انتصار العشق في حضرة
المقداد
مساجلة بين الشاعرة المصرية انتصار نادر والدكتور الشاعر مقداد رحيم
العراق
انتصار نادر (مصر)
/ د. مقداد رحيم (العراق)
entsarnader@yahoo.es
هـذا الـذي قـد قـيـل فـيـه
الـشـوق سـافـر فـي يـده
هـذا هـو الـمـقـداد مـن
لـلـشـعـر فـي أطـرافـه
صـولات قـنـاص فـطـن
هـذا هـو الملـك الـذي مـا لان يـومـا لامـرأة
هـذا هـو الـمـقـدود
مـن أرض الـحـضـارات الأُول
هـذا وريـث الـمـجـد والـديـبـاج
مـن جـعـل الـنـسـاء هـزيـمـة لا تـنـتـصـر
بالله يـا مـلـك الـبـلاد
لأجـعـلـن مـن انـتـصـاراتـي شـواهـد بـائـنـة
ولآسرنّّك آسري في مهرجان جمالي المزدان
بـالـلـيـل الـعـكـر
إنّـي انـتـصـار نـادر
يـأتـي عـلـى مـلـكٍ غَـدِر
:
انتصار نادر
۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞
يا
انتصارْ
يا
ابنة َ النيل ِ
وأ
َكْـرِمْ
أنتِ
في قيد
ِ
إساري
فحذار
ِ
أنْ
تكوني هَـمهمات ٍ
في
حِـواري
أو
بريقاً
ملءَ
عينيَّ اشتهاءً
أو
نقوشاً في جِـداري
فأنا
الولهااااااانُ
-
ما
زلتُ
-
ولم
تُطفئْ نساءُ القصر ِ
ناري
فتحاشَيْ
أنْ
تضلّي
فـتـتيهي
مِـثلَ عُصفور ٍ طـريـد ٍ
دونَ
أنْ تقتربـي مِن وَهْج ِ
روحي
وقـَراري
ضَـلَّ مِـنْ قبلِـكِ
أسرابُ الفراشاتِ
وأطيارُ
الولاياتِ
وأصنافُ الدراري
نـَقْرةٌ مِـنْ صولجانـي
تُـشعِلُ الشمعَ
بـِحُجْـراتِ الصبايا
حالمات ٍ
بانتشاق ِ العطر ِ
من
ذيل ِ
ردائي
وبأصداء ِ ندائي
ويُصارعنَ خيوط َ الفجر
ِ
شَـوقاً
بانتظاري
ويُـباركنَ إذا ما
جُـلْتُ في القصـر ِ مَساء
ً
لَـمَساتـي
هَـمَساتـي
ورذاذاً من حواري
ها
أنـا ذاكَ
الـمُـفَـدَّى
لا
يـغُرَّنـكِ وقاري
لمْ
تَـتُبْ مِـنْ فـرْطِ عِشْـق
ٍ
وهُـيام ٍ فِـيَّ
غاداتُ الجواري
ِ
غير
أنَّ النارَ
نـاري
ألهبتْ كلَّ قريب ٍ
وكوتْ
كلَّ حبيب ٍ
وسرتْ
فـي كلِّ دار
ِ
ودمُ
الأبكار ِ كالـمُزنة ِ جار ِ
اسألي
بغدادَ عَـنَّـي
في
الزوايا
والخبايـا
اسألي
الكرخَ
وأطراف َ الحَـواري
عَنْ
عشيقاتِ
جنونـي
وانتشائي
وانتشاري
واسألي دجلة َ عَنْ سابق ِ عَهـدي
يا
ابنـةَ
النيل
َِ
سَـيُنبـيك ِ عَن الليل ِ
إذا
جَـنَّ
وبادرتُ أفضُّ الختمَ
عن
ربَّاتٍ غُـنْج ٍ
وأُميطُ اللثمَ
عن
ذات ِ خمار ِ
كلُّ
شيء ٍ في
حضوري
مثلما
أهوَى
عَن
الأستار ِ عارِ
واسألي زَهْـرَ البراري
هل
رأى
أكفأ
َ مني
في
مِـزاج ِ الخمر ِ
في
كأس ِ شفاه ٍ عاطرات ٍ
ولذيذُ
النُّـقْل ِ
تقبيلُ خدود ٍ
وارتشافُ الشهد ِ
مِن
توت ٍ شَـهي ٍّ
ومن
التفَّاح ِ في غصن ٍ طَـري ٍّ
ما
رأتْـهُ عينُ جان ٍ
لا،
ولا لَـمحةُ سار
ِ
وانتهابـي أطيب َ الأطياب ِ
مِـنْ
دون اختصـار ِ
ونِـقاطي نـَثرتْ
أبيضـَها
في
ظُـلُمات ٍ
سَـجَّلتْ مجدي
وآيات
ِ فَـخاري
وجميلاتُ
الـسراري
يَـتَـناوبنَ على فَـكِّ إزاري
!
