ومن عمق الغياب تبقى معي
انتصار نادر / مصر
entsarnader@yahoo.es
دونك
أجـدني أنـزلق بكل قواي
إلى عالم آخـر لا أحتـمل دخوله
آهاتي تـدخلني في سـراديب لا أعلم نهايتـها
وأشتاقـك شوقـاً بريئـاً
شوقـاً طاهـراً
فقد ضاق بي كل شيء
وليـس لي سـوى ربـوع صـدرك الحـاني
مكاناً آمناً ترتمي عليـه كل أوجاع قـلبي الدامي
أنت ضـوء يَغْـزو تفاصيل القلب
يشعـل من ضيـاءه ظـلام قـلبي
أنت تـدرك إنني امـرأةٌ
أحـلامي مجنـونة
لم يكـن لي صـوت كبـاقي الأصـوات
فصـوتي نغـم آتٍ من القـدم
من عمق الأسطورة ومن همس الذكرى
أنا أحلامي بك غير عادية
أحلم بغـابة نائية أَلِجُـها وحـيدة
لا أنيـس فيهـا غـيرك أنت
وفي أدغـالها المتـوحشة أختـفي وأَضِـيع
وأتحـسس الأمان في نـظرة عـينيك
أحلم أن أتـوارى عن الأنظـار
وأمضي إلى حـدود يَُشَـرِّفُـها
العشـق ويُسَـوِّرُها النسيان.
هكذا أَغـتالُ الألفـة لأكون معك
كل الطـرق تـؤدي إلى نفـس المكان
حيث تكون أنت!
حين تـجتاح ذاكـرتي أضحك في خفـوت
وأخنـق في نفسي رغـبة الكـلام
وكأنـك معي بالثـانية واللحظـة
أخاف أن ترمقـني فـتجفـل
من بريـق يخترق العـينين
وحمـرة تـنسكب خجلاً على وجهي
:
يا حـبيب القلبِ
كلمـاتك وقصـيدك أَسْـمَع لهاثهـم
يضـرب فـي قلبي
في أقـصى عمـقي
فيتـحول همـس القـصيد
إلى رعشـات مؤلمة.
أسمع نبضـها المتـسارع
يغزل اسـتراحتها القـادمة
لتنهـض لغة خفـية تلـتبس بالحـنين.
حـبيبي هل لازلـت تـغني قـصيدي؟..
أم تركـت القـصيدةَ
كَلَوحة قـديمة غـزتْها الرطـوبة؟!!..
أخـاف مـن أن تنسـاني
أخافُ من تَعــَثُّرٍ قـد يُجْـبرني على الانكفـاء
ألا تدرك أن روحـك ألمسها من بعـيد !!..
وبشفـافية المُحِـبِّين أَسْمَـعها تُهـيئ لليل فـراشه
فتمطـرني أحـلاماً كلهـا لك
ألا تـدرك يا شـاعرا
إنـك قصيـدتي
التي يرقـص الحـرف فـرحاً
إذا اجتمـع منـه اسـمك
والذي يتوقـف عن الرقص
إذا أفـتقدك
كأنه ينتـظر الشاعر
أن يقوم من إغـفاءته الصـباحية
ليمنحـه النبـض
ناديتـك في اللحظـة ألـف مرة
و ناديتـني في اللحظة بـعمق وحنين
وقد عانـق صدى صوتـك مسمعي
لذا فـأني لبـيت النداء
وجئتـك بمشـاعري العذراء
أطـلب منكَ حـلماً قبـل الوعـد
بأن تـخرجني من سجـني
تخرج نهـري المـتدفق حـباً
لـتتركه يـجـري في مآقـيك
كي يغسـل كل ما تعـانيه من ألـم وحرقـة
فهلـم وأروِ عـيني بفيـضك الدافـق
ولا تتـوقـف
إلا إذا رأيت طيـف البسمـة آتٍ من ربـوع روحي
وخلايا فـؤادي قـادماً من مسافـات الحنـين
حبيبي
لو اختـنقـت وأحسسـت بفـراقي
أُمْسـكُ بالورقة كمـا لو كانت حـبل النجاة
تّحـرُّك بالهـوى والحـرف لتجفـل الجمـوع
علينا أن نَسْمَـع خـرير المـاء على ورقـة بيضـاء
علينا أن نُدْخِـلَ بحر المشاعر حتى العمق
ونفـتـح الشِّــراع.
علينا أن نَسْمـع طقـطقات المطـر
على سقـفٍ وَهْمي
ونستسـلم للنعـاس.
علينا أن نَْلـبس الوجـوم
ونُـؤاخي النسيـان.
ولـو كان النسـيان دواء
فأتمـنى أن يصـيبني الداء
كل شـيء من ذاكـرتي بك
يمنـحني الحـياة
من عمـق القـلب أحبك...
أحبك...
أحبك...
ومن عمق الغياب تبقى معي