|
شعر الحياة في مهد الحضارات محيي هادي - أسبانيا سألتُ الصَـديقَ كيفَ الخبــرْ بمهــدِ الحروفِ و نبعِ الفِكـرْ؟ و ها قدْ رأيـْنا نزيلَ الجُحورِ و جرذَ الهروبِ، حبيبَ الغجـر و شــعَّ علينا ضيـاءُ الأمـلْ لِـحُـبٍٍّ نَعـودُ من شذَرٍ مـذَر أجـابَ الصّديقُ: "كيفَ الخبـر !! بَـنَيْنــا قُـبوراً بجنبِ الأُخـر ويُشهــرُ سيفٌ لنحـرِ الرِّقابِ بحِقـدٍ و لؤمٍ و غدرٍ و شــر و تنهـشُ قلبِـيْ كلابُ السَّلـفْ تُذكرنِـي بوحــوشِ التتــر و أعرابُ ترقصُ خِزيَ النفـاقِ و تحبُقُ حبـقاً جُحورُ الحِتَــر يُخــرِّبُ عفـلقُ جـارٍ خبيثٍ بماضي بلادي و ذكرى الصِّغر و شِفَّـةُ حُسـني تبـوسُ الجناةَ و عمرو بن موسى ينادي: "المؤتمر" و يجـرحُ سمعِي نعيقُ الغرابِ و يؤذيَ قلبِــي سـمومُ الاُبر و يذبحُ أمّاً صــريحُ الفتـاوي و يَنحـرُ طفلاً كنحـرِ البقَـر و تُسـبى فتاةٌ بسـوقِ اللئـامِ و يَسجِنُ أخرى حِجابُ البصـر و تسكُنُ بنتي في جهلِ القبـورِ و يَقـتُلُ ابني ظــلامُ السَّهـر و يُقطَعُ نَــذلٌ خيوطَ الحياةِ و يحرِقُ بعثٌ بِخُضرِ الشَّجـر و يســرقُ دِينٌ غيومَ السماءِ و ينهبُ آخرُ خـيرَ المطــر و يصعــدُ جهلٌ لعلوِ الفضاءِ و ينزِلُ عِلمٌ لقـاعِ الحُفــر فنصبحُ صُبحاً بِضيمِ الممـاتِ لنرقُــدَ ليـلاً بِضيمٍ أمــر *** سألتُ الصّديقَ: "كيفَ الحلول؟ أنبقى نمـوتُ بِـشرِّ البـُؤر!! أجابَ الصَّديقُ: "كيف الحلول !! أترجُوَ خيرَ ضِباعِ الضــرر؟ فكيفَ لعقـلٍ يريدُ النهــوضَ يُعانِقُ دوماً جُمودَ الحجــر؟ و كيفَ لشعبٍ صعـودَ الجبالِ برأسٍ يلاصِقُ قعــرَ الحُفر؟ و هل من يُغطَّي ضياءَ الشموسِ يُعيدُ لشعبي ضياءَ القمــر؟ و مُشعِلُ حربٍ كيـفَ يقيـنا و هو المحبُّ لهذا الخطــر؟ *** و مِن يـومِ بدرٍ ليومِ الجمـلْ نَـدُقُّ بِعنفٍ بنفــسِ الوتـر يُـمَـزَّقُ شعبِيَ كي لا يَعيشَ فذا من عليِّ و ذا مِن عُمَــر و ذا "يـعربيّ أصيلٍ شريف" و ذا "أعجميّ دخيلُ" الوبـر و ذا ساكنٌ في ربوعِ الجِبالِ و ذا راقِدٌ في جحيمِ القفــر و ذا خارجيٌ غريبُ البلادِ و ذا داخليٌ قريبُ الّدِيَــر *** و ناسبَ كردي سليلَ الجبورِ ليحميهِ سهلٌ و خيرُ المفـر فبعثٌ يعودُ و نهبٌ يسـود و قِردٌ يقودُ لنهبِ الحُجـر و عجزٌ أحبَّ أزيزَ الكراسي و حِزبٌ تناسى جميعَ العِـبر و يُلطمُ صدرٌ و يُجرحُ رأسٌ و يُجلدُ ظهرٌ بكلِّ الصِّـور فهل هذا عقلٌ، أهل هذا عرفٌ وهل هذا عِلمُ كِتابِ السّـور؟ و يعشِقُ شيخٌ صريرَ الفُلوسِ و يلعقُُ شيخٌ صِغـارً كِبر و دجَّالُ دِينٍ يحجُّ البنـوكِ و آخرُ نظَّـف ما في الممر و بترولُ بيتي يصيرُ عقوداً يمُرُّ يأيـدٍ، و أيـدٍ أشــر و أمـوالُ نِذرٍ تُزيدُ القصورَ غِنى و بهاءً لسودِ الأســر فهم من "كرامِ الرِجالِ الكِبارِ" و هم "نسلُ" خيـرِ البشــر!! *** و يبقى السّواد يجوعُ، يجوعُ و تُحجبُ عنهُ المياهَ الزُّفـر و يُوجِعُ بطنِيَ جوعٌ شديـد و يَعمِيَ عيني طولُ النّظر فلا يُبسَ خُبزٍ صرتُ أرى و لا ماءَ عفنِ وسخٍ ذفِـر و طعمَ اللحومِ قد نسـيتُ وذَوقّ الحليبِ و لونَ الخُضر *** سألتُ الصّديقَ: "و كيفَ العمل؟ أضاعَ الأمل، في عِزِّ السّفر؟ فلا حُكمِ قاضٍ يراهُ الطّغاةُ و في عينِ شعبي يطيرُ الشّرر". أجاب الصديقُ و في بسمةٍ بتمتمةٍ في دعاءِ السـحـر: "إذا الشعبُ يوماً أرادَ الحياةَ فلا بُدَّ أن يستجيب َ القدر" ***
|
| |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |