شعر

رفيقة عمري

د. نزار أحمد / مشيغان / الولايات المتحدة الامريكية

Nezarahmed61@yahoo.com

بمناسبة عيد الحب, هدية متواضعة لمن تحملت حماقاتي خمسة عشر عاماً

 

سِنادُ مَلئتِ القلبَ شوقاً ظليلا

وقصَّرتِ سقماً طالَ فيهِ دؤولا

ووَطَّنتِ مجراً في الوتينِ صبابةً

وأخفيتِ فيهِ للوئامِ عذولا

وأصبحتِ أنسًا للغرامِ وساقيًا

وقبلكِ كان الأنسُ كأسًا كسولا

فكمْ سَكَنَتْ في القلبِ منكِ جداولٌ

من الشوقِ أتلوها إليكِ رسولا

لَجأتُ إليها إنها أوّلُ الثرى

ومعتقلي والغلُ صار سليلا

فأيعنَ غضنٌ كان قد فارق الصبا

وكان إليهِ السهدُ يخبو دخيلا

سماوية الإخلاصِ قدسية الهوى

فإنْ غابت الأنهارُ صُرتِ البديلا

فشعركِ  والمنسوج منه أحبّهُ

كعينيكِ خمْريْ لونه وطويلا

أرى كلّ أحلامي عليهِ تَمدّدتْ

تغازلُ في شوقِ مساءاً جليلا

فما أجمل الحلم الجميل إذا مشى

 بجفنيكِ أعواماً وظلَّ غليلا

أتيْتِ وقد طلَّتْ جميع خوافقي

وأندَيْتِ فِيَّ الياسمين فصولا

أحسّكِ نبْعاً لمْ يرَ القلب مثلهُ

تحدثني عيناكِ همسًا مطيلا

أميرة عمْري وابتسام مشاعري

على شجر الدفلى تَركتُ دليلا

أعلّقُ غيداء العرائشِ فوقه

أغني لهُ ليلَ الغرامِ وصولا

أقبلهُ فهْوَ الهيامُ أحَبّني

وقبل هواه قد عَشقتُ الرحيلا

فما عدتُ أزري ذكرياتٍ لغيرهِ

له ذكريات الأمسِ أوحتْ طلولا

فكل ضياءاتي الخوالي نهايةٌ

إذا ما تَمتّتْ شمسكِ المستحيلا

سألت قصيد الشعر عنكِ صراحةً

فقالَ: تمَهَّلْ في السؤالِ قليلا

فإنَّ التي ساءلتني في وصافها

عيون المها لو قلتُ صرتُ خجولا

رفيقة دربي واستتار عواطفي

علاقتنا أحْيَتْ بقلبي الصهيلا

 رسائل خضرٍ للحنينِ كتبتها

زرَعْتُ عليها زهدَ نفسي نخيلا

أطرّزُ منها لليقينِ حكايةً

أقبلها ما كنت عنها كليلا

فقبلتها تسعاً وتسعين قبلةً

وكنت بأمري مهملاً وعجولا

وعانقتُ معناها بسلوى معانقٍ

إذا عانق المحبوبَ عانق جيلا

وغلفتها أفلاكَ روحي نوافذاً

إلى كروان العشق  ريحًا شمولا

وقرَّبْتُ أوجاع  المسافات بيننا

وقصرتها تسعاً وتسعين ميلا

على خملة السرْوا نُشيّدُ بيتنا

كلانا نناغي فيهِ طيراً هديلا

ونَحْيا كعصفورين ما همّنا أسًا

وما فارق الغيث الغزير الحقولا

فيا زوجتي الأيام والحب ثروتي

وكلُّ ثراءٍ عاشقٍ لنْ يزولا

ثلاثة أطفالٍ حصيلة دنيتي

ورابعهمْ قلبي فشكراً جزيلا

هما مهجتي ,مشكاة عيني وزهرتي

ومن غيرهمْ كاد الفؤادُ جهولا

فيا غنوتي حاكَ الهوى قصةً لنا

يغني لها الفيروز لحناً جميلا

ويا حلوتي هذا الهوى ساق حولنا

جذائله السكرى وكوباً خليلا

لك المَيْسمُ الزاكي  وعمْري هديةً

فولله لنْ أرمي العطاء بخيلا

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com