اسألي
عن مَـلِكٍ رامَ
الثريَّا
فدنتْ
منـهُ المجرات ُ
وأقطابُ الفضاءات ِ
وأقمارُ النهار
ِ
فحذار
ِ
أنْ
تدوسي عـتبتـي
أو
تـطمعي فـي دفء ِ صدري
وتقاسيم
استعاري
وتدسِّي في ليالـيَّ
فُـتاتَ المسك ِ
في
طيِّ سريري
وتزيدي مِن
ورود
الشوق ِ
تندىَ
في جِـواري
إنَّ
في صدري اشتعالاً
وهياماً
ومواويلَ
اشتهاء ٍ
وترانيمَ انتصار ِ
هَـيـبتي
داستْ
غرورَ الغيد ِ
واقتصَّتْ
بآهات
العذارى
مِن
عذابِ الحبِّ
لَـمَّـا كانَ
قـَصدي
ومَرامي
وشِعاري
فَـحـذارِ
أنْ
يكونَ الحلمُ دأباً
فتنوشينَ
كرومي
وتـمرّينَ بـِنَـزْر ٍ مِن همومي
وتكونينَ هَسيساً
في
زوايا الروح
ِ
مـنِّي
وتنالينَ انبهاري
لنْ
تكوني فتـنَـتي
أو
سَلسبيلاً
في
إنـائي
أو
دوائي
لست ِ
إلاَّ رقَماً يأملُ عَـدَّاً
في
طوابير ِ الأميرات
ِ
الأسيرات ِ
تَـوافدنَ على وَهْـم ِ اختياري
وتنافسنَ على مِلْك ِ
يـميني
ويساري
لَنْ
تكوني فرحة َ الروح ِ
ولا
شوقاً
يُناغي
خَـفَـقاتـي
إنَّ
في ذاكَ انـتحـاري
لن
تكوني أبداً
قُرة
َ
عيني
وانتصاري
:
د.
مقداد رحيم
۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞
يا أيها الملك اعلم لستُ جارية
|
واعلم بأنك إن أغديتُ خسـرانُ |
كل النساء إذا ما كُـن أسـورة |
في معصميك فأنت اليوم ولهـانُ |
لا جاه ينفع أو مـال ليغرينـي |
فلتحزنن وفي الأحزان أحـزانُ |
"إني أحبك" ما عادت تصدقهـا |
جدران قلبي يغشى القولَ هجرانُ |
إن كنت قد ملكت كفاك من عنقي |
شيئا فإن براح العمـر ميـدانُ |
:
انتصار
نادر
۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞
هاهاها شفاهي اليومَ ضاحكـة ٌ
......................
لِما
سمعتُ، وقـدْ أرداك ِ
بُهتـانُ
وقد
وهمت ِولمْ تدرينَ طائلـتي
.....................
ولـمْ
يزرْك ِ
من
الأخبار ِ أشجانُ
ولم
تكوني على حق ٍّ فإنَّ
معي
......................
سرَّ
انتصاري، ولي في الأرض ِطغيانُ
جاهي
تخطَّى
حدودَ
الصينِ، واقتربتْ
........................
منّي
الدُّنـَى، وبدتْ كالظلِّ
أوطانُ
قدْ
غرَّك ِ السحرُ في عينيك ِ، ها أنا ذا
.......................
عندي
من السحر ِ أشكالٌ وألـوانُ
وفي
سريري مُلاءاتٌ
وأسورةٌ
.....................
مَـنسيَّـةٌ، وعلى جَـنبيَّ نـيشـانُ
كانتْ
لياليَّ آهات ٍ مطرَّزة ً
......................
بِـهامس ِ الشبَق ِ الـمحمومِ
تـَزدانُ
مِن
كلِّ غَض ٍّ طريِّ العودِ مِنْ وَلَـهٍ
......................
ومِنْ
بديع ِ الذي يَـجـنيهِ إنسـانُ
مِن
كلِّ ما حَوَت الأوطانُ قافلة
ٌ
........................
مثـلَ
الدمى، وغَريـراتٌ وولْـدانُ
(إنّي
أحبكَ)
قوليها، فلو نفَعَتْ
........................
عندي
لسارَ عليها الإنسُ
والجـانُ!
لكنها
كلماتٌ لـم تجدْ أثـراً
.......................
في
خاطري، وطغَـى لثمٌ وأحضـانُ
سمعتُها مِنْ قوارير ٍ على
مَضَـضٍ
.......................
وما
تجلَّى بـها في القلب ِ إيـمانُ
ها
أنت
ِ
مملوكـةٌ أخرى تراودُني
.......................
لا
فرقَ عندي أنـا، فالكلُّ
نسوانُ
هل
تملكين لأمري ردَّ آسـرةٍ
....................
وأنت
ِمأسورة ٌ،
والقلبُ ولهـانُ؟
قد
تحسبين فؤادي اليومَ يخذلُني؟
.....................
لا
لا،
فأنتِ لأمـر اليأس ِ عنـوانُ
أنا
المليكُ ...سَـنـَجني منك ِ
غايتَنا
.....................
بلا
غرام ٍ، وقـد يرتـادُ سلوانُ
!
...............
د.
مقداد رحيم
۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞
|
مـقـداد يـا ملـكـا تـتـوج بالـدمـوع |
اعـلـم فـإنـي قـد رمـيـت بدمعـتـي |
اعـشـق فـإنـي عـاشـق قـلـبـي إذا |
أنقذتني وسكنت في قلبي الفتـي |
مـا كـنـت عـاشـقـة ملـيـكـا قبـلـكـم |
أبشـر ستبـدأ فـي حمـاكـم قصـتـي |
خـذ قـبـلـة عشـقـيـة تـزهـو عـلـى |
شفتيك ثم ابـدأ بعشقـك خطوتـي |
أملـك فـؤادي ثـم قلـبـي وليـكـن |
في عشقك المجنون أكتب ميتتي |
شـفـتـاي يعـتـرفـان أنـك آسـري |
فابـدأ بعشقـك سـيـدي اسطـورتـي |
انتصار
نادر
۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞
لستُ
أدري
كيف
كانَ العشقُ مِن قبلي،
وما
أدركتُ عِشقا
لم
أجدْ بينَ
البكا
شوقاً
وبينَ
الدمع ِ في الأحزان ِ
فَـرْقـا
أنا
ما أحببتُ
عُمري،
واستباحَ الحبُّ فـي قلـبيَ خَفْـقا
كلُّ
غاياتـي سرورٌ دائم
ٌ،
بين
الغواني وكؤوس الخمر ِ
أُعطاها وأُسقَى
فإذا
جاء صباحي
وجدوني
بين
نهدٍ
وذراع
ٍ
وشعورِ الغيد مُلقَى
أشتهي
قطفَ الدوالي،
وانتشاقَ
العطر
ِ
من
عنـقِ غزال ٍ
كسَّرتْ كفِّي لهُ
أقراطَـهُ
قرطاً
فقرطا
!
أهصرُ
الروعة َ مِن قامةِ بان ٍ
وأرى
في ذاك َ
مَدلولاً
وعُمقا
فدعيني أفهمُ الأشواقَ،
أو
أهتزُّ شَوقا
وأكونُ العاشقَ
الولهانَ
يوماً
فلعلِّي
أكتبُ
الأشعارَ في حبكِ
صِدْقا
ولعلِّي
أجدُ
القبلة َ
في
ثغرك ِ أشهَى
وأحسُّ اللمسة الأولى
بكفَّـيك
ِ
حريقاً
وأرى
النظرة َ في عينيك ِ
أُفـقا
وأرى
حبكِ
أسمَى
وأرى
ذكرك ِ أبقَى.
د.
مقداد رحيم
۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞
|
بـاسـمـك تـبـتـدأ الأحـلام |
والـعـشـق بـبـابـي ألـوان |
مـرسـوم فـي عيـنـي أنـثـى |
أنـت وقلـبـك لـي عـنـوان |
قبـلـنـي مـا شـئـت فـإنـك |
فـي الـعـشـق خـبـيـر فـنـان |
يسحركم جسدي المتمايل |
وقـصـيـدي حـد الـذوبـان |
دعني أسترخي في صدرك |
وأنـام فيـصـحـو الـهـذيـان |
ذب فـي أحشـائـي وتـأمـل |
إغـرائـي حـتـى الـشـريـان |
واسكـر لـو قبلـتـك واجـعـل |
فـي الليـل فـؤادك سـهـران |
يـا ملـك الملـك المترامـي |
جئـتُ وفـي كـفـي بـرهـان |
أسـكـرتُ رجـالات الأرض |
وأوقعـت القـاصـي والـدان |
يـا صـوت الأغـنِـيّـة أنـت |
ويـا مـاء الـنـبـع الـريـان |
احـفـظ قـبـلـتـيَ الـعـشـقـيـة |
واسـبـح فـيـهـا كـالأغـصـان |
انتصار
نادر
۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞
أتغرينني باللثم ِ من عاطر ِ الثغـر ِ؟
....................
تعالي
إذنْ
شوفي
الذي شاعَ من أمري
فهاذي
شفاهي ملؤها اللثمُ
عاطراً
...................... ....يدبُّ،
وتندَى إنْ تبدَّى لهُ ذكري
عليها
مِن
الغِـيد ِ الحسانِ إشارة ٌ
..........................
إلى
بَصَماتٍ للشفاه
ِ
بـها تَسري
فماذا
سألقَى في شفاهك ِ مِن ندى
.......................
وأيُّ
نسيم
ٍ منك ِ يعبقُ في صدري
وأيّ
خمور ِ العشق ِ تسقينَ
مهجتي
......................
وكلُّ
كياني في ذهول ٍ وفي سُكْرِ
!
وقد
تُسكرين َ الناسَ في كلِّ بقعةٍ
......................
ولكنْ
قرنت ِ الأمرَ
بالأصعبِ الوَعْر ِ
فهيّا
دعي العُجْبَ الشديدَ بما مضىَ
..................
وكُفِّي عن التاريخ ِ، فالصدقُ في خُـبْري
أأُذهلُ مَبهوراً بحسنك ِ
بانـةً
......................
تَـميلينَ في غُنْج ٍ، وتحكينَ عَن عِطْر ِ
؟
وترفدنـي عيناك ِ باللحظ ِ رامياً
...................... ....وبالنظرة
النجلى تَمازجُ بالسِّـحْـر ِ
وتروين لي شِعراً يذوبُ صبابـة
ً
.....................
أجئت
ِ إلى بـغداد عاصمة ِ الشعْـر ِ!
أنا
الملكُ الجـبَّارُ ما هزَّني هـوىً
......................
ولا
سامَني ذلَّاً،
ولا
عاثَ في صبـري
وأيُّ
غـرام ٍ يستبيحُ عزيـمتـي
......................
سوى
أنني للحرب ِ والطعنة ِ البِكْـر ِ
أصولُ
فتخشاني النفوسُ عريكة
ً
.....................
وفي
النفس ِ مكنونُ النباهة ِ والفخْـرِ
إذا
غنَّت
الأطيارُ فالمُلكُ شاغلي!
.....................
وإنْ
رقَّت الأنهارُ قلتُ: أيـا
بـئري
!
وإنْ
لاحت الأسحارُ فالنومُ غايتي!
.....................
وإنْ
رنَّت
الأوتارُ كنتُ على وَقْـرِ
!
وإنْ
رفَّت الأشجارُ أقرؤ
طالعي!
.....................
وإنْ
بَدَت الأقمارُ سرتُ إلى
الخِـدْرِ!
أأهواكِ ؟!، هذا مِنْ مُحال ٍ طلبـتِهِ
......................
وليسَ
مُحالٌ مثلَ سانحة ِ الفِـكْـرِ
وهاذي
التي بين التراقي
حُشاشـةٌ
....................سعيتُ
بها للمجد ِ فانصاعَ في إثْـري
هي
الروحُ
سارتْ
في دروب عزيمتي
...................
وذادتْ عن البأس ِ الشديد ِ وعن
كِبْري
أأنذرُها للشوق ِ والحب والهوى
...................
فتمرض
مِنْ
صَـدٍّ، وتأسَى على هَجْر ِ؟
وأُصبحُ مأسوراً وأنت ِ
أسيرتي
....................
وبالأمس ِ كنتِ المُستجير َ مِن الأسر ِ؟
تلوحين
مِنْ
مصرَ الحبيبةِ إنـما
.......................
تكيدين لي كيداً، وما أنـا
بالغِـرِّ
فلستُ
الذي بالنار يلعبُ غاوياً
.......................
ولستُ
لأوهام الهوى أفتدي عُمري
فلا
تحلمي بالوصل ِ منِّي
فإنني
....................قطعتُ
بـهذا في صميمي وفي سِـرّي
د.
مقداد رحيم
۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞
عجزت كـل حواسـي فالهمنـي |
نـفـحـة قـلـبٍ بـوّاح |
الصـمـت الـدائـم مـزقـنـي |
عذبـنـي كـثّـر أتـراحـي |
مـقـداد الـعـشـق مـعـذبـة |
روحـي يـا كـل الأرواح |
ويجيـئ الليـل علـى وجـنـي |
بالدمـع .. كقـنـص الـرَمّـاح |
وأنـا متعـبـة مـن حـبـك |
فاعـلـم ياقـمـري الـسـواح |
عاشقـة فـي قـصـرك ألـهـو |
كالظبيـة فـي قـلـب الـواح |
أشتـاق إلـى لمـسـة كفـيـك |
فـطـوّق نـحـري الـوضـاح |
واجعل ما أبدي من جسدي الأبيض |
فـي لـون الـتـفـاح |
واتـرك فـوق جبينـي نـورك |
يـتـلألأ حـتـى الإصـبـاح |
واستنشق ما شئـت مـن العطـر |
وعـانـق صـدري الـفـواح |
مـن أم الـدنـيـا هـائـمـة |
فـأجـرنـي يـا ذا الأدواح |
|
انتصار
نادر
۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞
تعالي
يا ابنةَ النيل ِ
أميطي
عن ورود ِ الخد ِّ آصالاً
وبعضَ
الصدِّ
واحكيلي
عن
الأهرام ِوالجبل المقطـَّم ِ
والفراعين البهاليل ِ
وعنْ
مصر ٍ
رعتْـهُ الفتنة ُ الأحلى
فَمِنْ سحر ٍ بساحتهِ
ومِن
غنج ٍ وتدليل ِ
وقولي
هلْ
تمادى
في حلاوتِهِ
وثابرَ في ركاب ِ الحسن ِ
من
جيلٍ إلى جيل
ِ؟
سمعتُ
بسحر ِ مصركمو
وبالغاداتِ يصرعنَ الفتى
عِشقاً
وقولي
لي
فأيُّ
فتىً أكونُ أنا؟
أمصروعاً؟
أكادُ
أظنُّ تقتيلي
!
.....
تعالي
يا فتاة َ النيل ِضُمِّيني،
وسَـقِّـيني ضروبَ الشهد ِ
مِنْ
شَـفة ٍ
ومِنْ
نـهد ٍ
بِـلا
وَعْـدٍ
وتـمهيل ِ
لأسكرَ في
رُباك
ِالخُضْـر ِ
مُلتاعاً
أصُبُّ لك ِ الهوى صِرْفاً
فروِّيني
وصُـبِّي لي
....
أأنت
ِ هنا أسيرةُ قصريَ العالي؟
أيا
حُزنـي
ويا
كَـربـي
!
فما
أخزَى مُكابرَتـي
وما
أقسَـى تَـآويلي!
تعالي
في الصَّميم ِ
هُـنا
وكوني
الـمَـنَّ والسلوَى
وداخلَ مهجتي سِـيلي
سأكتبُ فيك ِ
أشعاري،
وأُسمِعُ كلَّ مَنْ حولي مَواويلي
وأهجرُ كلَّ أحبابـي
وأُنكرُ
أنَّ
لي صَحْبـاً
فأنتِ
اليومَ أحبابـي
وأنتِ
كَـكُلِّ أصحابـي
وأنت
ِ
خلاصةُ الحبِّ الذي ما كانَ يُصغي لي
أروِّي منك ِ نَـفْساً لم تذقْ مِنْ قبلُ
أحلاماً
مُنعَّمَة ً
ولا
جاستْ عذابَ الهجر ِ
عنْ
عَـمْد ٍ
ولا
التاعتْ بأشواق ٍ
إلى
حضن ٍ
وتعنـيق ٍ
وتَـقبـيل ِ
تعالـي فاكتبي
إسـمي
على
شفتيكِ وشْماً ثمَّ ناديلـي
أكُنْ
لكِ عاشِقاً
صَـبَّـاً
فَـكُونـي لـي
د.
