|
شعر العَوْد ُإلى الصحْرَاء عالية البقال إليْك ِ يَا نَسْمَة َ الجَنُوب ِ يَا رِيْح ُ مَاضِي الزَّمَانْ .. فِي ظَلام ِ بْلادِ المَسَاء ْ، فِي عِزِّ الصَّقِيعْ ، تَحْتَ الجَّلِيدِ ، هكَذا الأمْرُ كَانْ .. إخْتَلجْتْ تَرْعِشُ ، فِي ذ َبِيل ِ الخَرِيِف ْ .. مِنْ رَيِّا فِيْحِك ِ أَعْطَافُ الرَّبِيع ْ ، تَمْتَدّ ُ فِي دِفْء ِ الذ َّكَرِ، تَنْهَلُ مِنْ عَذبِه ِ الذ َّرِيْف ْ مِنْ أَيَام ٍ تَفَكَّرَتْ بِنَا ، أَعَادَتْنَا إلى الصَّحْرَاءْ ، خَضِرَ مِنْ خَيِال ٍ سُهْبُها الوَسِيع ْ. شَيْء ٌ مِنْ الأَحْلام ِ ، وبَعْضٌ مِنْ فِكَرْ ، بَيْنَ الغِيُوم ِ فِي الفَضَاء ، أدْرَكَتْنَا نَعْلوُ تَهْفُو مِنْ عَوَالِيِهِ بِنَا حُلْوُ الذِّكْرَيَات ِ ، وَ تَسْاَلُ الأفْلاك َ فِي السَّمَاء ْ ، عَن ْ أم ِّ نْجُومِهَا الشَّوَابِك ِ هَل ْ تَقْرأ ُ بُرُوجَهَا عَلى خَط ِّ اليَد ِ .. وَتَسْأَل ُ المَخَاتِيل َ فِي مَكْتُوب ِ القَدَر ْ ، مَن ْ يَلقِْط َ الوَدَع ْ ، مِن ْ سُحْق ِ البَحَرْ . تَسْأَل ُ النّجُوم َ ، وَ تَسْأَل ُ القَدَر ْ ، وَتَسْأَل ُ، لِم َ كُتِب َ الحَظ ّ ُ عَلى كَف ّ ٍ وَ حَجَرْ . فَنَسْمَعُ مِنْهَا صَدَى ذاكَ النِّداء ْ.. آت ٍ مِنْ الغَورِ السَّحِيق ْ، تَحْتَ ظِلال ِ الغَيْب ِ ، فِي غِيَاهِب ِ أَعْمَاق ِ الظَّلام ْ، لَمَسَاتٌ رَشَفَتْ ثَغْرَ السَّمَاء ْ،
تَفِيض ُ مِنْ عَذب ٍ ، وتهفُو بالحَيَاة ْ. ألْبَسِيْنِي ، يَا مَرْحَبَا ً ، يَا نَسمَة َ البيْدَاء ْ. عَانقِينِي يَا لَفْحَة ً ، يَا بَهْجَة ً .. هْبِِّي فِي صَدْرِي حَيَاة ْ ، يَا طُول َ الرَّجَاء ْ.. كَلِمَاتٌ ، كَلِمَاتٌ تَبَعْثَرتْ ، حَطَّت ْ عَلى الجَّسَدِ الهَنَاء ْ.. نَثَرَتْ حُوّلِي الضِّيَاء ْ.. أَلبَسِينِي ، عَانقِينِي ، شْدِّي فِي نَفَسِي ، وَأَبْحَثِي فِي َّ ، عَنْ طُول ِ البَقَاء ْ . . إلى الآتِي البَعِيد ِ .. إلى الزَّمَن ِ الأبِيد ِ، إلى زَمَن ِ الفَنَاء ْ.. يَا عِيُونُ النِّدَاء ِ .. يَا لَفْحَةَ َ الرَّجَاء ْ ، سَكَنَ رِيحُ الخَرِيف ِ ، ومَرَّ بَردُ الشِّتَاء ْ، أَعِيدِينِي إلى الصَّحْرَاء ْ، أَدْخلِينِي غَارَ حَرَّاء ْ.
|
| |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |