شعر

أشهدُ إن الألم لواحد

جاسم فيصل الزبيدي

تمهيد

إن الذي يناضل من اجل الحق.....لا يتردد ولا يتخاذل ولا يقف ليسأل:ـ ماذا سيأخذ وماذا سيدع؟! ماذا سيقبض وماذا سيدفع؟! ماذا سيخسر وماذا سيكسب؟! وماذا سيلقى في الطريق من صعاب وأشواك؟ فان من المنطق والناموس أن ينتصر الدم على السيف لأنه كالقرآن مرن وعميق وواقعي...

إلى كل شهداء الصحافة...إلى الذين ليس لديهم سوى إمضاء العزيمة وصلابة الأيمان ، والرضوخ لأمر الحق الصادق أمام بحر متلاطم تدعمه قوة العدة والعدد..

 

سيدتي....صاحبة الجلالة

حين أعلنت الشهادة مُختارُها

جاء بنوكِ من كل فج عميق

يتوضئون من فُراتُكِ العذب

يسجدون كالحسين

بإباء وشموخ

على دجلة الخير

يصلون صلاة علي

في مِحرابُكِ المُقدسِ

صائمون...

صابرون..

ماتململوا أو تضجروا...

كحبيب ابن مظاهر

كعابس..

إنهم يا سيدتي

(قومٌ إذا نـودوا لـدفع مـلمة

والخيـل بين مدعس ومـكردسِ

لبسـوا القـلوب عـلى الـدروع

واقبلوا يتهافتون على ذهاب الأنفسِ)

صائمون..

مازالوا ينتظرون..

آذان (علي) في كوفان العراق

ينتظرون ساعة الجامع المعظم

لِيفطِروا...

(بلبن أربيل)و(وتمر البصرة)

(بخبز تنور هور الحمار)

وقهوة الأنبار..

في بساتين بعقوبة

ليرتل لهم نخل السماوة:ـ

أشهدُ إن الألم لواحد

=============

في غروب الزمن المر

عاصفة تقتحم الفراتين

عاصفة منهجها

القصور العقلي

والغرور الأعمى

عاصفة من كتاب واحد

عن شيخ واحد

من مدرسة واحدة

مرفوضة بإجماع المسلمين

مدرسةٌ

لم تذق جدرانها طعم الشمس

طرقاتها..

طلق الليل فيها أنوار القمر

هناك...ياصاحبة الجلالة

هناك...بين النواويس وكربلا

سقط بنوكِ

ضحايا...

والجامع الأعظم أغلق أبوابه حزناً

ونزل (علي)..

بحزن واسى

من علي منبر الكوفة يرتل:ـ

أشهدُ إن الألم لواحد

=============

منذ زمن

و جحافل الموت...تلوح أمامكِ
كسرايا هذيل...بسيوفها الطويلة

تمر أمام عينيكِ
يسقط الدمعُ المحترق
على صحن خديكِ
كهزيمة الأبطال
تسحق بحوافر خيلها
صدركِ
تُكابرين

تنهضين...

تتعكزين على أضلاع صبر الحسين

ترسمين الفرح الموعود

على جبين الطفل الجنوبي

وهور الجنوب

لضحكة الجبل العليل

ورمال البادية
تُنادين
في مدينة الصمت الرهيب
تنظرين أشلاء بنيكِ المبعثرة
صمتاً

كأرملة....

ترقص فوق تابوت زوجها

ألماً

كطائر الحب المذبوح

كالمسيح ابن مريم في صليبه

كدمعة (الحسين)على ولده الأكبر
تنشرين على النعش المسجى
بيارق الأمل المنتظر
تسلين سيف المحارب الإغريقي
تقاتلين طواحين روما
وفي محرابُكِ المطهر

تصرخين...في ملكوت السماوات

أشهدُ إن الألم لواحد

===============

سيدتي....صاحبة الجلالة

خذي المنديل

امسحي الدمع

من على شطآنُكِ

فقد أوقدت النسوة شموع الخضر

إنها تنتظر...

ماذا تنتظر...

الأيتام والأرامل...

إنها تنتظر عود الزوج المذبوح

وأشلاء الولد الممزقة..

بقنابل...

أقزام لا يعرفون معنى الدين

سوى لغة العصابات

أقزام...

يرون إن ابن ملجم في جنة ونعيم

أما علي...

ففي العذاب الأليم

اقزام لا يستحقون العمل

حتى في سوق الماشية

اقزام...

يرون ان للمرأة

طريقان

اما زوج او قبور مترامية

وهناك...

بين وحشة تلك القبور..واجساد الضحايا

يقف ملك القبور ليرتل

أشهدُ إن الألم لواحد

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com