شعر

أنتصار الطف
 

الدكتور نوري الوائلي / مؤسسه الوائلي للعلوم نيويورك

Noori786@yahoo.com

أهل ُالرسول ِخمسة ٌ تحت َالكسا ***هم ْ خيرة ُ الدنيا , عظام ُالمنقب ِ
هم أولياء ٌ حبّهم باب ٌ لنا *** مفتوحة ٌ نحوَ الجنان ِ الأطيب ِ
لن يدخل َ الرضوانَ من ينساهُمُ ***قطعا ً ولن ينجو بيوم ٍ مرعب ِ
أن قلت انّي واقع ٌ في حبهم ***أثبتْ بفعل ٍ لا تكنْ كالوارب ِ
حمدا ً إليك يا ألهي انني *** أحببتهم فيك َ بشوق ِ الأريب ِ
****
قف ْ باكيا ً طفَ الحسين ِ بعبرةٍ في قلب ِ منْ يشدو حياةَ َ الأنجب ِ
مرحىً لمنْ لبى نداءَ المبتلى ***بالفتح ِ منْ بعدِ المماتِ الأنكب ِ
أهلا ً بذكرى يوم فتح ٍِ بيّن يوم انتصارالموت ِ, يوم الأعجب ِ
يوم ٌ به قامَ الحسين’ واثبا *** يبني بموت ٍ عالما ً من أطيب ِ
مرحىً حسينُ المرتمي في تربة *** منه شعاع ٌ واهج ٌ في مغرب ِ
أبكى حسينٌ عزمهم في قتله ***قطعا يراهم في جحيم ٍ مرعب ِ
ثغرٌ ينادي للسما في ذلة *** خذ ْ يا الهي قلة ً من تائب ِ
قام الحسين’ لا لنفس ٍ ثائر *** بل ناهيا ً عن منكر ٍ أو مثلب ِ
موت ٌ يلوح ُ والحسين ُ نازفٌ *** بشرى لفتح ٍ قد أتى من واهب ِ
في نزعة الفاني وجرح ٍ مثخن *** والنطقُ لا يقوى لقول ِ الناحب ِ
نادى حسينٌ أبعدوا عن خيّمي *** فيها نساءٌ وعليلُ النادب ِ
جيش ٌ نوى إما قتالٌ مفزعٌ *** أو يأسر الأحرار في ذلّ السب ِ
قام الحسينُ خاطبا ً في حشدهم ***نصحا ً لهم أورشدهم من شائب ِ
قال الحسينُ لا حياة ًَ نرتجي *** فيها دعي حاكمٌ في منصب ِ
رأس ٌ على رماحهم كالبدر في *** ليل ٍ تعالى حلكة ً في مغْيب ِ
***
عملاقة ٌ يا وثبة َ الأحرار في *** كون الحسين قائدا ً بالمركب ِ
يا زينب ٌ كم فيك من صبرٍ على يوم ٍ تسوق خيل موت المخضب ِ
هذا حسين ٌ ذاك عبّاس ُ الّذي *** وافى وفاءا ً يا له من واهب ِ
بالوعظ والسيف أصان الدينَ لم يخشَ جيوشَ الظلم عالي المنكب ِ
حامي النسا والطفل سيف ٌ هاشمي *** بنْ حيدر الكرار, ليثُ الطالب ِ
قد ذاد َ حتى قطعت أطرافه عبّاس ُ يا جيش َ الحسين الضارب ِ
عطشان ُ يا عبّاس ُ والماءُ جرى *** من كفك الممْلوءِ لذ ّ المشرب ِ
***
هبّ الحسينُ ثائرا ً في زمرة *** فيها أناس ٌ كالأسود المغضب ِ
سبعون فردا ً في عراءٍ كونوا جيشا ً لهم يحوي عتاتَ الواصب ِ
فيهم رضيع ٌ يعطش ُ في مهده *** فيهم شيوخٌ شيبهم في شاحب ِ
ضمّوا بفخر ٍ نسوة ً قد جاهدت *** بالنصح والسيف جهادَ الأوجب ِ
لبوا نداءَ الحق من ايمانهم *** كانوا ولا زالوا دعاة َ الواهب ِ
عاشوا دواما ً في قلوب ٍ قد حوت *** في ودّها حبا ً إلى أهل النبي
صاروا نجوما ً يهتدى في نورها ***من ظلمةِ الجهل وعيب الأعيب ِ
هبوا جهادا ً يا لهم من زهّد *** باعوا حياة ً في سبيل الواجب ِ
وافوا كراما ً للحسين المبتلى *** في ليلة ٍ لم يهربوا كالخائب ِ
ضحوا لأن الدين أضحى غائبا *** بالحكم أو أضحى بثغر السالب ِ
لم يخلدوا بالذبح في ظلم ٍ جرى *** بل خلدوا بالوثب ضد الغاصب ِ
ماتوا على نور ٍ ومن أنوارهم ***هدي ٌ يعيد الناسَ نحو الأصوب ِ
مرحىً كهول الطفّ من بدر ٍ الى ***صفين قاتلتم شرار النصّب ِ
لا لومة أو لمزة قد عاقهم ***لم يثنهم حشدُ البغاة المحزب ِ
هبّتْ بيوم ِ الطفّ أنصارُ الهدى *** تعطي لأجل الدين دمّ الأنجب ِ
مرحىً لكم عشتم ليالي موتكم ***فرحا ً ليوم تقتلوا من مذنب ِ
لن يتركوا فرضا ً وهم تحت الردى ***كالنحل في ذكر ٍ وهم في ساكب ِ
