|
شعر تَبكي الشَّوارِعُ د. كوثر الحكيم/ كاليفورنيا
تَبكي الشَّوارِعُ كُلَّ يَوْمٍ أهْلَها فَفي كُلِّ بَيْتٍ مَأتمٌ ونَواحُ نَزَفَتْ دِماءُ الأبرياءِ رَخيصَةً وَعَلا لِلصَارِخاتِ البَاكياتِ صِياحُ مِنْ كُلِّ نَاحيةٍ تَندُبُ امرَأةُ تُمزِّقُ الثَّوْبَ يَستُرُها الوِشَاحُ تَنْهَمِرُ أنهارُ الدماءِ زكيةً فَقيمَةُ الإنْسَانِ طَوَتْها الرِّياحُ ذَهَبَ الذين نُحبُهُم .. بَقِيَ اللِئَامُ .. لهُم شُبهُ الكِلابِ نِبَاحُ ثلاثونَ وسبع أعَوامٍ مَضَتْ وقُلوبُنا لمْ تلتئِمْ فِيها الجِرَاحُ كَمْ مِنْ رَضِيعٍ يَتَموا .. ونِسَاؤنا أكبَادُهُنَّ عَلى الأدِيمِ تُطاحُ ظَلَمَ القُساةُ ..هَدَموا بُيوتَاً دَمَّرُوها .. أرْعَبوا وأباحُوا قَتَلوا الشَّبابَ .. ذبحوا النِّسَاءَ لَطَخوا أبنَاءَنا دَماً وأسَاحوا تَدُقُّ أجرَاسُ الكَنائِسِ لَوْعَةً وتَنتَحِبُ المَآذِنُ كُلُّها أترَاحُ طَلَعَ الصَّباحُ الأسْوَدُ مَوْتاً يَنذُرُ ، فأينَ الخَيْرُ فِيكَ صَبَاحُ ؟! نَهَارٌ مُكفَهِرٌّ بِلا حَياةٍ وشَمسٌ لا ضِياءَ بِها وَضَّاحُ يَئِِستْ شُعُوبُ العُرْبِ مِنْ حُكامِها فَهذا مُنافِقٌ وذَاكَ مُجرِمٌ سَفَّاحُ لا نِعْمَ في جَارٍ مَاتَ ضَمِيرُهُ سُيُوفُهُ مُستَلَّةٌ .. قنابلٌ ورِمَاحُ سَتَنفَضُّ الغَمَامَةُ عن صُدورِنا سَيَبزِغُ فَجْرٌ تَهُبُّ فِيهِ الرِّياحُ ستَعُودُ أرْضُ الأمْسِ زَاهِيةً ويَثُمرُ الزَّيتونُ يا بغدادُ والتُّفاحُ فَلا حياةٌ لنا في الغُربِ بَارِدَةٌ لا رُعْبٌ ولا قَتْلٌ مُباحُ سَيَعُودُ الحَمَامُ لِهدِيلِهِ ويَحْلُو للعراقِ عَيْشٌ مِلاحُ سَتَرْجَعينَ إلى أحْضَاني حَبيبَتي لِلحُبِّ .. للأحْلامِ .. فَغَداً رَبَاحُ سَتَخرجُ الأشْوَاقُ الحبيسةُ مِنْ سِجْنِها وسَتَرْقُصُ الأفْرَاحُ
|
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |