شعر

جِراحُ الشمس

محمد عبد العباس الجياشي / هولندا

ma15jiachi@gmail.com

ياجِراحَ الشمسِ أكتُبيني

أنا هجيرُ الرافديني

أنا غريبُ الأفانيني

ألفُ نُطفةٍ دخلت رحمي من كفِ الشياطيني

ياقيئ الأغرابِ في فمِ الزمانِ أنقُشيني

رست أكوابُ الموتُ فوقَ رياحيني

حروفي أينعت مِن أرضِ البساتيني

وحُزني ينهمِرُ مِن حُزنِ أبٍ

بحجمِ الدُنيا كانَ يحميني

فكيفَ أفرحُ ونيرانُ بلادي تُناديني

كيفَ أنامُ وطيفُ أُمي الثكلى

يؤرِقُني ويُسجيني

ماذا أفعل يامارِدَ قلمي فأفكاري تسبيني

 

ياجِراحَ الشمسِ

.........أرسُمي بغدادَ فوقَ جبيني

وعلى جيدِها المكسوِ مطراً مِن دِماءٍ أُسُميني

وأنقشي على جسدي بلادَ الملاييني

حُبُ بغدادَ يقتُلُني

وعِشقُ الجنوبِ يُحيني

ونسمُ بغدادَ يحمِلُني..... وأريجُ الجنوبِ يُلقيني

* * *

ياهمسَ السماءِ فوقَ سحابِكِ احمليني

وعلى ثغرِ الروابيَ البيضاء أرميني

* * *

ياجِراحَ الشمسِ ........ أخبريني

أيُ نخلةٍ تُفيئُني و.......أيُ نخلةٍ تُصليني وأيُ بيتٍ يلفِظُني ...وأيُ بيتٍ يأويني تارةً ألتحِفُ أوراقي ألوذُ بِها فتحميني وتارةً ألتحِفُ نسيمَ المنفى فيكويني

* * *

ياجِراحَ الشمس

أنا عازِفٌ على وترِ التجافي هل تعرفيني

رُغمَ غُربتي والأسى لم تختلَ يوماً موازيني ديني إسلامُ حقٍ ونهجِ حُسيني هل يوجَدُ أجمَلُ منكِ يا بغدادُ أجيبيني فيكِ مأذنتيني ...... وفيكِ قبلتيني والندى في ضفافِ الوجنتيني ينبعُ منهُما الفُراتيني ويصُبُ فيها القذى شواطئ عيني

* * *

ياجِراحَ الشمسِ

تلكَ بلادي فانقُليني

واسقي أوديتهُ وتبرعي بفيضِ شرايني

هل تذوقتِ قهوةَ الصُبحِ في الفناجيني

وياشِفاهَ الحُزنِ قبلَ .... المغيبِ كلميني ياليلى هوانا وحُبِنا هل ....تذكُريني ياأُمَ أيتامٍ شبِعوا على أشلاءِ مواعيني عن أي شيءٍ تُريدينَ أن تُحاسبيني أمُدُ يدي إليكِ ولاكنكِ عاجِزةٌ أن تُصافحيني في رُباكِ كان ثوبُ الصِبا يُغطيني وهُنا سرابيلُ الشيبِ قهراً تكسيني

* * *

ياجِراحَ الشمسِ ........ أنبأيني

هل غابَ زمنُ الأُسودِ في عريني

ياجِراحَ الشمسِ أنبأيني

فألفُ سوألٍ وشكٍ يعتيريني

من أنا في عالمٍ عادت المماليكُ فيهِ

.............بثيابِ السلاطيني

من ياتُرى يُحرِكُ أصابعي وطواحيني

أنا عراقيٌ ولعلَ التاريخَ يرويني

أنا ألفُ جُرحٍ يسيرُ على

السُطورِ فانظُريني

أنا أقِفُ على شُرفةٍ أوراقي فاقرأيني

أنا دمعةٌ تجمعت في أحداقِ

الغُيومِ فاسكبيني

وجُرعةُ قهرٍ سحقتها الخُطوبُ فاشربيني

ولُقمةُ ليلٍ حالكٍ تلوكُها الدواهي فامظغيني أنا ظِفرٌ شبَ على وجعِ الأيامِ فقلميني أنا حقلُ غُربةٍ أسيرُ خلفَ ظبابِ زنازيني وأسيرُ على نعشِ الردى وأحمِلُ سكيني

* * *

ياجِراحَ الشمسِ دعيني

أمتطي أوجاعَ غُربتي دعيني

والتينِ والزيتونِ

وطورِ سينينِ

أُقسِمُ يابغدادُ بأنكِ لازلتِ تسكُنيني

ياقبلةً يطوفُ حولكِ شعري

ودواويني

فبحبلِ الأسى بعدَ الظيمِ لا تشُديني

هذا وتري بلا لحنٍ فكيفَ تعزفيني

وصرختي بلا صوتٍ فكيفَ تُطلقيني

ياعِطرَ اليلكِ .......ويازهرَ البيلسان طوقيني

* * *

ياجِراحَ الشمسِ .........أرسليني

أكثرتُ مِنَ التوسُلِ إليكِ فلا تَذُليني

أتعبتِ شوقي بلدغةِ كبريائكِ فلا تُتعبيني أرسليني إلى أثارِ أروكٍ وهُناكَ اترُكيني أحمليني إلى سماوتنا لأقول لها ياأُمي قبليني إحمليني إلى نجفٍ ليسبحَ في بحرِ معانيها يقيني إحمليني إلى كربلاءٍ لأبكي على شهيدٍ ............رظتهُ الخُيولُ منذُ قُرونِ إحمليني إلى ذي قارَ وعلى يديها أنسيني إحمليني إلى الحلةََ عشيقتي وهُناك اصلُبيني إحمليني إلى الديوانية وفي مأساةِ ذاكِرتِها دونيني إحمليني إلى البصرةَ... أرمي جسدي في ليلِ العشارِ ........... واهجُريني إحمليني إلى بغدادَ نزيفِ عُروبتِنا وبألامِها كفنيني وغسليني بدمعِ بغداد و مع موكب الموتى أدفُنيني أنثُري علي أشلاءُ أخوتي وعليهم أنثُريني

* * *

ياجِراحَ الشمسِ .........أعذُريني

فقد أشرقَ من بينِ ضلوعي حنيني

واعذُريني إن لفضتُ عليكِ إخرَ أيقاعاتِ جُنوني

أخِر أيقاعاتِ جُنوني

* * * *

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com