|
شعر عندما يبكي المطر د. صدام فهد ألاسدي / البصرة 1. اللوحة الأولى
وتدلّى عذق النخل يبحث عن فم قد كان يصعد في محطات القبيلة ريثما سكت المطر يا أصغر الكدمات في جسدي الجريح – وجلست أسأل عن رفيق في متاهات الدروب هل نسوة الحي المحنط بالشموع على الأريكة تذبح الكف الصريع هل جاء يوسف من قتام البئر تأخذه إلى الدرب البعيد/ السابلة بل أبخس الأثمان تدفع قل زليخة لا العيون الخضر والوجه الشحوب ، والصوت يخرج من قميص الذئب والذئب الطهور أرأيت ذئبا لا يحطّ سعال ليلته على بئر الخواء
2.اللوحة الثانية
لا ثرثرة في حي الفقراء غير البوح بلون الخبز والبحث عن الماء المالح في السيارة رجل صالح – رجل يوقف مدّ السيل ويخنق أحلام الركاب هل شاهد أحد هؤلاء القوم النمل دؤوبا يجمع خبز الصيف لجوع المطر القادم وتدلت دمعة طفل حاف في سوق الأيتام وذبلت وردة جوري في بستان قرب النهرين النهران بعيدان يصولان يجولان من الأرض التركية من سوريا حتى القرنة لكن يلتقيان والماء المالح من خمسة آلاف من السنوات لا يمحى من تلك البصمات لكن الحلاج يخاف بجمع الجثث الشيعية كي يبني بيتاً من أضلاع الفقراء من صلوا وقالوا في الأذان عليا آه ما أقسى الإنسان لما يمسك سوط الجلادين يراه خفيفا ولما يضرب فيه يراه ثقيلا وآه ما أطول ليل المسجونين بلا ذنب في زمن الحرية
3. اللوحة الثالثة
في الهامش ثمة أشياء ينظرها الباحث زائدة والأعمى يبحث عن ثقب في ظهر الأشياء والمبصر يترك أخطاءا في وجه الأشياء..، والدائرة تدور والأيام تدور ورحى الخوف تخاف من البذرة والبذرة تخاف من النمل والنمل يخاف من النفط الحارق وماضي الأصداف يخاف من السياف آه لو كان الأمر بيدي فاجعة تتبع فاجعة في زمن يقهره الأصنام، في زمن يرضع من ثدي المنكر ويعلن في بوق الرؤيا المال حرام – القتل حرام – ومدينتنا كانت في زمن الإجرام تنام بجوع وتصحو بخوف لكن تشعر في بعض الأمان
4. اللوحة الرابعة
كنا في الغابة نحتطب الخوف من الذئب، كنا في البحر نقشر صدف اللؤلؤ من كبد الحوت، كنا في الغابة نبحث عن شمس ندفأ فيها نشم السوسن من أجنحة الأطفال، لقد كذب الوهم كذب الحلم كذبت جدتنا في قصتها كانت سعلوة في غابة هذا الوطن تسرق كل الأطفال، كان الطنطل يفترش الأشجار ويبدل ثوب الطهر بثوب الأنهار، أنصدق بعد اليوم حكاية جدتنا ماتت يرحمها الله وما ذاقت ماء الأنهار وما دخلت في مستشفى تعالج مرضا جلديا، ماتت فيه، لم تملك حتى الكفن الأبيض..!! جدتنا ماتت وأبونا مات ونحن نصفق حتى اللحظة للـ..... ونعطي للـ..... الأصوات...
* * *
|
| |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |