحب ُ تغرب الشمس ُ وخلّي غائب ُ ينمحي ظلي على مصطبة ٍ دونها غصن ٌ وطير ٌ ناحب ُ كل ُ لون ٍ أصفرٌ في وجنتي مقلة ٌ تعبى وخدٌ شاحب ُ ورفيق ٌ خانني في سفري كذبة ٌ مجدافه والقارب ُ ليس لي دير ٌ ومالي خمرة ٌ ضاع انجيلي ومات الراهب وطني في الريح ما من عودة انه وهم ٌ ، سراب ٌ كاذب ُ عبث ٌ كل الذي في خاطري جسدي يفنى وذِكْري ذاهب ُ غير جرح ٍ عالق ٍ في شفتي هو دنياي البريق ُ الهارب ُ هي أم ٌ اورثتني خيبة ً وأنا ذاكَ الوريثُ الخائب ُ . ----------------- * 11/5/2006
* الى أُمي التي لم أمش ِ في جنازتها
لو كانت عندي أُم ٌ ماسحقتني النسوة ُ بالأرجل لو كانت في الغربة ِ تمنحني العطرْ وتقرأ ُ لي آيات ٍ للذكرْ تدعو لي بشفائي مني ! من ولَهيْ من خبَلي والحمى ومن دوراني بين قبور الأهل ْ ومن ماضيّ المحتل ْ لحاضري َ المهووس ومنتجعي في القهر ْ والنوم على الجمر ْ وأحلامي المطلية حزنا ً وسواد ْ جسدي في المنفى والروح ببغدادْ وكيف يطاق العيش بلا ملح ٍ وبلا زادْ : لا أُم ٌ لا وطن ٌ لا بيت ٌ لا أولاد . ----------------- * كتبت على مصاطب الحنين عند بحيرات النوروبرو – كوبنهاغن . 2005 .
· انكسار حلم
هذه مصطبتي في عزلتي بين أمواه ٍ وظل ٍ وشجر ْ مع ذكرى فتتت قلبي ولو سكبوها فتت قلب الحجر لارفيق ٌ مؤنسي في وحشتي او صديقٌ او نديمٌ للسمر دامع الجفن أسيف ٌ مبعد ٌ وكسير ٌ هكذا شاء القدرْ وطن ٌ ضاع وقد مرّت سدى سنوات العمر والحلم انكسر لا تلوموه اذا ماغدرت به أحلامه يوما وانتحر .
* دموع في كتاب
هذه مصطبتي أمضي لها باشتياق ٍ وحنين ٍ وعذاب ْ وهي ماتبرح تستقبلني بصدود ٍ وتجافي وعتاب ْ آه ياسيدتي لاتغضبي إن مضى العاشق والشاعر ُ غاب ْ واذا زارك طير ٌ مرة ً فلمرات ٍ فراق ٌ وغياب ْ كل خد ٍ مزهر ٍ فوق الربى وردة نائمة تحت التراب ْ هكذا الدنيا سراب ٌ عابر ٌ ماترى جدوى خيال ٍ وسراب ْ ؟ وحنين في أغان ٍ ، وشموع في أواني ، ودموع ٍ في كتاب ْ ؟.
- كتبت القصيدة الرائية في 20 ماي 2002 . - كتب المقطع الثاني في 10 حزيران /2002 .
* ليل على مصطبة
من لنا من لنا في الليالي ؟ وحيدون خلف الزوايا هشيمُ مرايا بذاكرة ٍ من تراب وغبرة حزن ٍ بأضنى شحوبْ كسيرون بين القلوبْ من لنا ؟ امهاتنا ؟ في القبور ْ وزوجاتنا .....؟ خلف مليون سور ْ وأحلامنا .... ؟ رماد ٌ وثلج ٌ وصمتْ وسبعون بحر ٍ من الموت ْ لاقارب ٌ لا مجاديفْ لا أجنحة ْ لا مدى لاجسورْ المدى وهدة ٌ والسماوات ديجور ْ
· المصطبة الأخيرة
مصطبة منزوية عند أيكة ٍ بعيدة عن ضجيج المدينة هي جاهي وغناي ، مصطبة تأويني ممن يقطع علي ّ انشغالي بقصيدة ربما تصعب الإضافة عليها : سوف أبكي عليك ِ حتى مماتي بدموعي سأسترد حياتي ! فوق خديّ مثل نهرين دمعي هذه دجلتي وهذا فراتي ........
ولا أزال اعاني في اجتياز العقبة الكؤود ......... ..... ...
ظلت الأضواء تتماوج من بعيد ، وكلما اوحش المكان تلألأت القصيدة ، وراح الليل ينسج بأنامله غلائل الحنين ، وعلى مصطبتي شبح المرأة – المستحيلة التي لي ولخيالها موعد مع الفجر او ربما الموت على مصاطب الانتظار . أما صديقي الذي غنى لي ولقنني شعرا عن الهجر واللقاء بالابتسامة المنشودة فما يزال صوته العراقي الشجي يتناهى الى اذني رغم تقدم العمر ورغم دموع المنافي :
" جروح الليالي مالهن طبيب ُ وعيش الفتى في الهجر ليس يطيب ُ وأجمل شئ ٍ في – العراق - ابتسامة ٌ يجود بها عند اللقاء حبيب ُ "
|
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |