شعر

هُنَا مِن ْ بَقَايَانَا

عالية البقال

 alia.albakkal@hotmail.de

 هكذا الأمْر ُ كَان

جِئتَ مِن ْ غَمْرَة ِ الإنْشِدَاه ِ

تَوَهُّمَا ً، وآثمَنِي الظَن ّ ُ فِيك َ

وَ تَحَوَّل َ العَالم ُ إلى رُموْز ٍ

حِيْن َ تَغَيَّرَت ْ الوجُوْه ِ، مِن ْ حَوْلي

 يَخْتَصِرُ فِيْك َ رَمْزِيَّة َ المَجْهُوْل ِ

وَ تبَدَّلَت ْ الأرْض ُ. .

مِن ْ حَدَث ٍ إلى مَصِير ٍ

وَ تَراصَّت ْ حُرُوف ُ اللغَة ِ صَمْتَا ً

عِنْدَما أعْلنتُك َ، سِر َّ الوجُوْد ِ

تَسَتَبِيح ُ مَمْلكَة َ الله ِ

لأجْل ِ حَرْف ٍ، لم يُكْتَب ْ

سَيَأتِي، لكِن ْ ..

بَعْد َ أن ْ تَقطِف َ

مِن َ الشَّجَر ِ المُبَارَك َ

مُحَرَّم َ الثَمَرَة ْ ..

تُلغِّز ُ تَارِيَخَك َ باِلعُصْيَان ِ

مِن ْ شَهْوة ِ الإمْتِلاك ِ

وَتَرْجُو المَغْفِرَة ْ

وَ لعْنَة ُ الله ِ، فِيْك َ تُلاحِقَنِي

عَلى صَفَحَات ِ خَطَايَاك َ

تُاجِّج ُ غَضَب َ الرَب ِّ

يَثور ُ فِي صَدْرِي،

فَيَأخُذُنَا كَوْم َ طِيْن ٍ، هَشِيمَا ً

يَرْبِتُنَا، يَخْلُِق ُ تِمْثَالك َ مِنْي

 كَتِيم َ الصَّمْت ِ .. وَ يَخْتِم ُ باِلحرف ِ

 غَيِّبَا ً، يَبُوح ُ باِلسِر ِ

فَيُولد ُ فِي َّ مِنك َ نِصْف ٌ

يَمْحُو مِن َ الوُجُود ِ كُلِّي

 وَ أصْبَحْت ُ وَدَعْتُك َ نَفْسِي

 

*          *           *

 

مِن َ الآن َ، هُنَا مِن ْ بَقَايَانَا

رَأيْتُك َ تُزِيْح ُ السَّترَ، عَن ْ نُسْكِي

فِي مَدِيْنَة ٍ فَتَحْنَاهَا، فِي حُصُون ِ آثامِك َ

أُرَدِّدُك َ، تُرَدِّدُنِي

تَنْشُرُنِي آثَامَا ً، و حَقيِقَة ً تَسْتَعِر ُ

فِي حِدُوْد ِ المَكَان ِ، فِي تَوُّهُم ِ الزَّمَن ِ

تُحَاصِرُنِي فِي مُتَّجَه ٍ وَاحِد ٍ للطَرِيق ْ

مُنْقَطِع ٌ بِلا خُروج ٍ ..

تَلفُنِي بأِوْرَاق ِ ذُنُوبِك َ، وَ تَحْرِقُنِي

فِي المَحْنَة ِ المُزَوَّرَة ْ .

أنْهَكْتَنِي بإرْث ِ ضِيَاعِك َ الطَوِيل ِ

تَبْحَث ُ عَن ِ الأحْبَاب ِ، فِي وجُوُه ِ الغُرَبَاء ِ

فِي مُدُن ِ الخَيَال ِ، فِي جَحِيم ِ وْجُودِك َ

وَ تَقُوْل ُ دَعُونِي ..

أنَا القْدِيس ُ، بآِثَامِي خَالِدا ً

فَدَعُونِي، أُبَارِك ُ كُفْر َ السَّحّرة ْ

لِتَذْرِف َ دُمُوع َ خَطَايَاهُم بإِسْمِي

عَلى أن ْ لا تَرْوِي الظَمِيء َ لِشُرْبِي

أنَا لسْت ُ شَرَابَا ً للنَاسِكِيْن،

فَدَعُونِي .. أعْجِن ُ باِللعْنَة ِ طَلاسِمَا ً

خُبْزَا ً لا يُشْبِع ْ نَهْم َ الجَّائِعين ْ ..

