|
شعر لقاء السياب ببغداد د. نزار أحمد / مشيغان / الولايات المتحدة الامريكية ليسَ ذنبي غير إنّي كلما أحْبَبْتُ قلباً غابَ عنّي رغم ظنّي باختياري والتمنّي في ضفافِ الحبِ عصفورٌ أغَنّي ناصلُ الألوانِ وجهي في خيالٍ طاف بيّا واعتراني غصبُ عَنّي اخبريني ياحياتي اخبريني أهْوَ حبٌ أم تَجنّي أم لقاءٌ بعدهُ الآلامُ أوهاماً سَقَنّي أم ليالٍ ناعساتٍ أغرَمَنّي اخبريني واتركيني لحظةً فيها أعاني في زماني أو زوالي صدقيني لا أبالي في هبوب الريحِ روحي تنثرُ الأقدارُ بعضاً من جروحي فاطمئنّي واستريحي ما أنا يغتالُ زهراً عن قدوحِ يشربُ الليلُ الطويلُ المستبدُ من دمائي ألف قرحٍ في كؤوسٍ من صحيحي كلما يسعى إليها مستقيلُ تسْتجدُّ أقبلَ الدربُ المقيلُ ساقَ نبضاً في عروقي , يسْتمدُّ من فراتٍ بين عينَيّي ضئيلُ كلما أبعدتهُ عني قليلاً ساجَ فيهِ القلبُ وازهَرَّ الغليلُ دَلَّني المجذافُ عن بحرٍ بعيدٍ قلّما فيهِ هيامٌ يضمحلُ بعدما أمّنتهُ الأشواقَ طوعاً انطويتُ في خفوتٍ ما بعدهُ هجرٌ يستهلُّ عادني الليلُ الطويلُ المستبدُّ جاءني أضلاعُ نحلٍ , يستردُّ أزرقَ الامواجِ فاصفرَّ النخيلُ يا حياتي اطمئني لا تعرف الأشواق معناً للتأنّي غصبُ عنّي رغم حزني رغم وهْني رغم ظنّي غير زحفي في الهوى ما كان فنّي فاستريحي واطمئني حُلَّ قتلي في الهوى ما لي قرارٌ رغبتي , ما غيرها عندي خيارٌ أدلهّمَ العشقُ سكراً واستفزَّ أينَ هُوَّ اليوم طلُّ الذكرياتِ الجارحاتِ أيقظي فيهُنَّ جزءاً من شجونٍ نائماتِ ليتهنَّ اليوم ما من قاسياتِ أتعبَ الشطآنَ ومْضُ الحشرجاتِ كان طُلاً من نجومٍ ساقطاتِ قهْقَهَ المصباحُ فيهِ كم بقايا من سؤالِ وانكسرَ الضوءُ المملُّ في قرابٍ من سعالِ ليسَ عندي غير صبرٍ يستدلُّ عن عظامٍ يَلْحفُ المجهول فيها صخرةً , في المرفىءِ المغفول , يحبو قربها ضوءٌ وظلُ واندحارٌ في رباهِ المستقيلُ يرتمي جُزءَ شكوى تعتلي الآفاقَ من قيح الضجيجِ في الخليجِ كلما يربو الصباحُ المستحلُّ ما تبقى في عشوشٍ من ثلوجٍ في نشيحِ أذكري ذاكَ العشيقَ الذي ما فارقَ المجهول إلا كان فيهِ كالسجى نهراً غريقا عاد لوخ نَسْ الى أحياءِ بغدادَ , يا ألفين حسرهْ يّبْلعُ الحيتان والاطفالُ كالاسماكِ مَهْرَهْ عاد يسقينا حريقا أيّ حوتٍ مُثلُ هذا أهْوَ كسرى أم يهوذا ياوفيقهْ أنت يا أحلى رفيقهْ إسألي إقبال عني يا رقيقهْ إسأليها عن فلولِ النازحينَ خلفَ أغوارِ المدينهْ عن دمارٍ حلَّ بينا إسأليها عن بُثيْنَهْ إسأليها أينَ بغداد الحزينهْ أهْيَ زهرٌ في حديقهْ أم رهينهْ أخبريني يا وفيقهْ واخبري السياب أجراس الحقيقهْ غصب عني أترُكُ الدنيا السحيقهْ كلما أحببتُ قلباً غاب عني يا صديقهْ
|
| |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |