شعر

إلى الذي كان بيني وبينه لقاء

انتصار نادر / مصر

entsarnader@yahoo.es

هنا كان لابد أن نلتقي

كنا نغرق سوياً

كنا نغوص شوقاً

نتواعد ونخطط لهذا اللقاء

وكأنه الأمنية الأولى

وكأنه قبلة وعد من أمانينا

وكأنه أول حرف من أمانيّ

شاء القدر ألا ألتقيه

ألا أعانقه إلا بالحلم

في هذا المكان

حيث الشاطئ والنورس

حيث واحات الجمال

والبحر الغارق بالهيام

كل شيء حولي كان يسأل عنك

يـغرق المكان في فيـضانات من الأسئلة ..

مَن شرد أركانه مَن قلـّص مساحته .. ؟

لـماذا قُتـلت زواياه ؟

كيف اعـتُقلت حدوده ؟

وحدها الـعتمة قابعة في قلبي

غريقة المكان دونك يا حبيبي

وأسأل؟

لماذا لم تمنحنا الدنيا هذا اللقاء؟

لماذا نكون عشاقاً وأغراباً؟

لو كان اللقاء بيدي

لمنحت الوقت بعضا من عمري

ولـ ـجئت بكل عمري

للحظة تجمعنا معاً

:

ماذا لو كانت اللحظات مدائن حب

تحتويني في لحظة ذكر ؟!!..

لحظة نذكرها عمرا

كم من مرارة في المكان

كم من مرارة وأنا وحدي

كأن الألم يغرس صدري

كم من الأمنيات المستحيلة ستغرسني

على ذاكرة حبي المنسي

لو يـجهش القـلب بالبـكاء خشوعا

لاغتَسَل هذا المكـان الحزين به

:

يا حبيبي

أحبك قدر هذا البحر

قدر عشق النوارس لسماء

أحبك وأعرف أن حبنا مٌحال

ماذا لو يأتي الصبح مضـ ـمّخاً بعبيرك؟

ماذا لو كنت بين يديك وأمام عينيك؟

وأسألكَ؟

كم من أُمنياتنا البيضاء ستصافحنا بالراحة؟

متى سنستريح من هذا الحب الذي زلزلنا؟

ولماذا نحلم بلقاء يجمعنا

ونعلم أن كل أحلامنا مُحال؟!!..

:

مخضـبة ساعات نهارٍ طويل بـتواصل الانتظار

قد ننسى أن العمر يمضي يا حبيبي

ورغم كل هذا الحب على أرض الغياب

لا نتمنى من الزمن سوى لحظة تجمعنا معاً

:

بيننا اليوم ميعاد

فاعذرني يا حبيبي

شاء القدر ألا أُلبي نداك

شاء القدر أن أكون وحدي

وتكون وحدك رغم قُرب المكان

:

كلما أدركنا اللقاء بيننا

اشتعلت الأحزان ممتدة من صدره إلى صدري

وأحلام مُحالة مرتدة من صدري إلى صدره ..

هل يمكن أن تمر بقلبي دون اشتعال ؟....

وكل هذا الـمدى انتظار ..

هنا تركت لك رسالتي

فتعال لهذا المكان يوماً لتقرأها

وتتنفســني ..

:

كنت أتمنى هذا اللقاء

فماذا كان يا تُرى؟

هرعنا إلى بعضنا البعض

وتعانقنا دون أن ندري بأنفسنا

وقتها ستلمس يدي يديك

وسيغني الشوق بعيني وعينيك

لتخلقني من جديد بـين ذراعيك..

لتزرعني سو سنة من ينابيع عطرك

غواية أن تكون قرب روحك

فكلما اشتاق قلبي لضمه بين ذراعيك

كلما تذكرت عمري المُحال بك

وأتت الريح تصفر في الأنفاس

أرددك بأعلى صوتي...

لأنك أبيات قصيدي

أنت أوتار صوتي حين أُغنَيك

بِنبض حرفي سأرويك

كل الأشياء لا قيمة لها دون حضورك

لا تسألني أيها البحر عن ثورة قلبي

فهي

:

إلى الذي كان بيني وبينه لقاء

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com