شعر

 

قصائد المنافي قصائد الزمن الضائع

خلدون جاويد

khaldoun3@hotmail.com

1- خربشة ذكرى

 

يظل نصب جواد سليم

أمام جسر الجمهورية المؤدي نزولا

الى مستشفى الطفل العربي

والإنعطافة الى اليمين

حيث الشارع المظلل بالأشجار

والرصيف الرائع الظلال

وحيث يكون هادئا ً في أغلب الأوقات ..

يظل هذا الطريق أيضا ً ..

المؤدي الى ساحة الصالحية

والطريق الى الشواكة

وساحة الشهداء وجسرها

وتمثال الرصافي

شاعر العراق الأول

في الساحة التي تتوسط شارع الرشيد

تظل تلك التسميات – في انعطافتها الاخرى

الى اليمين حيث اتوغل الى حافظ القاضي

والساحة المتاخمة لجسر الأحرار

والذهاب أبعد من ذاك

الى ركس وروكسي

الى السنك وموقف الباص

والى بداية الدنيا حيث الباب الشرقي

ويسارا ً

أمام نصب جواد سليم مرة ً اخرى

.. تظل تلك الاستدارة هي روحي الممحية

من بغداد الذكرى

ودائرة احلامي حتى الموت .

بالصلاة ألوذ

والإنحناء الجليل لأ ُمي – بغداد

وابنها الفذ جواد سليم

فنان ملحمة تموز الخالدة

هناك اتمنى ان اموت

قريبا من النصب

ورائي حديقة الامة

وباتجاه الطلقة التي ستحفر جبيني

أرى وللمرة الأخيرة ملامح من كيت كات .

 

* كتبت في 1990 .

*كيت كات قاعة جميلة لبيع المرطبات وللقاء العشاق والشبيبة والعوائل تقع بعد اجتياز ساحة التحرير وعلى الرصيف الأيمن من بداية شارع السعدون .

*لم أجد في نوفمبر 2003 أثرا ً لكيت كات، نحن في المغتربات – الكثير منا ؟ - لا نتصور بأن الأمكنة ترحل ايضا ، مثلما يرحل البشر ، ولذا نكتب عن ذكرى وأوهام .

 

******************

 

 2- قصيدة أوهام ...

 

صرت ُ وراء الشعر .... وخلف الآلامْ

.. صرت حطامْ ...

لا جدوى من كلمات ٍ

لانجوى تنفع كي أشرحها

لا أحد ٌ يترفق بالأيتامْ

في حُجُراتي ثانية ً

أضرب أخماسا ً في أسداسْ

أتأمل ُ خذلان الناسْ

ألوذ بكأسي ... وعلى حاشية السيف أنامْ

أحلم بالغادر والكاتم والسامْ

دماءٌ تهمي من سقف الليل

رجاءآت في روحي

وقواميس كلامْ

وقماماتُ مذابحَ في صدري

ومسالخ من وجنات ٍ ... أكوامْ .

عن أي قصائد مارقة ٍ أنبضُ

عن أي فِتات ٍ أطلعُ

فيم أعض على شفتي

وعلام أدوس على الأورام ْ

وعلام أفتت وردة روحي المسكينة

هل يجدر بي

أن أبعث ، رغم تخالط أعصابي ،

برضيع ٍ للإعدامْ ،

مامت ّ ُ بكل ّ ِ حروبك َ

مت ّ ُ برمح سلام ْ

مت ّ ُ لشدة ِ ماعشت ُ

ببيت ِ رضاك الكاذب ...

مت ُ من الأوهامْ .

 

* كتبت في 1/12/1999

* قصيدة اوهام نموذج من ضياع العمر على سراب ٍ سموّه أملاً مرة ، وموت ٍ قالوا انه سعادة ! . ان المنفى وقت خارج الوقت . من أراد أن يخرب حياته ، فوق خرابها ، يترك وطنه . ولسوف يضويه حنين لاطائل تحته ...

 

 *****************

 

 3 -الحنين

 

أبي ياأبي

لوجهك َ مت ّ ُ اشتياقا

لبركتنا في الطريق الزراعي

بل للجياد التي ترتوي في الصبيحة ِ

للعربات التي تنتهي للحقول

أبي يا أبي

للكروم التي سقطت

فوق كفيك عن وعيّها غائبة ْ

لتلك الفراشات اذ تتنشق ثوبك

ذاك المضمخ بالإزدهار

وأطفالك الرائعين

الصبايا على ضفة النهر

يلعبن ، يذكرنني صدفة ً ثم يمضين

يضحكن تحت النسائم ...

أشتاق أن ألثم الفجر

وفوق الغصون أمد جناح الحمامة

أن أنقر الحب من راحتيك ومن ضحكهن

أبي يأبي

أآتي بهذي الرثاثة ؟

ثوبي الممزق في الريح

.... وشيبي وأسئلتي

أآتي ... سنيني يبسن

على حنظل في الشفاه

وجرحي استوى ، غير ان الطيور

تخربشه بالحنين الى اخوتي

أآتي اليهم بخوفي

بهذا الشريد الذي استغربوا وجهه

بعد عقد .... بماذا اجيب اذا سألوني َ من أنت َ ؟

أو حدجوا سحنتي ببرود ٍ ؟

بأي انتحار ٍعلى دكة الباب لو أنكروا سحنتي أرتمي

أأنطق اسمي ؟ ومن رعشة ٍ أتلعثمْ

على أي وحل ٍ ستسقط من رئتي دمعة الدمْ ؟

 

 ************

*كتبت القصيدة في الجزائر في عام 1986 بينما كان من اشتاق اليه قد قضى نحبا ، القصيدة هنا شأنها شأن العمر ، خارج الوطن أي في الزمن الضائع .

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com