يا معشرَ الأبطال يا أهل التقى *** تبقون دوما ً رفعة ً في مثوب ِ
قد فزتمُ من بعد موتٍ يرتجي ***تعديل نهج الدين نحو الأصوب ِ
خير العطاء قدموا أهل التقى رغمَ الدجى شعّوا وهم كالكوكب ِِ
***
جاؤوا بجيش ٍ سيفهمُ من بهتهم ***يبدو بكذب ٍ أنه كالصائب ِ
جند ٌ مع القواد قد ضاعوا بلا هدي ٍ فهم في حقدهم كالعقربِ
جاءوا وسيفُ الجهل في ايمانهم غدرا ً أناخوا غلهم في غالب ِ
لكنهم خزيا ً رأوا من كيدهم *** خابوا إلى نار ٍ وسوء ِ الغارب ِ
بغي ٌ بلبس مؤمن ٍ في شكله قد عاثَ في الأرض فساد المذنب ِ
يا ويلهم باعوا برخص المال أو *** بالوعد في ملك الديار الأطيب ِ
باعوا جنانَ الخلدِ في خزي ٍ فلا *** فازوا بدنيا أو بدار ٍ أصوب ِ
***
كم شاعر أو كاتب أبكى دما ***طول القرون في نحيب الخاطبِ
ابكوا وشقوا في صدور ٍ وانتهوا *** لطما ً وضربا ً بالحديد الملهب ِ
لم يخرج الأيمانُ في وثب ٍ إلى *** موت ٍ لأجل لاطم ٍ في موكب ِ
أبكِ وما للدمع ِ من جدوى اذا *** لا زلتَ لم تتبعْ حماة َ الذائب ِ
ما قيمة ُ الدمع بيوم ٍ قد روى نصرا لأهل الطف ّ,سحق الغاصب ِ
ياليتهم عرفوا بأن القتل لن *** يعلو بخلد ٍ يوم طف ّ الصائب ِ
خذ واعيا درسا وكن في موقف *** تأبى حياة ً كالذليل المتعب ِ
يا وائلي قمْ من ممات ٍ ناعيا ***من منبر ٍ يرثي حسين المسلب ِ
بالعلم والآبداع قد غيرت في ***فهم ٍ لطف النصر ضد العائب ِ
قد غير العالي بك ذا منبر ***من بعدها صرتم لسانَ المذهب ِ
***
يا يومَ عاشوراء يا يوم به *** ضدان قد خاضا قتالَ الأشطب ِ
قارن بصدق ٍ بينهم في حكمةٍ *** هل يستوي نبل ٌ تجاه النصّب ِ
فيها ولادات ٌ لقوم ٍ قاوموا *** بالسيفِ اثما يهدم في محرب ِ
منها دروس قد حوتْ أمجادَ في ***نبل ٍ وفي حربٍ عظيم ِ المأرب ِ
أرضٌ حوتْ كرا ً بلاء داميا ***قطعا ً وذبحا ً بالقنا والناشب ِ
أرض ٌ بها قبرٌ له تحبو على *** أكتافها قوم ٌ سعت ْ للمركب ِ
يا وثبة ً هدّتْ عروشا ً في ضحىً ***مبنية ً بالزور, كذب الغاصب ِ
تجري كموج ٍ في مياهٍ هادر قد فار من شمس ٍ لساح ِ المغرب ِ
لن يصمد البهتانُ في تضليله ***قطعا ولا يقوى بدون الكذ ّب ِ
في كل يوم ٍ ترتوي أرض الهدى ***من نحرنا نزفا ً بسيفٍ يعرُب ِ
يا قلعة َ الأبطال يا أم الردى ***يا مولدَ التاريخ مولدَ أنجُب ِ
من يومك الإسلامُ أضحى يومنا ***منه يخاف الظلمُ خوف الهارب ِ
نصرا ً أعزّ الدين في تطبيقه ***يبقى لدنيا الشر سيفَ الأنسب ِ
يا حاملي الفرقان يا أهلَ التقى ***يا ملة َ الإسلام يا نهجَ النبي
احبوا لأخذ الدرسَ من طف ٍّ به ***إنقاذ ُ من نار الحميم المرعب ِ
نحن الموالون َ لنا شوق ٌ إلى نصر ِالحسين ِ يوم َ طف ّ القاضب ِ
يا ليتني كنت ُ شهيدا مثلهم ***أنجو بأهلي من حميم ٍ مرعب ِ
يا ليتنا بالطف ّ كنّا مثلهم *** نعطي دماءا ً للسما في منقب ِ
أن كنت ترْجوا جاهلا ً أو عاصيا *** أو تاركا ً للفرض أو للواجب ِ
هذه أماني لا تقدم نافعا ً *** للدين قطعا ً أو لحال النادب ِ
لا ترتجي يا ليتنا كنّا بها *** بل فوزنا بالسير خلف المركب ِ
محْلى أمانينا اذا كان بها ***تطبيق فكر الطفّ شرْع الواهب ِ
في كل يوم ٍ حولنا طف ّ بها *** تفدى قرابين على نهْج النبي
أمضي بعزم ٍ حاملا ً من نورها وهجا ً يُضئ الدرب نحوالآصوب ِ
واجعلْ بفكر الطفّ دربا ً للهدى *** تجني بعزّ الدين خير المكسب ِ
 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com