تَمَرَّدْت َ حَرْفَا ً يَنْزِف ُ، صَامِتَا ً

يَحِدُّك َ المَكان ُ، وأضَعْت َ سَبْرَ الكَلام ْ

أيُّهَا المَسْكُون ُ فِي َّ، مُنْذ ُ الأزَل ِ ..

أنَا لَن ْ أغْسِل َ خَطَايَاك َ

فَأهْتَدِي بِضِلالِك َ فِي الحُب ِّ

أوْ تَنَسَّك ْ، فَلَن ْ تَكُون َ لِي أبَدا ً نَبِيَّا

قَد ْ أكْذَبَك َ زَيِف ُ الحَقِيقَة ِ، لا تَقُل ْ

أتْعَبَنِي الإعْصَار ُ، آن َ الرَّحِيل ْ

سَوْف َ لا تَكُوْن َ فِي الحَرْف ِ قَضِيَّة ْ

 

*          *           *

 

 سَتَظلّ ُ شَوَاطيء ً، لا تَعْرِف ُ مَرْفَاهَا

وَ رَاسِية ً بِلا زَمَن ٍ أتْعَبَها المَكان ُ

فَأنْت َ، لا تَهْتَدِي مِن ْ غَيْر ِ حُبّ ٍ

مَا دُمْت َ عَصِيَّا .. هُنَا سَوف َ تَسْقط ْ

لا تَنْسَ أن ْ فِيْك َ مِنْي أنْت َ

أمَّا أنَا، فَأنْت َ فِيهَا كُل ّ ُ الأنَا

هُنَا فِي التَكْوِين ِ، شيْء ٌ سَدِيْمِيَّا ً

ضَبَابِيَّا ً، يَأبَى الإلتِقَاء ْ..

وَأبْيَت َ إلا أن ْ تَكُون َ مُزيَّفَا ً

وَأُفقَا ً مُمْعِننا ً، أغْبَش َ الإنْحِنَاء ْ

لَقَد ْ تَعَدِّيت ُ فِيْك َ الطَّوْر َ بَعِيدَا

فَعَلام َ أتَحَاج َّ مَع َ نَفْسِي

وَ فِي كُل ِّ خَطْوَة ٍ أنَت ْ ..

مَا حقَّقَت ْ إلا بُعْدَا ً جَدِيدَا

وَ لم ْ نَعُد ْ فِي التَّكْوين ِ، كَما كُنَا

مَيَّزتُك َ الآن َ، أصْبَحْت َ أثنين ْ

وَ أنْت َ تَحْمِل ُ نَعْش َ الآخَرِين َ ..

أرَاك َ تُأبِّن ُ نَفْسَك َ، مِن ْ غَيْر ِ وَدَاع ٍ

هُنَا آثارُك ُ فِي البُعْد ِ، مَدِيْنَة ً فَتَحْنَاهَا

حَاصَرْتَنِي فِيهَا بِجُبْن ِ الفَاتِحِين َ..

وَألقَيِّتَنِي فِي جُب ِّ الشَّك ِ،

مُقَيَّدَا ً فِيه ِ الإنْهِزَام ُ باِليَقِيْن ْ

وَآثَارُك َ تَتْبَعُنِي، حِجَج ُ المُنْدَحِرِيْن َ

وَ أعْلَنْت َ إنْتِصَارَك َ، لكِن ْ

 أنت َ مَا زِلت َ فِي حِصَار ِ الزَّمَن ِ

وَ المَكَان ُ يحَِدُّك َ مِن ْ كُل ِّ صُوْب ٍ

حَتَّى نَفْسُك َ، أخَذتْك َ بِلعْنَة ِ التَوُّثِيْق ِ

فَهَنِيئَا ً لك َ نَصْر ُ المُنْدَحِرِيْن َ

وحَرْف ٌ مُلَغَّز ٌ، بِلُغَة ِ الآخَرِين ْ

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com