شعر

حكاية  الشهيد  شاكر  الجوعان

يحيى السماوي

شاعر عراقي مقيم في أيلايد - أستراليا

alsamawy@adam.com.au

حين سقط شهيداً متناثر الأشلاء:

تدحرج من السفح إلى القمة - حتى صار سارية للعلم الوطني

أما القاتل:

فقد سقط من أعلى سلم غروره ملوثاً بالخطيئة . . مستحماً بأوحال العار - بينما صديقي شاكر الجوعان. . تغسله صلواتنا هناك: في الأعالي.

***

       أنا بحاجة إلى سوط كي أكون جلاداً. .

بحاجة إلى إناء وثياب بالية كي أكون شحاذاً. .

ولكي أحمل الشارة القرمزية

              فأنه تلزمني كلاب بوليسية

تنهش لحم الأطفال وسكاكين تقتطع حلمات أثداء الأمهات -

مع مساحة شاسعة من النذالة!

       أما من أجل أن أكون طاغية:

       فأنه يلزمني أن أسقط من جبيني آخر قطرة حياء وآخر

نبضة رحمة من قلبي!

       وكي أصبح وطنياً

       فأنه يلزمني وطن وشعب أقاتل من أجلهما!

……….

……….

       هكذا كان يقول شاكر الجوعان

مع انه لم يدخل يوما مدرسة . .

-

       ولم يحاول أن يكون أبا بعدما تزوج البندقية فقد ظل طفلاً حتى

وهو على أعتاب الخمسين

 حين تدحرج من السفح إلى القمة!

***

وبسذاجة طفل حكيم ، كان يقول:

لا يجوز لنا تعليق بنادقنا في المشاجب - لنستريح قانعين بما حققناه الليلة!

إن الطمأنينة المؤقتة قناع من أقنعة الهزيمة . . والقناعة خدر الثوري المتحفز للوثوب. .

ولئن حررنا الأرض من الطواغيت - فأن علينا تحرير الفضاء من دخان الضلالة!

***

       الأرض تتسع لأنهار وحقول جديدة . .

       ونحن نمتلك السواعد والمجارف . .

       ونمتلك أقاليم شاسعة من الإيمان والارادة . .فلنعمل من أجل أن نوقظ الخضرة النائمة في رحم الأرض

كي تقوم الغابات الجديدة. .

الغابات التي ستصد الهجير ورياح الجوع . . فاحمل معولك. .

ان كنت لا تستطيع حمل البندقية

***

الوطن كالحقيقة . .

فكما لا يوجد نصف حقيقة

فأنه لا يوجد نصف وطن !

***

 

*  شاكر عبوسي الملقب شاكر الجوعان أحد أبطال انتفاضة آذار في مدينة السماوة ، سقط شهيداً.

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com