إلى أمّي
محيي هادي
- أسبانيا
muhyee_960@hotmail.com
لي، إنَّكِ المثلُ الأعلى،
و إنَّكِ الأغلى،
من كلِّ شيءٍ قائمٍ على التُرابِ و الوجود
قد أصبحتْ ذكراكِ في قلبيَ،
دائمةُ المحبَّةِ و الخُلود.
لو كنتُ في مجتمعٍ بِغيرِ الله، يُؤمنُ في إله
لكنتِ لي أنتِ،
يا أمي،
و اللهِ،
هو الإله.
لا أعرفُ التقديسَ للأشخاصِِ و الأسماءِ،
و لا أحاوِلُ التقبيلَ في حجرٍ أصمٍّ أسودٍ،
أو صخرةٍ جامدةٍ خرساءِ،
لكنني أقدِّسُ الشيبَ الذي طاف على رأسِك
اُقبِّلُ الضوءَ الذي شعَِّ على قبرِك.
يا أميّ، يا أميّ،
يا منبع الروحِ التي تنبضُ في قلبي و في دمي،
يا والدةً أولادكِ العشرة،
يا جدةَ مَنْ أصبحَ لي عِترة.
أنتِ لي في مَنزلٍ أعلى من السماء.
أنتِ لي قدوة
قد قِيلَ لي في عالمي الرهيبِ و الكئيبِ:
" أنَّ المرأةُ شرٌ ،
هيِ كُلُّها،
و شرُّ ما فيها،
أنَّه،ُ
لا بدَّ مِنْهُ، و منها.
هل هيَ ذي حِكمتنا "العاقلة" الغريبة قد قِيلتْ عن الإمامِ،
و علِّقت في ثابِتِِ الدينِ و الاسلامِ،
و سُيِّرتْ إلى الأمامِ؟
أم هو قولٌ قيلَ في الغابِرِ من أزمانِ؟
أم هو قولٌ نابعٌ من جاهلِ الطَّغام؟
هلْ هيَ شرٌّ أصبحتْ خديجةُ الكُبرى،
و هي التي قد عاشرتْ نبـيّنا الجميلُ و الأمين؟
هلْ هِيَ شرٌّ وُلِدت فاطمةُ الزهراء؟
و هي التي قد أنجبتْ إمامنا الحسن،
و بعدَهُ الحسين؟
كلاّ، ثم لا !
يا مُبغِضَ الحياةَ و النِساء!
فهذه قد أصبحتْ خُرافةٌ قبيحةٌ،
تغرزُ في الأدمغةِ الشحيحة،
تُلطِّخُ العقولَ و الدين.
قد قِيلَ ليَ دوماً عن حديثهِ القديم و الحليم،
من قولِهِ العربيِّ و الكريم:
قد خُلِقتْ جَـنّتـُنا الكبرى، حتى لا تسير،
إلا ّلتجريَ في الحياةِ،
و في المماتِ،
تحتَ أقدامِ النساءِ الأمهات.
هل هذا قولٌ ثابتٌ،
مِنْ رجلٍ عظيم،
أم هو أقوى الترهات؟
أرقدي يا أمّيّ في أمان،
ما زلتُ أشعرُ دائماً،
منكِ المحبةَ و الحنان.