|
شعر
مهداة الى الشاعر المبدع يحيى السماوي اكراما لرفقة اعوام كلية التربية 1973 – 1974 . يحيى الغالي : مر على افتراقنا 32عاما ً ويشرفني انك طلبت صورتي الشخصية ، وها أنا اهديها اليك ولكن ، على هيأة كلمات ..... كوبنهاغن عدت ُ من سجن ٍ كبير ٍ اسمه ُ : العاصمة ْ من شجر ٍ ماء ٍ جسور ٍ بشر ٍ شمس ٍ هواء ْ كلّهُ كان بكاء ً وجراحا ً وضياعا ً وعزاء ْ عدت ُ للبيت لكيما أنطفي لائذا ً بي بانكساري بسكوتي بغياب العمر مني ببقاياي المريرة ْ بسدى معنايَ من دون وطن ْ عدت ُ مشنوقا ً الى آخر نبض ٍ من حياة ْ حانيا ً منتكس الرأس أمامَ الذكريات ْ كان لي أهل ٌ ولكن غادروني وطنٌ يحضنني حبا ًولكن ركلوني منه للمنفى ، وطشوّا الياسمين دوّسوا خدي ، رموني خارج الكون وتاريخي ثياب ٌ مزّقوها أحرقوا والدتي واقفة ً والدتي النخلة ُ ماذا ظل ّ بي غيرُ عماي ْ وسوى شيب ٍ وأسقام ٍ ومنفى وحداد ْ لا أرى الشمس أرى قرص سوادْ وتلفّت ُ فلم أبصر عداي ْ أنا والريح وصمتي وعصاي وانحناءاتي على الدرب الطويل ْ وتسائلت : أهذا أنا ؟ ... أم هذا العجوز الرث غيري ؟ أم تراهم أبدلوني بسواي ؟ يا الهي ..... مستحيل ْ ... مُذ متى ! انتكست ذاكرتي تاه الفنار ؟ عدت ُ للبيت لكيما أنطفي في زواياي اواري سحنتي بل أختفي لم أعد اصلح حتى لخطاي ْ وهنا في وحشتي وهنا مذ غادرت ْ أ ُم ّ البنين ْ كفن القداحُ ذاتهْ لملم الوردُ حياتهْ ثم ماتَ الياسمينْ عندها اولجت ُ مفتاحا بمصراع الرمادْ وبدهليز ٍ الى مشرحتي يفضي إلي ْ لسريري حيث القيت عليه جثتي المضطربة ْ وسنيني الخر ِبَة ْ عندها اطبقت ُ جفني ّ على وجه هيام ْ وجه اولادي وأورادي وبغداد السلامْ غير ان الخربشات ْ خلف شبّاكي ، رياحا ومطر ْ، أسهدتني الليلَ كلّهْ رسمَتْ عمري َمشنوقا ًعلى جذع بلادْ ثم جاءت لسريري راهبة ْ أسلمتني شرشفا ً كالثلج أبيضْ وعلى كفي ّ شدت ْ ، ثم قالت لي : تشبّثْ بالسَوادْ ! . ...................... * 25/5/2006
|
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |