تراتيل من وجع الغياب

انتصار نادر / مصر

entsarnader@yahoo.es

حبيبي
أتيتك ونظرتي عطشى
وقلبي يعاني الحرمان ! ....
أتيتك وخيوط الأمل تنسج
في خيالي عقدتها تحت اللسان !...
أتيك ونظراتي تزحف إليك بالأسى والأحزان !...
ويزداد عطشي بك ولك
فتسترقني نفسي بين الزحام
وأنا أفتش عليك بين الوجوه
وبي وجعٌ يستلقي على صدر غيمة
وصوتاً من بعيد يناديني
سمعت صوتٌ يحاكي الحب
فطرت بفؤادي إليه
فإذا بأنثى كدمية تتحرك على مسرح الحياة
تـحكي قصة ذاك الإنسان ! ..
حبيبها التي سرقته منها الأيام
هي إنسانة مجنونة بالعشق مثلي
متيمة مثلي !...
كان صوتها كصوتي
وكان غناؤها كغنائي
وكان صوت بكاءها هو صوت بكائي !...
جلست تستلقي على الشاطئ
وترتل كلمات من وجع الغياب
رفعت رأسي مثقلة بنظرة الأسى والحرمان ..!
ما حيلتي وأين الصبر لأمده لكفها؟!! ...
حتى أُصافحها وأمد لها من قلبي جسرا !....
فقلبي مُعذب كقلبها
فهي مثلي وأنا مثلها

وضعت رَحلي وبي إحساسي داخلي
وألقيتُ بنظرةٍ على راحـة الأجفان ! ....
لبشرٍ آخرين يستلقون على الشاطئ
عاشق في أحضان عاشقته
وأخرى هائمة تكتب عن العشق
وأخر يتأمل البحر
كأنه يبحث عن عشقه بين الأعماق
 

ودعت المكان وفي مقلتي دمعة
وقد غرقت في الجفون
وانكمشت على نفسي
وداخلي ثورة وشجون
ودموع تريد أن تثور كالبركان ! ..
فمنعتها أن تخوض لُجة العين
أغمضتُ عيني لعلي أراه في خـيالي يَزدان
فيرتد بصري حسرا بالحرمان !....
فصرخت وفي أعماقي ألف صرخة
ورتلت من وجع دموعي
ألف معزوفة غياب
وكأني بكلي وتكويني
تراتيل من وجع الغياب

وحين درت ظهري لشاطئ
صرخت الموجة كأنها تناديني
تقول لا تذهبي وتتركيني
صرخت في أعماقي
فعبرت فضاء حزني
أكاد أسمع من خلالها دقات حبيبي ! ...
وأرهفتُ سمعي أكادُ أطيرُ له بلا جناحين ! ....
زحفتُ بقربـه فأبصرت , فإذا به هذيان !....
 

رجعت بأحزاني !....
قمت والصمت الرهيب يلفني
والعشاق صرعى يعزفون الهوى
على الموجة ألحانا ! ..
قمت والعشاق في قلوبهم الهوى
ولكن لا عاشق على الشطـ ـآن !
رجعتُ لمسـرح الحياة أُفتش عن نفسي!....
وجدته يسري في أعماق قلبي ....
يبحر بشرياني بالحب والتحنان !.....
تعلو من صدري الزفرات
كالجمر يعلوه الدخان !....
لازلت أفتش عنك بين الوجوه
لا... لن أجد لك مثيلا
آو َتسمع قصيدة قلبي ؟!!...
ستأتيك عبر تراتيلي
تراتيل من وجع الغياب