|
شعر كونغاي السَّيَاب عالية البقال مِن ْ رؤْيَا فوكاي 1- فِيهَا أرَى السَّيَاب َ ، ذو الطَرْف ِ الحَزِين ْ أرْوَد َ بَيْن َ جِيْكُورَ ، وَالخَلِيج ِ ، وَبَغْدَاد يُعَصِّرَ الحَيَاة َ فِيهَا ، بِكَفِّهِ المُقَيَّد ُ باِلمَدَاد مُرَوَّعَا ً مِن ْ تِلك َ أَحْلام ُ العَذارَى بَهَتَت ْ تضِئ ُ فِي دَيَاجِير ِ الظَّلام أَرْهَبَهَا النَّاقوُس ُ الأبَدِيّ ُ ، يَرِن ّ ُ باِلأَنِيْن . أرَاه ُ مَا زَال َ يَحْيَا ، حَتَّى هذه ِ الأيَّام تَدْمُّه ُ طُقوُس ُ المَوْت ِ ، فِي ثَغْر ِ الخَلِيج ِ تَسْقِيه ِ ، وَتَشْرب ُ مِنْه ُ بِلاد ُ العُرْب ِ اليَانِعَات مِن ْ كْفُوف ِ الغُرَبَاء ِ ، قاَنِيَات َ المُوْت ِ الزُؤام بِكَأس ِ الدَّهْر ِِ يَفِيِض ُ باِلمَنُون ِ طَفَّاحَا ً ، رَافِدَا ً عَلى أرْض ِ العِرَاق ِ الشَجِيْن حَيْث ُ مَهَاجِع ُ الثَرَى لا تَنَام ْ .. وَتَهْجِد ُ عَلى دَمْدَم ِ القَارِعَات َ ، تَدْفُّهَا النَّافِثَات وَتُطَوِّف ُ أشْبَاح َ رَدَاهَا ، عَلى صَد ْر ِ الصَّبِيَات ، فَتَحْصِد ُ قَلبَهَا الخَبِئ ُ فِي مَغْرَس ِ الأحْلام . مِن ْ يَد ِ الرَدَى ، مِن ْ جَبَرُوت ِ الطِّغَام أيّنَع َ المُوْت ُ فِي قَلْب ِ كونغاي .. بِلا دَهَش ٍ أثْبَت َ الجِنَان ِ يَفْتَدي الحَيَاة أُسْطُورَة ٌ لمْ تُفْنَى باِلمُوت ِ ، فِي الزَّمَان رُوح ُ كونغاي قَد ْ هَبَّت ، ترِيد ُ الإنْتِقَام عِنْدَمَا صَعَق َ الصَّدَى ، فِي الأنْوَاء ْ يُمَزِق ُ فِي السَّمَاء ِ ، الغَمَام َ المُرْعِد ِ وَبَاشَرَ مُوْكِب ِ المَوْت ِ يَخْضِل ُ نَدِيا ً مُجَبِّبَا ً نَحْوَ الدّرُوُب ْ ، يَزِق ّ ُ المَوْت َ باِلحَيَاة أَفْزَع َ الرَدَى رَحِم َ الأُمَّهَات .. عَلى صَعْق ِ البَيْن ِ يُدَمْدِم ُ هَياي فَأفْرَعَت ْ صَدرَهَا الوضئ ُ كونغاي تُخَبِئ ُ فِيه ِ كُلّ َ صَبِيَّة ٍ عَذرَاء ْ "هياي .. كونغاي ، كونغاي" 2 - صَرَخَت ْ، لَن ْ يَخْطِف َ أَبْي زَهْر َ الحَيَاة سَأسْقِيه ِ مِن ْ صُلبِه ِ المَنُون ْ ، فِي كَأس ِ الحَدِيد ِ ، بِيَد ِ البَنُون مُذَابَا ً باِلرَّصَاص ِ ، وَالنُّحَاس ِ ، وَالنَّار وَلسَوْف َ تَخْجَل َ عَلى رُؤوس ِ الآلِهَة ِ ، باِلذهَب ِ الصَّلِيد ِ زَهْرَة ُ الجُلنَار لِيَقُوم َ بُوذَا مِن ْ مَدْفَنَه َ .. وَيَسْأَل َ عَن ْ سْرِّ الخُلود وَلِمَاذَا الحُب ُّ ، وَالسّلام ُ، وَالأمَان يَشْرَب ُ دَم َ العَذرَاء ِ وَالأبْرِيَاء ، وَأنْدَاح َ عَلى الأرْض ِ تَمَاثِيلا ً وَأحْجَار لِيَعْج َّ الصُوت ُ مِن ْ مَكْفَنَه َ .. مَاذَا حَل َّ باِلعُهُود ِ بَعْدَ الأنْبِيَاء مِن ْ أجْل ِ الخُبْز ِ وَالبَقَاء رَصَاص ٌ ، وَحَدِيْد ٌ ، وَرَشَّاش ُ نَار . هياي .. كونغاي ، كونغاي بِإسْم ِ بُوذَا ، بِإسْم ِ الوَلِيْد ِ وَالعَذرَاء بِإسْم ِ اللذي حَمَل َ السَّلام َ مِن َ السَّمَاء أشْعَل َ تَلامِيْذ ُ حَوَارِي ِّ المَسِيْح ِ فِي الدُّنْيَا ، أسْلِحَة َ الدَّمَار .
1" مِن ْ رؤْيَا فوكاي " قصيدة بدر شاكر السياب في ديوان "أنشودة المطر" عن دار مكتبة الحياة – بيروت . وفيها الشارحات الآتية : [ فوكاي ، كاتب البعثة اليسوعية في هيروشيما ، جُن من هول ما شاهده غداة ضُربت بالقنبلة الذرية ] -2 تحدثنا إحدى الأساطير الصينية عن ملك أراد ناقوسا ً ضخما ً يصنع من الذهب ، والحديد ، والفضة ، والنحاس . وكلف أحد حكامه بصنعه . ولكن المعادن المختلفة أبت أن تتحد ، وأستشارت كونغاي – وهي إبنة ذلك الحاكم – العرافين بالأمر ، فأنبأوها بأن المعادن لن تتحد ما لم تمتزجبدماء فتاة عذراء .. وهكذا ألقت كونغاي بنفسها في القدرالتي تصهر فيها المعادن.. فكان الناقوس .. وظلَّ صدى كونغاييتردد منه كلما دق َّ : " هياي .. كونغاي ، كونغاي " .
|
| |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |