|
شعر أنه زمن الضياع .. أيها العزيز هزار معروف ( ده وه ن ) عجيبٌ أمر زمن القحط هذا كأنه شكوك ابليس في جوف تفاحة عفنة تفاحات الدنيا كلها قد تعفنت تحت ثقل أسئلتنا وديدانها قد أمطرت من رياض الجنة مختلسة في أرواح الملائكة مقتنصة لقتلنا نحن عظماءٌ نحن بكبر القمل فينا نذهب الى الرياحين بأسمالنا البالية لازلنا نردد أغانينا المهزومة ولم نتعلم للآن ، كيف نغني للفراشات أو أن نعشق النورس أم نرقص مع العندليب مرحا نحن جمع من الممثلين نبدوا أكثر كسلا على مسرح الحياة ونبدوا كصور بلا ألوان في اللوحات وألحان شاذة في الأوبريهات ندعي بالانا دوما غير أننا نصغر مع الزمن قد غدونا في سباة كهياكل الليل فلا نستيقظ نقتل أوجه الجمال في حياتنا ونحن سكارى نحتضن البنادق المهشمة ونغرقها بقبلاتا نشمشم القوارير الفارغة ونسكب المزيد من الدماء إنه زمن الضياع زمن حرق أنفاس الريح في نزهة عبدة القلوب ما أصعب العيش مع الديدان والقمل حينما نهوى الرقص والغناء الفاسدون يقيمون مهرجانات الدم وإعماء البصائر من نكن نحن ؟ لم ألتزتم الصمت يا أيتها الملائكة ذوي الاصابع الحمراء!؟ يا ذوي البُردات الخضراء أنحن عشاقكم أم حراس قملكم ؟ نحن نطهر بيتونا مهزومون من الردى نتعطر ، نزين الشوارع أستعدادا للمهرجان نتنزه في أزقة المدينة مرتدين أجمل ما نملك من الملابس نمتطي الحافلات ونلقى نظراتنا على الصبايا الجميلات ونغني لهم أغاني العشق لا لشئ الا لنسيان شبح الموت ما أجبننا ، فخشية من فقدان لذة العيش نلقي بأقلامنا جانبا كي نحتضن القوادين ماسحين لحاهم القذرة نركع سجودا لهم حينما يغضبون لا لشئ ، الا خضوعا لسطوة العيش كم نحن مذلون ؟ نحرق أوراق قصائدنا لنضئ بها بيوت القوادين نرش الطاعون في رواق السياسة ونخنق باصابعنا الديناميتية تاريخنا المشرئب بالقرون أنه زمن القوادين يا زهرتي العطرهذا قد أختلط بجسد الوطن المجزء يقودنا نحو دروب القنوط يلقي بنا داخل قارورة مهشمة كانت قبل ميلادنا طل هشمه تاريخ مزيف وسرق عبق عطورنا الطبيعية لتغدو القارورة مجرد طل مهشم باتت شظاياها تفطر أقدام طفولتنا لتنزف دما قانيا فبتنا بعد ذلك مرآة مهشمة وأجيال لا طعم لها وأخلاق مقملة بالية أودعنا التأريخ في نعوش الانتحار الخاوية وكتبنا عليها ببونت عريض ( كوردستان أم الموت ) حدنا نصولنا بصدأ السلطة لننحر بها صباينا البريئة أصبحنا أبطال حرب وضعنا خناجرنا في أغماد الخجل كم أرتكبنا من جنايات نحن ؟ ألم نكدر روح (( مولانا خالد )) ؟ لنعري عطر ليالي المناجات في طرقات الغدر والخديعة ؟ فقد مزقنا دفوف الذكر نحن !! فقد خلفت آثارا، أصابعنا المدمية على الطرقات الجبلية الملتوية وجعلنا من الققنس رمزا للعاطفة ألم ترى يا زهرتي كيف يغدو الموت من أجمل ذكرياتنا!؟ الموت يا زهرة هو الذي جعل ( كوران) الشاعر يسكن القمم والحياة جعلت من ( محوي ) الشاعر أن يسكن أحاسيسنا والشعر جعل من ( مولوي ) أن يفترش الطهر واليراع جعل المرأة أن تتربع في الجمال .
|
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |