شعر

مجتمع  الشرف

محيي هادي - أسبانيا

muhyee_960@hotmail.com

في شرقِنا  قد مُنِع العِشقُ أو الأمان ،

عليك أن تَغمضَ عينيكَ عن الجَمال،

و تترك النساء للشيوخِ و الإمام.

عليكَ أن تقتل في داخلك الأحلام.

و أرضُنا قد خَلقت مُجتمعاً،

يـُمنع فيه الحب و الحنان:

"فإنه من عملٍ الشيطانِ، و إنه حرام".

مجتمعُ  الأعرابِ  و النفاقِ و الاسلام

يرجفُ من حُرِّية الهواءِ و الكلام.

مجتمعٌ يغرقُ في القشَـف.

 

مجتمع يهابُ من هذا،

يرعبُ من ذاكا،

و أصبح الجهل به  يعمل فتّاكا

مجتمعٌ يخاف من ظلِّه،

 يرهبُ من نفسه.

هل هو حقا باحثٌ عن منبعِ الشرف؟

أم هو ينبوعٌ لإجرامٍ و أنواعٍ من القرف؟

 

من يومها الأول و الحزين

تُستقبل الأنثى بوجهٍ  عابسٍ مَشين:

"قد وُلِدت ناقِصة في العقلِ و التفكيرِ ،

قد وُلِدتْ أنثى،

ناقِصةُ الايمانٍ،

ناقِصةُ في الدين"

و بنتنا مُجبرةٌ من يومها الأول و اللعين،

أن تُنكِسَ لنا الوجهَ ،

و أن تخفض في الطرَف.

 

و اجتمع الرجالُ من جديد،

فتشاوروا في  شكل وأدِ الطفلةِ الوليد:

"أ بالتراب؟

أم بالعباءةِ الثقيلةِ  الكأداء؟

أم بالبوشيّ و المنديل و البرقع؟

أم بظلمة الحجاب؟

أم بفكرةِ الخَـرَف؟

 

ها هم بنو عبس، بآباء و أولاد

أحفادُ ذاك الأسودُ الزنجي:

عنتره،

الراسخُ الأحقاد

إذ يَقتل الضعيفَ  و الصغير

ليُرهبَ (!)  القوي و الكبير.

فتُُنحر الصغيرة الجميله

بدون خوف اللهِ أو وَجَـف.

 

اصطفت الغُربانُ و الهمج، بجانبِ الطريق

ترفعُ بالأعلامِ،  تنعبُ بالنعيق.

و احمرتْ الأكفُّ بالتصفيق

تُشجِّع الإجرامَ في الشقيق.

تنفخُ فيه حقدَه المريع،

ليُعيد للأهلِ و للأحباب،

 الشرف الرفيع!

ما ضاعَ في الطريق..

لم يعرف العطفَ و لا شيئا من الوفاء

لم ينحنِ القلبُ إلى الرجاء،

و لم تُشلُّ كفُّهُ من كثرة البكاء

فطعن المجرمُ قلبَ أختـِهُ الصغرى،

ليقتل الحياةَ بالممات،

ويُنهيَ الخجل، و مصدر الحياء

يا له من مجرمٍ في عالمٍ فظيع،

إذ قطع الإخاء،

و نشر الوباء،

و عمم الغباء.

لم ينبض القلبُ فيه رحمة،

أو ارتجف،

في رِفعةِ الشرف 

 

إسلامنا البعيد،

تُقتلُ فيه البنتُ في الظِّـنّه.

في يومنا الجديد،

تُنحر فيه البنتُ بالسِّكين، في جِنَّـة،

و تُرجم النساء بالأحجار و الحديد،

لترقصَ الوحوشُ في شغف.

 

فحولةُ الاسلامِ و العرب،

فحولة الزواجِ بالعديد،

يجمعها الاحليل و الطرب.

هذا هو الغريب و العجيب،

في أمة  تبحثُ عن تاريخها التليد،

تبحث  في القمامة الرديئة،

تبحث عن حرارةِ الحشَـف.

 

و ملكُ السعدان و الذئاب،

قد احتذى النعالَ

ثم امتطى الجمل،

و اعتمَّ بالعقال.

يبحثُ  في شوارعِ الضباب،

أو تحت برجِ إيـفَـلٍٍ

عن خَمرةٍ حمراء.

و حامي الديار و الحرم،

و الكعبةِ السوداء،

يبحث  عن شقراء،

يمصُّ من شفاهِـها بقيةَ الرَّشف.

 

  

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com