شعر

الحزنُ المُزيَّن

سلوى كولي / شاعرة كردية عراقية / السويد

Selwa_guli@hotmail.com

تعريب: عبدالكريم هداد

hadadkarim@hotmail.com

ها قد وصلْتي مع قوافلِ الحزنِ

الى الأمامِ مُسرعَةً بكلِّ قواكِ

ليس بقلبٍ واحد بلْ بألفِ قلبٍ تركضينْ

والقلبُ المثقوبُ لديّكِ

مثلَ منخلٍ بيدِ " هوستا " (1)

تمرُّ من كلِّ ثقوبِهِ حياةٌ ساخنَة

وسرابٌ

يتلاشى خلفَهُ كلَّ شئ

هاهي رحلَتُكِ وصلتْ مضاربَ الحزنِ

و " الرندول "(2) ملأهُ الحزنُ

إرحَلي مع الحزنِ وأيامهِ ..!

فعند كلِّ خطوةٍ من خُطاكِ

يسقطُ نحوَ الأرضِ الصحراء

من " الرندول " قطراتٍ سوداء

تنبتُ زهرةُ الشوك منها

ومرةً تنبتُ وردةٌ حمراء

تقفُ أمامَ قامتِكِ الجميلة لتُخبرَكِ :

إنَّ خدودَكِ من لوني

وقامتي قامتُكِ

وعطري عشقُكِ

كُلَّهم إحتشدوا حول حزنِكِ

حزنُكِ المُزيَّنْ

ترقصينَ بمصاحبةِ الشفقِ

وتنادينَ بما تعرفينَ

لقد هاجَرتْ الأفراحُ

رحلَتْ من هذهِ المدينَة السوداء

وجاءَ الليلُ ينصبُ خيمتَهُ

وطوقَ حَبْلُ الأمان رقبةَ الحزنِ

حربٌ في قفصِ صدرِها ، الحزنُ أصابَها

فاختنقَ الهواء

يكفي أيتها الحزينَة ، يكفي

لقد هبطَ الحزنُ أمطاراً من عينيّكِ

وساحَ الحزنُ من عسلِ شفتَيّكِ

ونزلَ كقطراتِ العشقِ ..

انهَضي .. ايتها الحزينة ..!

انهضي.. يكفي حزناً ..!

ــــــــــــــ

1- هوستا : صانع المناخل الجوال .

2- الرندول : وعاء من جلد الماعز يحمل فيه قطاف التين في كردستان العراق .

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com