شعر

ألى أديب العراق الاستاذ يحيى السماوي

د. نزار أحمد / مشيغان / الولايات المتحدة الامريكية

Nezarahmed61@yahoo.com

أيها النبع المغني كنشيجٍ فوق أشلاء السكونْ

في تباريح عراقي الغائب المخنوق في ليل الظنونْ

تحضنُ النبرات صرخات الزهاوي

ترقبُ الآمالَ في غيلول جيكور الحزينْ

يعكس الموج عليها

ضحكة الطفل اليتيمْ

وابتساماً حالماً

ظلَّ يهذي قهقهاتٍ

في ظلام الصبح تطويها

كنجمٍ غامضٍ

أسراج أشباح السنينْ

أيها الحرف المغردْ

يا مصابيحاً أضاءتْ

نعسة المنفى بشلال الحنينْ

تسألَ الاوراقَ عني

كيف حالي

من أكونْ

فأنا مثلك يا صوت القصيدهْ

فاقدٌ رشد اليقينْ

أختفي خلف ليالٍ

نَسِيَ الممشى سناها

يتناىء الكأس عنها

عن رباها عن هواها عن سماها

بين روجٍ ريحهُ العذب مَساها

وشموعٍ ضوئها اليأس سقاها

إنْ سقاها غير سقمٍ ما سقاها

غير لؤمٍ ما كساها

غير ذنبٍ ما شكاها

في شتاها

ودّع القلب ينابيع نَداها

فالشذى الأحول حولي

ليس فيه كركرات النهر أو حيْف النخيلْ

ليس فيه غمغمات العشق تَلوي حولها شمس الاصيلْ

فهنا الجدول يقتال الوتينْ

وهنا الضياء يقتات الجنينْ

تأكل الايام زفرات الضلوعْ

بأوانٍ من خشوعْ

بقرابٍ من دموعْ

تسكر الاقداح فيها

يشرب المجذاف منها

فوق شطآن العيونْ

في ثقال الليل أوتار القلوعْ

تتمطى أملاً فيه نداءات الرجوعْ

هل أعودْ

سأعودْ

ياترى حقاً أعودْ

فالظلام الحالك الاوراك يخبو

خلف أطواق الجنونْ

راجعاً أني اليهِ

فوئام الوغد في الافق تبدى

هكذا قالوا ولا زالوا ضجيجاً يزعمونْ

ربما والشك أنسٌ للظنونْ

إنهمْ في القول حقاً صادقونْ

سوف أمضي عائداً زحفاً إليهِ

قد يكون الدرب شوكاً ولهيباً ورمادْ

ويكون الفجر في سهْدٍ مطيلٍ ورقادْ

سوف أمضي عائداً حقاً إليهِ

أنتخي التسهيل من ربِّ العبادْ

فهناك الشمس لا تمشي غروبْ

وهناك الحزن موّالاً طروبْ

أفأليس اليوم يا تاج القصيدهْ

وعبير الشعر والروح الشريدهْ

كلُّ ما نهذي يُسّمى

في لغات الشعر أبيات الجنونْ

فإذا تسألَ عني

من أكونْ

فأنا مثلك يا حنجرةً

لا تعرف الترتيل في  وادي السكونْ

في بلادٍ لم تكنْ يوماً دياري

أهملتني وتناستني السنونْ

في فراغٍ متعبٍ ينهل آهات الرنينْ

إنهمْ كانوا ولا زالوا جميعاً نائمينْ

في البوادي والبراري والبساتينْ

يمضغون الخوف في مرعى السجونْ

هل أعودْ

وأنا تلك السجونْ

هل أموتْ

وأنا ذاك السكونْ

هل أعيشْ

وأنا ظلُّ اليقينْ

هل أقيم الشعر والشعر ضجيج الذكرياتْ

غنوةٌ تغفو على جرحي ونزف المفرداتْ

ليس فيها غير تخدير الذهونْ

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com