شعر

وطني جلجلتي ... والمنافي صليبي

خلدون جاويد

khaldoun3@hotmail.com

* وطني ؟ ... جلجلتي

والمنافي صليبي

والشعر جرحي الذي لايندمل

وجنوني اللآهث في الهلوَسَة

والمصح الذي أنتمي اليه

ريشة العين هي التي خربشت

بمداد دمعها اغنياتي .

اسجل كالمتقاعد

تراثي الخائب

بدلا ً من الانتحار اكتب

اتعبد في محراب الكلمة

وأنحني أمام جلالة الملكة القصيدة

قادم من ميدان حرب

ذاكرتي خصبة بالجثث

خضراء بالحريق

يانعة باليباس

اعاشر النسيان في زوايا التاريخ .

ضارب في ملاحم الخسران

حمى تستعر في يراعتي

وهذيان يغني هامساً في عروقي

كوابيس على مدى السنين

وبلادي

مثل سيوف تتوامض بأيدي الأشباح

في الممرات وعلى السلالم

فوق الرفوف ، تحت الأسرّة

في زوايا الحجرات

عند الوسائد في ضميري الميت الحي .

منفاي قصائد خربة

واخرى مهشمة الأسنان

خرائد معطوبة

وفرائد عصر محترقة

رسائل حنان مفجوع

قصاصات عليها قطرات دم

أحرف آلف بين اختلافاتها الدمع

إخاء لغوي من أسى

كارثة ندم صغيرة

مدن للأحلام

أشواق محنطة

وظمأ مات ولم يشرب

أقبية من ورق وديدان

دهاليز موحلة بالأماني

ممرات لاقوافي لها

عناكب من زحاف قديم

أهالي وكهوف

وحراء القصيدة الأقدس

هو ذاك المنتمي للهباء

الشاعرالذي لم يمت للآن

والذي يغمر جسمه بالحبر والدم

لينام على شرشف القصيدة

وفي دامس العمر لم يتبيّن

اذا كان حبر الفجيعة أزرق أم أحمر .

 

* تعريف

 

أنا جرح قبّرة تمزق بالاقامة والرحيل 

أنا رفرفات فوق اسلاك الحديد

أنا الحمائم بين اعشاش الدموع ، البرد

والعمر الحزين

أنا المضيّع بين جسم شائه ٍ

والظل أصفر

لوّنته رداءة المنفى

وكل هواجس الليل المريض

أنا الندى المقتول

فوق شفاه أوراد الطريق

أنا الوصول الى الهباءْ

أنا الصحارى الصامدات

على الرمال – بغير ماءْ

والأرض في دورانها المخذول

يأخذها الهواءْ .

    

* حب في الزمن الضائع

 

ألآ تعلمين بأنّا غريبان

" لسنا هنا "

وما عاد كل غريب ٍ نسيبا

ألا تذكرين ؟ افترقنا

ولكننا بالأجنة قد أثخنتنا " الضرورة "

تلك التي أرغمت شفتينا على قبلات التعازي

ألا تعلمين ؟

بأنك أنت ِ مطلقتي منذ بدء الخليقة

وإنا التقينا على قبلة الموت فوق سرير المنافي .

 

* كوبنهاغن الأيتام

 

ظلاله الفذة ُ في الناصرة ْ

تمرّ ُ

تشفي الحزن والآلامْ

ونحن ُ من يحنو على عمرنا

الباكي

بكوبنهاغن الأيتام ْ

نصحو على كسرة خبز ٍ لها

عفونة

وكوب شاي ٍ سام ْ

أجسادنا مثخنة بالأسى

والقحط

والخيبات والأسقامْ

وفي دمانا شفة مُزقتْ

حطت عليها طلقة الكلامْ

ياأ ُم أطفالي لقد شيّبتْ

أهدابنا

واصفرّت الأحلامْ

ان الذي احرقتِ من أجلِه

عينيك ِ

شمعا ً في الليالي نام ْ

 

* ياموطني

 

أنا ياعراق حمامة ٌ

برية ٌ

من ريشها عشا ً لغصنك تبتني

أعلو ويمطرني الظلام

بوابل ٍ

أدنو يصوّبني الخؤون بممحن ِ

سدوّا بأنياب الصقور

مسالكي

لا لن احيد عن الطريق وانثني

مهما انكسرت

على اديمك باسل ٌ

حزني

يضيء بجنحي َ المتمكن ِ

ومتى سموْتُ الى علاك َ فانني

أجثو

وفوق وصيد بابك أنحني

ياموطني

يامن بِرقة ِ مائِهِ

ثغر الرضيع على نُهيْد السوسن ِ

ياموطني

كفن الغريب مضيّع ٌ

فامننْ عليه بثوب تربتِكَ الهني .

 

* نسمة من بابك الشرقي

 

كدمات ( الفهَد ) المجروح في وجهي

وآثار خيول ٍ متعبة ْ

وحشة في جسدي قاطبة

وذبولٌ في خلايا القامة الترباء

ما أضنى زواياي

امتلاء ٌ بالوفيّات وأشلاء الغروب

وأنا منشغل ٌ أجمع أصدافي كِسوري

والمناحات التي ينتابها قيئُ نسوري

وصليبي الأبنوسيّ ثقيل ْ

في سفوح الطعن في الأعمار والأزهار

هل طاحت سفوحي ؟

وعلى القمة من عطري العراقيّ بقايا

وحنيني لابتهالاتي الرصافيات او كرخ بكايا

ان ثكلاي َالتي ترمى بآلاف الزوايا

تتمنى نسمة ً من بابك الشرقي ّ

تجثو رئتايا

وأنا في الركعة الاولى

مع الجاثين

مطعوناً أموت .

 

* اغنية أخيرة الى رودان

 

رودان جسمي كرة ٌ من نارْ

تلتهب الآن .... وجلدي فخارْ

رودان قد صيرتني نافذة ً مهجورة ْ

خدين شاحبين مقلة ً مكسورة ْ

رودان يارودان

كومت َ في زاوية ٍ قلبي

خميرة للرسمْ

ولم تلوّن من دمي لوحتك الأخيرة ْ

لأي قعر ٍ تنتهي خميرة الانسان .... يارودان ْ ؟

... اغريتني بالشمسْ

صورت َ لي طفلين يركضان نحو الفجرْ

رتبت َ جسمي قطعة ً قطعة ً

لكن أخذتَ الرأسْ

وقلت َ لي :

رأسُك َ قرصُ الشمس ْ

ولم أزل اركض يارودان .

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com