شعر

(فزتُ)

ونزيفُ الزمان

مصطفى المهاجر / استراليا

شاعر و صحفي عراقي مقيم في استراليا

عضو اتحاد الكتاب العرب في دمشق

malmohajer@hotmail.com

أوغل الجرح في الزمان نزيفا

وعلى ضفتيه فاض حتوفا

يوم أهوى الظلام سيفا عتيا

وعلى الشمس يبتغيها كسوفا

فأستطالت بقية السيف ضوءا

يملأ الأفق ناصعا وأليفا

يتقرى متاهة في نفوس

ليقيها ضياعها والخريفا

أي مس من المروق دعاهم

حين راموا لبدر علم خسوفا

أي خوف من الضياء أعتراهم

فنما خوفهم حقودا مخيفا

وتجرا على الحقيقة طعنا

واستباها مخاتلا وعنيفا

همه أن يطيحها أو يراها

وهي تخبو فضائلا وزحوفا

لتظل الحياة نهب خداع

وغرور يزيد فيها سدوفا

ويراها وقد تولت هواها

واستفاق الضمير فيها كفيفا

ويراها بعيد مجد اثيل

أدمنت ذلها المقيم كهوفا

جللتها من المتاهات شتى

أطعمتها من الضلال قطوفا

صنعتها كما يشاء دنيا هوان

عسلا في السموم جهرا أديفا

وتراتيل ضائعين حيارى

ويهمس يلاعنون الظروفا

كل أمالها بقاء ذليل

ومسير مع الهوان صفوفا

^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^

أيها السيف خائبا يتهاو

وذليلا بغدره وضعيفا

ذلك (الرأس) إذا تراه جريحا

ظل في الدهر شامخا ومنيفا

وعلى (فُزتُ) تستفيق شعوب

وترى في ظل مجد وريفا

وترى فيه عزها وهداها

وترى فيه ماءها والرغيفا

وتغنى جروحه مزهرات

وتناغيه سلسلا وقطوفا

وعلى نهجه البهي إتساعا

سوف نحياه بهجة ورفيفا

 

^^^^^^^^^^^^^^^^^^^

ويحنا بعد فقده كم رفعنا

رأس حق فأثخنوه سيوفا

وتولت رقابنا مقصلات

وأستباحت رحابنا تخويفا

طوق القيد خطونا والأيادي

واستضافت سجون حقد ألوفا

ومددنا رجاءنا لعشير

سامح الله من عشير خلوفا

اشبعونا تسكعا وضياعا

وسوى القلب اسكنونا رصيفا

مل ذاك الهوان أنا رفعنا

شامخات إلى السماء انوفا

وبأنا إذا ذكرناه فخرا

أزهر الحب في حشانا لهوفا

وسرى في بقية السيف وجد

ونما الوجد هادئا ولطيفا

ثم تسمو مع الرزايا نفوس

شعلة الثأر تستبيها نزيفا

فإذا الثأر عاصفا في البقايا

علويا مجلجلا ورؤوفا

^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^

وإذا السفر منذ صفين يدنو

يتجلى مجازرا وطفوفا

فنرى فيه ظلمهم وأسانا

ومواعيد اشبعت تسويفا

وتواريخ من عذاب وقهر

وولاءات قطعت تصنيفا

بين حقد وبين قتل نبتنا

وسنبقى لمصحرين مصيفا

وستأوي إلى ظلال هوانا

زمر التيه إذ تشاء رديفا

فترانا مع الحياة نقاء

وصفاء ورقة وشفوفا

يا مزامير انفس ضامئات

وأريجا يلفنا تشريفا

خسيئ السيف يا (علي) ستبقى

للملايين عزة ورغيفا

وعلى الدهر من حكاياك نور

يتجلى كما (الكتاب) حروفا

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com