مقداد رحيم
۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞
حدق باللهفـة وانظرنـي |
سترى الأشـواق بعينـيّ |
في قبلاتي خمر معسـول |
الطعـم فجـرب شفتـيّ |
نار الأشواق هنا اتّقـدت |
والليل الأسـود مرسيـا |
قبلنـي واصـدع بالقبلـة |
في دنيا العشـق علانيـا |
لا أخشى في عشقي سرا |
جسدي لك حـلا محليـا |
هل طلع النجم سوى ليرى |
مـا خطتـه لـك قوافيّـا |
أكتب فيك الشعـر وإنـي |
عالمـة بنـتـاج يـديّـا |
استنشق جيـدي وتهجـى |
أحرف عشقك من عينيـا |
أنت المتوحد فـي قلبـي |
يـا مـاءً عذبـا نهريـا |
وامسح فوق جدائل شعري |
بأنامـل كفيـك الـريـا |
نجم في الأعلـى ينظرنـا |
هو ثالـث روحينـا غيّـا |
ما كنـت أعـد الأوقـات |
قُبيلك .. وعـددتُ لياليـا |
غادر حلمي يا أحلامـي |
واملأ في عينـيّ الدنيـا |
كفكف دمعاتـي مقـدادي |
لا تترك وجهـي مبكيـا |
خـلان عشقنـا قصتنـا |
جسـدان وروح ملقـيـة |
ستطـول حكايتنـا حتـى |
تغـدو مـوالا عشقـيـا |
وتعيش تعيـش لتذكرنـا |
ما عاشـت ذكـرا أبديـا |
اكتحلـت عينـيّ بعينيـكَ |
فـزاد الكحـل شقائـيـا |
أنت مليك الروح ولولاك |
لما كـان العشـق نديـا |
سوف أقفِّل أستار العشق |
و أتـرك قلبـا مصريـا |
يطبع قبلـة عشـق فـوق |
جبينك ويمـوت علانيـا |
انتصار
نادر
۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞
----1----
أنتِ
اليومَ مُرادي
يا
فاتـنتي
ها
أنا
ذا
مُعتـرِفٌ
بالقرب ِ وبالودّْ
فتعالـي
لا
تنـتظري
كوني
الأَمّارة َ في غاباتِ الوردْ
وأميرة َ قـصري
ولنكتبْ
بالعطر ِ وأعواد ِ النـدّ ْ
إنَّ
السلطانَ وتلكَ أميرتـهُ المصرية
َ
قيدَ
العشق ِ الأبديِّ
كحرفين ِ انسجما
حاءً
في باء ٍ
فاكتمل
المعنى
وانبلجَ القصدْ
غَـرِقـا
في
بـحر الأشواق ِ
وهالات السُّـهْد
ْ
يلثمُ
منها الشفتين ِ
فيشتعلُ الخدّ ْ
ويشُـمُّ الريحان َ
فيرتبكُ
القَـد ّ ْ
ويضمُّ براحتـِهِ
عصفورَ الجنَّـةِ
مَذهولاً بالبرعم ِ
يَـندَى
إذْ
يشربُ نخبَ الأمطارِ
ويُطفئُ نارَ الوَجدْ
مشدوهاً بدوالي
الخمرة ِ في فَـمِِها
وبِـحقلِ الرمَّان ِ العاجيِّ
على
قارعة ِ
اليدْ
ويلملمُ مَنـثورَ النبض ِ المتسارع ِ
بعدَ
القَـطْـفِ
ويَمضي،
فتقولُ أميرتُهُ:
أيَمَلُّ السلطانُ إلى هذا الحد؟!
....
قد
آمنَ
مقدادُكِ بالحبِّ سِراجاً
للروح
ِ
وبحراً سِحْـريَّ الأمواج ِ
ومضطربَ
المـدّ ْ
سيظلُّ يبادلُهُ الهيجانَ
ويرتادُ سواحلَـهُ
لا
يخشى
البُعْدْ
ويظلُّ يعانقُ فيكِ الدهشة َ
حتى
يزدهرَ الوردُ الجوريُّ
على
كلِّ
الربوات ِ
وتَـنفعلُ الشلاّلاتُ
فَـتـشـتدّ ْ
فيغضّ
الطرفَ عن
الوقتِ
ويدلفُ مذهولاً
في
غاياتِ السحر الفرعونيِّ
يَـعضُّ على عُنقود
ٍ
لم
يُقطَفْ بَـعدْ
يَـفتضُّ قواريرَ الشهد ِ الصافي...
قولي
لـي
كيفَ
يكونُ
لديكِ الشهدْ ؟
يركعُ
بين شواطئكِ الولْـهَى: اثنينِ اثنينِ
ولا
يَستـثني الآحادَ
على
شَـبَق ٍ
ذا
نَـهَـم ٍ
لا
يُروَى مِنْ شُرب ٍ
أو
يشبعُ
مِنْ تكرار ِ القَصْف ِ
ولا
يُتعبُهُ العَـدّ ْ
يركعُ
مذهولاً
ويصيرُ هو العَـبدْ
فتعالـي
لا
تَـبتعدي
كوني
رعشـتَه
الأشهَـى
كوني
النبضَ الأقوى
كوني
الأغنية َ الأبهَى
كوني
قافيةً لجميع ِ
قصائده ِ
وحروفاً للهمس ِ
وإيقاعاً لحروف المدّ ْ
وفراشة َ حَـقْل ِ
بنفسجِـهِ
وفُراتاً عَذْباً
وخَريرَ الأنهار ِ
وطَـلْعَ النخل
ِ
وأنفاسَ الفجر ِ
ومكنونَ الغيم ِ
وأخبارَ
الرَّعْـدْ
......
أتـهجَّاك ِ
دُعاء
َ استسقاء ٍ
كلَّ
صباحاتـي
ومساءاتـي
وسأنسَى محفوظاتي
عنْ
عَـمْـدْ
وسأبقَى ولهـاناً
أهفو
لِـلُّـقْـيا
لا
أعرف ما معنى الصدّ ْ
وأردِّدُ باسـمِك ِ
مَـوَّالاً
بغدادياً
غَـنَّـاهُ ربيعُ الأشجار ِ
وسالَ
على الأزهار ِ ندىً
وتـماهَى
في
الحقل ِ
زغاريداً للسَّـعدْ
فَـبِحقِّ الكلمات ِ الحُسنى
ومعانـي
الحبِّ الأسنَى
يا
ذاتَ القلب ِ الذهبيّ
ينامُ
على ذهب ٍ أسطوريّ الفتنة
ِ
محروساً بالأشواق ِ
يُكلِّـلُها السُّهدْ
وبِـحقِّ الأشواق
ِ
تعالـي
واختصري تاريخي
وأعيدي أزمنة َ المجدْ
مجدي
أنت ِ
وأمنيتي
وطفولـةُُ أحلامي
وتباشيرُ الغدْ
فَـتعالي
لا
تبتعدي
فلماذا البُعدْ ؟
................
-----2----
دعيني
أصدِّقُ أنَّ السماءَ وشاحي
وأن
النجوم َ حروف ٌ
أطـرِّزُ مِـنها "أحبك ِ"
فـي
صفحة ِ الليل ِ
أو في
جَبـين ِ صباحي
...
دعيني
أصدِّقُ يا قمراً ألـمعيَّـاً
يُضيءُ
سمـائي
ولؤلوة ً وجدوها تصوغُ بَـهائي
بأنّي
حبـيبُ الثريـا
وأنّـك ِ
كأسُ
ارتوائي
......
دعيني
أسرِّحُ شَـعْرَ هُـمومي
وأضفر
هالات ِ
حُزنـي
وأختمُ بالآه ِ كلَّ رسومي
وأُنكرُ أنَّ الهيام َ القديم َ
مضى
في
زمان
ٍ قديم ِ
وأنَّ
الهشيم َ الذي تشهدين َ
هشيمي
......
دعيني
أمدّ
يدي
في السماوات ِ
أقطف
فاكهةً مِن بدور ِ
وأجمعُ هالاتِـها في
سَريري
وأنظمُ منها سواراً
وعِـقْداً
وباقات ِ وجْـدٍ
وشوقٍ
قرير
ِ
فأمضي
رويداً
رويداً
أوفِّي نذوري
.......
دَعي
أحرُفـي تقبس
النور
َ
مِـن
مقلتيك ِ
دعيها
تجرِّبُ حلوَ المعانـي
وكلُّ
المعانـي تشيرُ
إليكِ
وكُونـي ظلالاً وهمساً
فإني
أخافُ عليك ِ
***
----3----
أخبروها، مَـنْ لا أُسـمِّي..
أَقيها
....................
أنَّ
لـي مهجةً بـها أفـتديها
لا
تلوموا غرورَها
وهيَ
بدرٌ
...................
فَجموعُ العشَّاق ِ هاموا فـيـها
شَغِـلَتْ
كلَّ
ساكن ٍ وغريب ٍ
.....................
تتـمنَّى النفوسُ لو تصطفـيها
لي
بِـعينيها غابـة ٌ مِنْ كُروم ٍ
....................
وفـتيتُ الطيوبِ يسكنُ
فيـها
ولـها
في الجمال ِ باهرُ سِحرٍ
.....................
لم
يكنْ قبـلَها
ولا
بَـعديهـا
ظلموها فَشَـبَّهوها مَلاكـاً
.....................
وَيحَهمْ هلْ رأوا مَلاكـاً شبيها ؟!
نظرتْ
في مِرآتِـها
واستشاظتْ:
......................
كيفَ
قالوا عنِّي كلامـاً
سَفيها؟!
واستدارتْ تكلِّمُ النفسَ همْساً:
.......................
أمْ
جَمالـي أعياهـمو تشبـيها
!
ثُمَّ
قالتْ لِظالـميها
:
سلاماً
......................
وأشارتْ لِواصفـيهـا: إِيـها
ذكَرتْها
أسطورةُ الحسن ِ: قالتْ
......................
إنَّ
فـي مصرَ آيـة ً تُـخفـيها
فلتكنْ غايـة ً لكلِّ حبيـب ٍ
......................
يَتـمادَى بالفخر ِ
مَن
يَـجنـيها
واعذروها إنْ أنكرتْـني لديكم
.....................
فمئـاتُ
الأسماء قد تُـنسـيها
أنـا
أرضى بـما تريدُ ولكـنْ
.....................
أترى
بَـذْل مهجتي يُرضـيها؟
ودعوها تطوي الـمسافاتِ
طَـيَّاً
...................
في
فؤادي، عُجْباً وفَـخْراً وتِـيها
في
ذهول ٍ
سمعتُ
منها: (حبيـبي)
.....................
سأنوشُ السماء َ لـو
تَعنيـها!
فهواها غَـنـيمتي وانـتصاري
....................
وسروري، وقـصَّـة
ٌ
أرويـها
ودعائي للأرض ِ: يا أرضُ صُونـي
.....................
لِـخُطاها
وباركي، واحفظيها
وأنا
إنْ نطقتُ باسم ِ سواها
...................
في
هُيـام ٍ فإننـي أعـنيهـا
****
----4----
يا
انتصارْ
يا
ابنة َ النيل ِ
وأكرِمْ
أنت ِ
فـي قَـيْـد ِ اعتباري
فتعالـي
لِتكُونـي سِـرَّ
صَمْـتي
وتكوني هَمهمات ٍ في حواري
وبريقاً ملءَ عينيَّ
إذا
اشتقتُ إلى
ضمِّك
ِ
واللثم ِ
وإنْ
أنت ِ جواري
فأنا
الولهانُ
-ما
زلتُ-
وما
أطفأت
ِ ناري
فتحاشَيْ
أنْ
تقولي:لا
فيكويني استعاري
ضلَّ
بي دربيَ
مِن
قبلك ِ
واشتطَّ مزاري
ها
أنا مختصِرٌ عندكِ
أسرابَ
الفراشاتِ
وأطيارَ الولايات ِ
وأصنافَ الدراري
ها
أنا أنقرُ نقراً
صولجانـي
لأشمَّ العطرَ من ثغرك ِ
والنحر ِ
فيشتدّ انبهاري
ولك ِ
الهمسُ
لكِ
اللمسُ،
لك ِ
الأنسُ،
إذا
ما جَمَعـتْـنا
خَلْوة ٌ
قلتُ:
وداعاً يا وقاري
وستبقى النارُ ناري
تَـصطلي قلبيَ عشقاً
وتُرَى
في
عمق ِ أعماق ِ قراري
لتظلَّ الدهرَ رمزاً
لانتشائي
وانتشاري
فاحفظي
عهدي
وودِّي
يا
ابنة َ النيل ِ
وكونـي لـي دليلي
ومَساري
أنهبُ
الوردة َ من خَـدِّك ِ لَـثماً
وأذوقُ العِـنَبَ المُسكِرَ
من
ثغرك
ِ
والغصنُ عن الأستار ِ عارِ
لـيَ
في عِشقكِ أخبارٌ كـثارٌ
سوفَ
أرويها
لرعشاتك ِ
مِن
دون ِ اختصار ِ
فِـتنتي أنت ِ وآفاقُ ذهولـي
لم
يكنْ قبلَك
ِ لي
مجدٌ
ولا
آيُ فخارِ
أنا
ما رمتُ الثريا
لا
ولا نُشتُ
المجرَّاتِ
وأقمارَ الدراري
كنتُ
في حال ِ ذبول ٍ
وبك ِ
ازدانتْ
حياتـي
ولكِ
اهتزَّ نباتـي
ولأجل
ِ الحبِّ
ما
كان انتظاري
كلُّ
من
فكَّتْ إزاري
قبل
أن تأتـي
إلى
قَـصْـري
وكانتْ في يـميني
أو
يساري
لم
تكنْ محضَ اختياري
فتعالـي
يا
ابنةَ النيل ِ
وكُونـي لـي
سلاماً
ونقوشاً لاهثات ٍ
في
جداري
إنَّ
في صدري
اشتعالاً
وهياماً
وترانيم َ حَصاد ٍ
وأهازيـج َ افتراع ٍ
واخضرار
ِ
فرحةَ
الروح ِ تكونينَ
وشَوقاً
في
فؤادي
يا
ابنةَ النيل ِ
تعالـي
قمراً
يطلعُ في الليل ِ
وفي
وضح ِ النهار ِ
أنت ِ
لـي قُـرَّةُ
عيني
وانتصـاري.
***
د.
مقداد رحيم