|
شعر مجتمع الشرف محيي هادي - أسبانيا في شرقِنا قد مُنِع العِشقُ أو الأمان ، عليك أن تَغمضَ عينيكَ عن الجَمال، و تترك النساء للشيوخِ و الإمام. عليكَ أن تقتل في داخلك الأحلام. و أرضُنا قد خَلقت مُجتمعاً، يـُمنع فيه الحب و الحنان: "فإنه من عملٍ الشيطانِ، و إنه حرام". مجتمعُ الأعرابِ و النفاقِ و الاسلام يرجفُ من حُرِّية الهواءِ و الكلام. مجتمعٌ يغرقُ في القشَـف.
مجتمع يهابُ من هذا، يرعبُ من ذاكا، و أصبح الجهل به يعمل فتّاكا مجتمعٌ يخاف من ظلِّه، يرهبُ من نفسه. هل هو حقا باحثٌ عن منبعِ الشرف؟ أم هو ينبوعٌ لإجرامٍ و أنواعٍ من القرف؟
من يومها الأول و الحزين تُستقبل الأنثى بوجهٍ عابسٍ مَشين: "قد وُلِدت ناقِصة في العقلِ و التفكيرِ ، قد وُلِدتْ أنثى، ناقِصةُ الايمانٍ، ناقِصةُ في الدين" و بنتنا مُجبرةٌ من يومها الأول و اللعين، أن تُنكِسَ لنا الوجهَ ، و أن تخفض في الطرَف.
و اجتمع الرجالُ من جديد، فتشاوروا في شكل وأدِ الطفلةِ الوليد: "أ بالتراب؟ أم بالعباءةِ الثقيلةِ الكأداء؟ أم بالبوشيّ و المنديل و البرقع؟ أم بظلمة الحجاب؟ أم بفكرةِ الخَـرَف؟
ها هم بنو عبس، بآباء و أولاد أحفادُ ذاك الأسودُ الزنجي: عنتره، الراسخُ الأحقاد إذ يَقتل الضعيفَ و الصغير ليُرهبَ (!) القوي و الكبير. فتُُنحر الصغيرة الجميله بدون خوف اللهِ أو وَجَـف.
اصطفت الغُربانُ و الهمج، بجانبِ الطريق ترفعُ بالأعلامِ، تنعبُ بالنعيق. و احمرتْ الأكفُّ بالتصفيق تُشجِّع الإجرامَ في الشقيق. تنفخُ فيه حقدَه المريع، ليُعيد للأهلِ و للأحباب، الشرف الرفيع! ما ضاعَ في الطريق.. لم يعرف العطفَ و لا شيئا من الوفاء لم ينحنِ القلبُ إلى الرجاء، و لم تُشلُّ كفُّهُ من كثرة البكاء فطعن المجرمُ قلبَ أختـِهُ الصغرى، ليقتل الحياةَ بالممات، ويُنهيَ الخجل، و مصدر الحياء يا له من مجرمٍ في عالمٍ فظيع، إذ قطع الإخاء، و نشر الوباء، و عمم الغباء. لم ينبض القلبُ فيه رحمة، أو ارتجف، في رِفعةِ الشرف
إسلامنا البعيد، تُقتلُ فيه البنتُ في الظِّـنّه. في يومنا الجديد، تُنحر فيه البنتُ بالسِّكين، في جِنَّـة، و تُرجم النساء بالأحجار و الحديد، لترقصَ الوحوشُ في شغف.
فحولةُ الاسلامِ و العرب، فحولة الزواجِ بالعديد، يجمعها الاحليل و الطرب. هذا هو الغريب و العجيب، في أمة تبحثُ عن تاريخها التليد، تبحث في القمامة الرديئة، تبحث عن حرارةِ الحشَـف.
و ملكُ السعدان و الذئاب، قد احتذى النعالَ ثم امتطى الجمل، و اعتمَّ بالعقال. يبحثُ في شوارعِ الضباب، أو تحت برجِ إيـفَـلٍٍ عن خَمرةٍ حمراء. و حامي الديار و الحرم، و الكعبةِ السوداء، يبحث عن شقراء، يمصُّ من شفاهِـها بقيةَ الرَّشف.
|
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |