شعر

 

 ثلاث تخطيطات مفتوحة لظلال العالم

المجموعة الثانية

رحاب حسين الصائغ

r.h_sag@yahoo.com

 الإهداء

 

 يفتح العالم جناحيه

 للحروف والكلمات

 ومنها هذه التخطيطات.

 

 أنّات

 

انحَرَفَ..

نحوَ السَمّاءْ

 طَارَدَ غُزلانَ عَرشِها

 تارِكاً..

ملامحَ لِلوَفاءِ

فاتنةً..

أخَذَتهُ الحيَرةُ بِخيوطِها

 المالحةِ

 000

 ارتَعَدَ فَوقَ أنفاسِها

فَأَنّاتُ هذا الزَمانْ

يُصنَعُ مِنها حَلْوةً

في مَطاحِنْ الأمَلْ تَدور

  

 الطينُ والهِجرة

 

بأرجوحَةِ الملجأُّ والهجرَةِ

رَبَطَ ذيلَ العُتمَةِ

واستمَرَ يَركُضُ

حولَ نَفْسِهِ

راقَصَ النَّحسَ

في طُرِقٍ تَحتَضِرُ

تَصَخَّر حُلُمُهُ بأوهامٍ مُزَخرَفَةٍ

أضاعَتْ مَهاراتِهِ

كَسَرَ قَيدَ الشُّرودِ

اجتَذَبَ ذِهنَهُ الرَمادي.

لِمَ الدخولُ في عالمٍ مُعتُوه؟!

سأظَلُّ مَرْفوعَ الجَّبينِ

في ظِلّ طِينيِ

 

 على طول الخَّط

 

كَهِندي تَعَطَّرَ بالجَّوعِ

سَلَكَ طَريقَ الهَدَبِ

لَجَّ في بَيتِ الخَيالِ

قَلبَهُ مِنْ الأبَنُوسْ

جَمَعَ حَدائِدَهُ

أخَذَ يَدُقُّ

صوَّان الروحْ

بِتَمائِم بوذية

مارِقاً خَرَجَ مِن قُمقمْ

يُريدُ الصِفاتِ

بابتِلاعِ الصَباحِ

لا يَكفي غَرائِزَهُ

دخولُ مُثَلَثِ الطقوس

فَهَلَكَ بالحَقائِق

 

 حقول هارِبة

 

استقَرَ هرُوبي..

وتَعاقَب الفَراغ

نَواة خَيطٍ قَيَّدَني

انفَلَقَتْ ذرّاَتي

تَضرِبُ خِيامِها حَولي

مِن وَراءِ الزَوايا

حُلُمي أكَلَهُ الفَضاءُ

وَانهِزاماتي من وحي التَجَرُّدِ

 000

بَدأتُ أعدُّ أيامي المُغلَقة

فَتَحتُ عيوني

داخلْ جُمْجُمَتي

فَتَراقَصَ اللونُ هَلِعاً

تَوَهَمتُ مُفارَقَةَ المَصيرِ

فَشَنَّ وجهي ابتسامةً

وَداهَمني الحَنين إلى الطَباشير

 

 كَمْ مَرَّةٍ؟

تَعَبأتُ داخلَ سترَتي

 وَخَرَجْتُ

أنتَصِبُ في مَشيَتي

 ذاكِرَتي

تَمْسَحُ الأرضْ

مَعَ قَوافلِ السُّعالِ

انهِزاماتي..في عيونِهُمْ

جَعَلَتني.. أنفُخُ

في مَلامحِ الزَمَنِ

مُنسَلِخاً من جِلدَتي

اليومَ وَجهُ كَآبَتي مَفتوح

ينِزُّ مَوجَةَ غَضَبٍ

أمُدُّ خُطى قَدَمي خَلفَ أشباح العَدَم

لأُخرِسَ حِكْمَتي

وابحَثُ عن قَدَرٍ.. غَيرَ القَدَر

خارجَ زُرقَةِ السَماء

 

 الرسُل

 

النَبَضاتُ

عَذبَةٌ بِإظهارِ الصَمْتِ

بالأضدادِ تَدورُ !

تأخُذُ للقَلبِ تَرنيمةً

مألوفةً عِندَ القَبائلِ

الكَفُوءَة/ الرَديئة

وَهَدهدَةُ التَصالُبِ فيها

لَها صَوتٌ حَزينٌ

تأمَلتٌ الفَجرَ المُنبَعِثَ

فتلاشى الزَمَنُ

في الرُّسلِ الحاضِرَةِ

وعيوني تَوَسَدتِ

السَماءَ

وأنا رابطَةُ الجّأشِ

  

 الرُّسلُ الماضِية

 

انكَبتْ سَكَراتُ تأمُلي

في جِهَةٍ ما !

استَعْصَتْ رُسُلُ الماضي

 الحضورْ

تَلاشيتُ في الزَمن القادم

عيوني دائمةُ الشحُوبِ

شَفَتي تَوَسَدتها

طَلعَةٌ سَماويةٌ

الفجرُ المُنبَعِثُ

يَعقِدُ أول انفِتاحٍ

 000

بِغَضَبٍ يَهزُّ كَوامِنَ

آدَميٍّ تَحَطَمْ

يَدْفئ أوصالَهُ.. حُبٍّ مُضيء

وبَشَرَةٍ تَسطَع.. طبَعَ أقدامَهُ

بِصَدرِ الثُرَّيا.. تَحَرى جَسَدَهُ

بِعِشقٍ كَثيفٍ

وذِراعاهُ مُزدَحِمَةٌ

دائماً بالتَحيةِ

 إنقِلابات ضوئية

 

في حَالَة هِيامي.. بِحُبِ الجَديد

دَمّرتُ جِزءاً مِنْ؛

انقِلاباتي الضوئيةِ

غير مُحكَمَةِ التصويرْ.. قُلتُ:

لِماذا لا يُحِبونَ مِثلي؟

وَيَهيمون فَيَنْتَهي..كُلَّ شيء!

 000

انزَلَقتُ داخلَ إ يماني في

حالَةِ اعتِراضٍ وَتَضارُبٍ

مُفرِّغةً حَلَقةَ التَوارُدِ

 دَخَلتُ الضَّوءَ؟

ولأَني لا أعرِفُ شيئاً

عن الإدمان.. لِذا؛

رأسي يَدورُ دَورةً كامِلَةً

 000

 قاومتُ العَمَلِيةَ

جَهَزتُ نَفسي بِكُلِّ

اختلاجاتي الوهمية

لا شيء يستَحِقُ الهَرَبَ

والرجوعُ لا يُنبِتُ الثِّمارَ

كَظَمْتُ غَيظَ ابتسامَتي

تَقَبَلتُ الدورة الدائِمةَ

 لرَحيلْ الذَراتِ

تَعَثَرَت كَلِماتي على أسطُرِ الحَياة

جاهَدتُ بالروحِ والعَصَبِ

أمام جِسرٍ مُلْتَوٍ

أَستَهِلَّ ذاكِرَتي

فوقَ أرصِفةِ الوَجَعِ

وأصدافِ القَمرِ في

أزمنةٍ فعليةٍ

تُحاوِلُ مِثلَ السنابُلِ

الإفلاتَ من قَبضَةِ

الريحْ

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com