الأسراء
الأول
في أخريات الليل ..
تتسع المسافات وتكبر
وبين العاشقين ..
تضيع الهمسات وتصغر ...
أبحثُ عنكِ
وجهاً .. عانقني وارتحل
عاودني
في ليلة الثلاثين ( آخر شباط المستحيل )
جريحاً ...
متهدلاً من على ظهر جواد أصفر ...
ما كانت نجوم الليلة
أبعدُ مما مضى !
ولا عيون العذارى
أعمق مما إنقضى !
فلا الريحُ غاربة
في مسراها
ولا الشمس طالعة
من منتهاها
كل الذي أعرفه الآن
إن حارسة الطريق
نسيت كلمة السر
وتاهت ؟
( غدا أنبؤك سيدتي ، فنبؤتي عشق يتطاول ، ويمتد ، فيلامس حافات
حزنك، وعندها فلتتوقف رعشات الألم ، حينما يبتدأ الجسد المعلق من
هواجسه يصلب في حقيقته ... )
أما آن لكِ .. ياعشتار
أن تتوقدي جمرا
يحرقُ بقايا الألم... ؟
ايهٍ يا عاشقة النارواللهيب والقمم
إيلامَ ترتوين ...
فتنتهي بكِ الطرقات ... أو تعودين
أين أنتِ مني الآن ...
وأين كل ما كان ؟
. . .
كلمةُ السرِ ... سيدتي
كيف غادرت رأسكِ ..
إسألي هذا الرأس المعلق فوق جسدكِ
إسأليه ..
كيف طارت حروف السر
فلا الريح كانت عاصفة
ولا الشمس في ظهيرها
حارقة ...
إسألي الرأس المسحوق بالألم
إسألي ضفائركِ
إسألي الجسد المعلق
على سارية الندم !
أين حروف السر... سيدتي
أين حروف الألم ...
. . .
عشتارُ
ياعشتار
أسريتُ بكِ
عاشقة من نار
تمزق الظلمة
تؤشر المسار ...
تستخضر الارض
تستفيض الأنهار ...
عشتارُ ... يا عشتار
أسريتُ بكِ
عاشقة من نور
لاتفهم إلا لغة العيون
وارتحلت بك بعيدا صوب آشور
ففي نينوى
ترتفع أعمدة مملكة البخور
ما كان شرط الأسراء
إلا كلمة السر
يا حارسة الطريق
وعنوان المرور !
عشتارُ
والسويعاتُ التي مرت
هل تذكرين ؟
وبابكِ العظيم والدرب الطويل...
ما كنت ُ أعرفُ .. سيدتي
إن العشقَ
عشقكِ يبدأ بالرحيل ...
إليكِ ارتحلتُ..
مليكةُ الأزمان
أنتِ .. أنت ِ
القادمة عبر السنين
أميرةُ العشقِ ... حين التقينا
هل تذكرين ؟
غادرتِ ربيع السنين
ومضى من أيدينا
آخر ربيع لم يقتله الحنين !
ما عدتُ أحتمل حزن الثلاثين ( آخر شباط المستحيل )
أو أعتصرُ
دموع وجهكِ الحزين ..
كل الذي أعرفه الآن
أني أنتظركِ الى حين ؟
في الأمسِ
رأيتكِ .. منثورة كالماء
تقتسمكِ الأرض والسماء
تحتظنكِ حباتُ المطرِ
تلونكِ مليكتي
خيوط الشمسِ
والضياء ...
منثورة ... منثورة
أنتِ
كالماء...
عشتارُ
ياعشتار
مليكةُ العشقِ
والضوءِ
والأنهار ...