شعر

الراحلون إلى السراب
 

انتصار نادر / مصر

entsarnader@yahoo.es

سأحدثكم بلسان إنسية
هي في عمق الرومانسيات
زهرة بنفسجية
تميل دوماً للأحزان
وقصص الفرح معها منسية
تعيش الفرح داخل كتاب
أو وراء دنيا رومانسية
بكل اختصار هذه مقدمة عني
أنا وردةٌ تفتح قلبها للـريح...
أنا عالـم من حنين أبلاهُ التـذكر
أنا صورةٌ تَسْقُـط
وتنزلـق نحو عالم بـعيد
لا تقولوا أن رومانسيتي جنون
فأنا من الخيال كما الخيال مني
لا تقولوا أن كلمـاتي إليه
هلوسات أو هذيان
إنما هي همـسات من أشجان
 

 

كل الأشياء آلـت إلى طبيعـتها البِكْـر.
ومنـذ جئت الـدنيا
كانت بدايـتي صرخـة وبكـاء
فأنا أقولهـا وصدقـوني
ما كـذبت حين قـلت يوماً
إني ولـدت في عـام غـير عـامي
وفـي زمـن غـير زمـني!!..
أنا مـن زمن الماضي الجـميل
أنا امـرأة البـدايات
وأمـيرة النهـايات
وملكـة الـرومانسيات
ما كـذبت حين قلـت إنني هامـيسٌ
عشـت خُلـداً في قـلب النيل
وما كـذبت حين قـلت إني التاريـخ
فأنا ابنـة الحـضارة
ومـجد أجـدادي خـير دليل
وما كـذبت حين أقـول أنني سـراب
فأنا يـوماً لن أعيـش في هذا الزمن المخيف
أتوه عن حقيقة الزمن
و أَخُـذ قلمي وحـروفِ
وأركب أول نجمـة ساهـرة
لأذهب لعالم غـير هذا العالم
:
يا حـبيبي بالله قـولْ لي
أأنت سـراب أم حقيقـة؟
ولما اليـوم أراك
راحـلاً خلـف السـراب!...
وتأخـذني معـك
ثم تعـود بي للواقـع والحقيقـة
لو كانت أجمـل لحظاتي معـك جنون
فأني أخـافُ من عـودة المجنون إلى وعـيه

الآن أدركـت إني امـرأة خيـالية جداً
وأدركـت إنك كـنت تـحب فيَّ ملهـمة الشاعـر
وأن اللحظـات بينـنا ما كـانت إلا مسـامرة
تأخـذك لعـالم أخـر في ظـل امـرأة
ظنت أن الهـوى مـعـك كل النبـض
وفـاقت على أقسـى حقيقـتك
:
:
لحظات كثيرة مرت بي
شعـرت فيها بقسوة الوهـم
وعنـف السـراب
آآآه ما أقسـاه من شعـور
يتخالط مـع الدم ....
فيتسرب إلى مسـاما ت الجـلد ويذبـح القـلب ....
ولا أدري هل كـذبت على نـفسي
حين أدخـلتك عاصمتي؟!!..
أم إنني ظلمـت نفسـي
حين جعـلتك تعيـش معي
أقصى مشـاعري وحلمـي!!..
بالنهـاية أنت لـن تصفـعني
بل إنني صفـعت نـفسي بالسـراب
ورحلت خـلف أزمان
انهارت مـن أزمان
 

حـبيبي أنا لسـت بامرأة مجـنونة
إنما أنا إنسانـة خـيالية وعاطفـية
لا أعرف فصـيلة لـدمي من يـوم ولادتـي
إلا المشـاعر الإنسـانية....
صعـب الجـرح منـك يا شـاعري
بعـد أن عـشت مـعك....
أسعـد ما مـر بعـمري....
أريد أن أثـبت لك....
أنـني أحببتـك فيمـا مضى ....
وأقسمـت أن تكـون في حيـاتي للأبـد....
ولكنـك صفـعتني بأُكذوبتك....
فقـررت أن تنتـهي من حيـاتي للأبد....
ربما ستقـول بأنني جبـانة , لن أمنعـك ....
ولكن فكر قلـيلاً بعقـلك ....
من فينا خان ومن فينا قد جرَح
فقد أوهمـتني حـباً زائفـاً...
وبنـيت لي من الأحـلام قـصوراً ....
كـنت لديك كشـجرة تُجـمل فصـل الربيع
تثمـر بهـاءاً ودلال....
أمـت الشجـرة بيـدك....
فكرهتُ الذبـول على أرضـك الجرداء ...
 

سأنسـحب من حيـاتك بلا عـودة....
واسـترجع من فينـا أخطـأ فيمـا مَضى
كان قـلبي حنون , وقـلبك كالـحجر ...
كنتُ زهـرة ندية , وأنتَ من قطفـتها
بلا أدنـي رأفـة ...
كـنت كطفلـة في رقتـها وعذوبتـها
أما أنت فكـنتَ مـارد لا يـرحم
أزهـق روح الطفـلة ...
كنت عصفـورة جمـيلة مغـردةً للحيـاة ...
أما أنت فكـنتَ كـصياد
غُلـف قلبـه بغـلاف من حـديد
قتـل العصفـورة ....
قد أجـبرتني جروحي أن أعطيك درساً
لا تنسـاه ما حـييت....
فقـد علمتـك بأنه مهمـا يأتي اللـيل
فلا بد أن يكـون هناك نهـار ....
علمتـك بأن الـوردة رغم جمـالها
تحتـوي على الأشـواك ...
علمتـك بأن الأنـثى رغم رقتـها
قد تتحـول إلى أفـعى
عندما يداس عـلى قلبهـا...
وإن صمتها المكبـوت
لابد أن ينفجـر يوماً
ويتحول إلى إعـصار
هاأنا قـد هجرتك
دون أن أنسـى آلامي معـك...
هاأنا قد غـسلتك من ذاكـرتي
مثلما يغسـل مطر الشتـاء
الأرض من الـغبار ...
هاأنا قد نسيتـك مثلما
يـنسى الليل النهـار..
لو كـانت الحقيقـة أنت
فأن مكـاني مع
الراحلون إلى السراب

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com