شعر

 

الجِّهَاد ُ فِي البَقَاء ْ

عالية البقال

 alia.albakkal@hotmail.de

إليك ِ يَا عِيُونَ النِّدَاء ْ

رَجْعُ الصَّدْى فِي الأعْمَاق ِ ضَاع ْ

سَقطَ َ فِي أيَام ِ البَرْد ِ د ِفْءُ الوِشَاح ْ

وأغْتَالَ فِيك ِ الأمَان ْ.

نَحْنُ اللذِيْن َغَرَّبَنا الزَّمَان ْ،

بَحَثْنَا فِي الأرْض ِ عَن ْ مَعْنَى الإنْتِوَاء ْ

فَمَخِضَت ْ بِنَا سْنِيْن َ الهِجْرَة ِ ، مِنْ غَيْر ِ إتَاء ْ

عَارِيَة ٌ وجُوهُنَا .. نَحْنُ الغُرَبَاء ْ

إتَّقِينَا مِنْ زَيْف ِ الإنْسَان ْ

وَ لبَسنَا مِنْ عُرِي ٍ ، زَيْفَ القَنَاع

أجْهَدَتْنَا الأقْدَارُ ، نَتَعَنَّى ، فِي البَقَاءْ ..

تََدَاعى العُمْرُ ، وَ السّنِيْن ُ تَهْبُو إحْتِسَاباً ،

لأجْل ِ الذّي نُسَمْيه ِ أوْطَان ْ.

نَرجِفُ فِي بِِلاد ِ الصَّقِيع ِ ..

لا يُدْفِئْنَا لِبْس َ الجَّلُود َ وَالفِرَاء ْ ،

بَيْن َ الوُجُوه ِ الغَرِيبَة َ، تَقْشَعْرّ ُ فِيْنَا الرَغَبَاتْ ،

حِيْن َ لا نَرَى تِلك َ السّمَات ُ الحَبِيبْة َ .

أيقظَّتْ فِينَا الوَحْشَة ُ غَرِيزَةَََ َ الإنسانْ ..

نَبحَثُ عْن ِ الشَّمْس ِ ، تَحْتَ الغَمَام ِ

نَتمَنى لَفَحَ الرِّيَاح ِ فِي الصَّحْرَاء ْ.

نُرِيدُ إشْعَالَ نَار ٍ

نَتوقَّى بِالجَّمْر ِ، بَرْدَ طُول ِ الشَّتَاءْ

وَ نَلبَسُ اللهَبَ فِي العَرَاءْ

بِلا مَتاع ٍ، أبْحَرْنَا مِنَ الجَنُوب ِ ..

إلى الشَّمَال ِ ، عَلى سَفِينَة ِ النَّجَاة ْ

تَعلَّقْنَا عَلى سَارِيَة ٍ مِنْ غَيْرِ شِرَاع ْ

جَابَت ْ المَجَاهِيْل َ تَهِشّ ُ بِنَا ،

فَطَلَعَ الفَجْرُ عَليْنَا ، فِي الغُربَة ِ مَسَاءْ

يَصْرَخُ فِي أعْمَاقِنَا صُوتُ الزَّمَانْ ،

نَحْنُ العُرَاة ُ، نُرِيدُ النَّجَاة َ ولِبْسَ الحَيَاة ْ.

إشْتَقْنَا إلى شَم َّ طِيْب ِ النَّقَاء ْ

وَ الشَّمْس ُ تَدْفُو عَلى حِلو ِ تِلكَ البَسَمَات ْ ،

وَ تَجْلو السَّمَاء َ وَتُبْدِّد ُ الضَّبَاب ْ .

أتْعَبَتْنَا الغُرْبَة ُ وَ الجِّهَادُ فِي البَقَاء ْ

نُرِيد ُ أن ْ نَحْيَا ، لا أنْ نَعِيشَ ..

لا نُرِيدُ العَيْشَ فِي نَاطِحَات ِ السَّحَاب ْ،

سَئِمْنَا التعَلُّقَ فِي الهْوَاءْ ..

لا نَدْرِي أمَرَّت ْ بِنَا أيَام ٌ ، أم ْ مَرَّ كُلُّ الزَّمَان ْ .

عَلا العُمْرُ ، وَ نَحْنُ عَلى طَرَف ٍ مِنْ مَكَان ْ،

أردَأَ على الأسْوَد ِ بَيَاضَا ً فِي الغِيَاب ْ .

نَحْنُ العُرَاة ُ أبْنَاء ُ الوُجْوُد ْ

ضِعْنَا فِي دُنْيَا المَتَاهَات ْ ..

مَا نَفَعْنَا فِي الشَّدَائِد ِ ، الحِرْص ُ وَ الإتِّقَاء ْ.

نُرِيدُ النَّجَاةَ وَ لِبسَ الحَيَاة ْ

نُرِيدُ أنْ نَرّجَعَ حُفَاة ًً صَعَالِيكا ً ..

وَ نَجِد ُ سَبِيْل َ العَوّدة ِ إلى الصَّحْرَاء ْ

نُعانِقُ الوَحْشَ ، ونَفترِشُ الفََلاة ْ ،

نَلتَحِفُ بِالليْل ِ، نَختبِئُ فِي طَي ِّ النَّجُوُم ،

نَحْضِنُ الكَوْن َ فِي الفَضَاء ْ ،

مِن ْ إمْتدَاد ِ الأُ فْق ِ ، إلى عَرْش السَّمَاء ْ.

زُوادَتُنا مِن ْ إرْث ِ الأجْدَاد ِ ..

أطْلالٌ عَرَفَتْ مَعْنَّى الوَفَاء ْ ،

قَرّطَاسٌ وَ يَرَاع ٌ وَ إنسَان ْ..

نُرِيدُ أنْ نَصْحَى عِندْ السَّحَر ِ ،

نَرَى الفَجْر َ ، تَنَزَّلَ فِي الظَّلام ضِيَاء ْ .

وَ نَحِسُّ عَلى الطَّيْرِ إذْا غَرِدَ يَسْجِل ُ ..

ويُسَبِّح ُ عَلى صُوْت ِ الآبَاء ِ ، يُكَبِّرُ بِالآذَان ْ .

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com