شعر

أيها الراحل

محمد عبد العباس الجياشي / هولندا

ma15jiachi@gmail.com

ايها الراحل

عبر الكلمات المحترقة برذاذ الشمع

وجدت بقاياك في قاع حزني.... ووجدت

بقاياك وهي تشيع الفرح الغائب.....

عبر سراب اللحظات

 أيها الراحل تركت لي دقات من قلبك

وكأنها أصوات أجراس الكنائس تدق في أذن الفراغ

 أوقدت وجهك قنديلا يضيئ ذاكرتي

 يامن رحلت قبل أوان الرحيل

سابقت الطيور..... والمسافات

الواقفة على إستراحة الصمت ...الصمت

المترقب للكون

خذني أليك وسادة تلامس شعرك المتجعد

 فسأغرق في ضباب الخوف

وأنا أحمل أجذافا من أمل العودة أليك

أجذافا لاتصمد بوجه هذا الضباب الفضي

المشبع بالغدر وبالظلمة البيضاء

أيها الراحل عبر المستحيل أركظ خلفك

من زاوية ذاكرتي وأسابق

.....رملي

 .....وترابي

وأطرد أشباح الطريق بمعول فلاح

وأتبع نجوم الليل حتى أصل إليك

عد واحظر لي ماء من نور لأغسل وجهي المظلم

من شدة النظر إلى الليل

ايها الراحل عبر سراديب العمر إلى المجهول

 شوقي إليك ليس طفلا

بل كبير بحجم ندى الربيع

كنت أقرأ تراتيل الحب تطرز عينيك

لاتيأس أن تركتك من تحب

 فهاك مني ألف قلب يتوق إلى مرأك

هجرك لن يعطيها درسا فهي تجهل قواعد الحب في لغتنا

هجرك لن يؤلم أحداسواي

فأنا وطنك الأم ...

 ..........رغم جراحي

 ايها الراحل مكسور القلب لاتظن

 أني من كسر لك الفؤاد ومن دمر بيتك الجميل

والحنون ومزق معطفك الذي خبئت داخله

كل أمنيات مستقبلك

إن كنت تبحث عني فأنا ممدد على طول الخارطة

إن كنت تسأل عني فأنا كنجمة صبح مكسوة بالدماء

 وأخوتك يدفعون كل يوم ثمن بقائهم إلى جانبي

لن أضيئ وحشة أوراقك بعد الأن

 ياصوت غريب يبكي .....من منفى جسده

أتنقب عن بيت سرقته الغوغاء

وخبئته في ثقوب صداها

 أيها الراحل

 ضلك المهدور يفترش الطرقات بثوبه المهترأ

 وبعينيه المنغلقتين

عد فرحيلك أهدى لي نبع دموع وألم

أنظرني أقف خلف طقوس ترانيمي الخشبية

وأنا أطعم صمت الشجر كلاما

 ...... لينبض قلب الحياة

 وقد وسع الظلام جفوني

وقلص البعدحجم عيوني

 أيها الراحل إلتفت خلفك هذه النخلة

 تلوح لك بظلالها تومئ لقدميك

المشردة بالسلام .....وترمي إليك بظمأها الصبور

 هذه مذكراتك تحتضر ممددة فوق المسافات

وهذا معطفك مصلوب على مسمار خلف الجبال

المتعرجه يدفع غرامة ضياعه عنك

يصرخ ...... ويصرخ

عاليا كفاك ضياعا عني فقد جف دفئي

 واستسلمت للبرد

 أيها الراحل

أراك تمتطي في رحلتك ألف أرض

 ولاكن لاتحمل على كاهليك سوى وطنا وحيد

 يروي للكائنات قصة أبطال الموت

 من هذا الزمان

 أيها الراحل

إن كنت ستبقى منتعلا قدر

 الرحيل فسأبقى ممددا على دكة الأنتظار

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com