شعر

 

بَغْدَاد َ أبَدَا

عالية البقال

 alia.albakkal@hotmail.de

بَغْدَادْ ، سَكَنَ الكُون ُ..

ونَدِيمِي رَقَّ الحَدِيثَ ، مُسَامِرُ ..

عَنْكِ الأحَادِيث ُ بَيْنَنَا ، تَحْلو وَ تَكْثُر ُ

وَ الليْل ُ طَال َ لا يَمِل ّ ُ ، وَ فِكَرْي تَتَأمَّل ُ،

تَعِسّ ُ فِيهَا مِن ْ طِيْب ِ ذِكْرِك ِ النَّوَاظِرُ .

وطَفحَتْ بِنَا العِيونُ ، لَم ْ نَرْتَو ِ ..

حَتَّى فَاضَ نَشْوَانَا ً مِن ْ كأسِك ِ الخَيَال ُ

لَمَّا أرْتَمْى ، عَلى صَدْر ِالزَّمَان ِ سَكِرُ ..

وأَشْتَكَى لنَا الحَنِينَ ، قَلبٌ أَلِمْ ،

مِن ْ حَيْف ِ الزَّمَان ِ ، رَاغِمَا ً لا يَعْتَبِر ُ .

 

أُنَادِيِك ِ بِالضمِيرِ بغْدَادْ ..

فَأسْمَعُ صَدَى الحَنِين َ، بغْدَادْ ..

لايُلْهِينِي عَنْك ِ فِي الدُّنْيَا ، أيّ ُ الجِنَان ِ

مَا دَام َ إسْمُك ِ ، بَيْن َ الرَمْش ِ وَ العَيْن ِ حَاضِرُ.

قَامَت ْ الدُّنْيَا تَتْلو عَنْك ِ الأسَاطِيرَ وَ تَشْهَد ُ ،

وَ أسَاطِينُهَا عَلى البَسِيطَة ِ تُحَبِِّر ُ .

 بَغْدَاد .. لا خَيْرَ فِي الدُّنِيَا ،

إذا لَمْ يَكُنْ فِيهَا مِنك ِ خَبَرُ ،

لا خَيْرَ فِي الدُّنِيَا .. لا خَيِرَ فِيِهَا

إذا أَسْدَفَ عَلِيك ِ نَهَارُهَا ، وعَلَتْك ِ سَوَافِيهَا .

 

قَدْ سَابَقَتْ الدَّهْرَ فِيك ِ الوَقَائِعُ ، وجَلَّت ِ ،

فَأيُّ خِيْر ٍ بَعْدُك ِ ، يُرتَجَى منْ أَيَادِيهَا ِ .

بَغْدَادَ يَهِزُّنِي إلِيْك ِ ، فِي النَّفْس ِ الإبْتِلاءُ

فَلا أجِد ُ إلاَّ مِنْك ِ وَ إليْك ِ المَهْرَب ُ يَتَحَيِّر ُ

إنِّي فِيك ِ لَقَرِيب ٌ ، وإن ْ مُسْتَكْرَها ً عَنْك ِ بَعِيْد ُ ،

وَ يَجيِِّشُ الحَنِين ُ لك فِي صَدْرِي ، التَّلاويع َ ،

وَ يُرَمِّش ُ الدَّمْعات َ، فَلا يبْدُو لهَا أَثَرُ ،

إن ْ رَق َّ عَلَيْهَا جَفْن ُ العَيْن ِ يَسْبِلُ ،

تَهْمِي مِن ْ عُمْرِي بِك ِ تِلْك َ الصُوَر ُ ..

وَ شِعْرِي فِيْك ِ مَمْنُوع ُ ألقَوَاف ِ ، يَكْفَأ ُ وَ يَتَخْيِّر ُ .

 

يَا دْجلة َ الخَيْر ، يَا دْجلة َ الخَيْر ..

سَرَّحْهَا الجَواهِري فِي مَراعِيهَا ،

 

 

وشَطِيّك ِ جَنَّات ُ النَخِيل ِ ، تَرْشِفُ السَّحَابَ ،

إنْ إمْتَنَع َ عَنْهَا غَثَاثَة ً ، مِنْ دِيم ٍ قَطَرُ ،

تَنشِدُ المَطرَ ، مَطَرْ ، مَطَرْ ، مَطَرْ ..

أنْشُودَة ُ المَطَرْ ، سَيَّابُهَا البَدْرَ ، فِي أعَالِيهَا ،

يَدْعُو السَّمَاءَ ، فَيَرْسِل ُ مِنْ غِيْمِهَا المَطَرُ ،

عَلى المَنَائِر ِ وهِيَ تُؤذِنُ ، أَشْهَدُ للهِ ، أَشْهَدُ .

قَدْ أَشْهَدَ لَك ِ يَا دُرَّة َ الكُون ِ بَغْدَاد َ، الزَّمَانُ والخَبَرُ .

بَغْدَادْ ، سَائِمُ الحَنِيْن ِ إليْك ِ ، مُغَرِّبَا ً يَتَشَوَّق ُ ،

وإلى رَجْع ِ الصَّبَا مِن ْ صَوْبِيْك ِ ، يَتَنَظَّرُ .

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com