شعر

منشغلٌ كان قبري

حسن رحيم الخرساني

almdar2211@maktoob.com

1

أصرخ ُ عبر محطات رؤوسكم

ليس لي هذا العالم ..ليس لي

فأنا أكره النور ... أمقت ُ الظلامَ

أمقتكم جميعاً ـ أيّها الترابيون ـ

اليوم

أحتفلَ البرد ُ بغياب القمر

لهذا رقص َ بلا توقـف

مُعلناً قيامةَ اللّذة وسماء الحالمين

أمس

ألتهم بثلوجهِ شرايينَ الأرض

راسماً قامته ُ البيضاءَ

دونَ ضباب ٍ يُذكر

أنتفضتْ نملة ٌ مراهقة

لتكشفَ سوادَ العالم

خلفها حفنة ٌ من العناكب

وأرامل ٌ تُهرول

قال صاحبي

أبحث ُ عن ثوبٍ

يناسب ُ جمال َ الصمت

ومطر ٍ اغسلُ فيهِ صراخي

2

هذهِ المساحة ُ من الذاكرة

تختزل ُ صياح َ الديكة في العالم

تختزل ُ تأوه الذين يضاجعونَ

نساءهم بعدَ جهد ٍ جهيد

تختزل ُ رطوبة الخصيتن على دكة الحكم

تختزل ُ كارثتي أنا ..أنا

تلكَ الجثة ُ التي تركضُ في عيونكم

وتبحث ُ عني

هذهِ المساحة ُ تتمطى .. وتطحنني كلمات

هذهِ المساحة ُ لاريب َ فيها

هذهِ المساحة ُ بطونكم .. أيّها المشوهون

تحت الفروج .. الفروج

التي تصطك ُ على أفواهكم

وتنفخ ُ فيها سرَها الدفين

هذهِ المساحة ُ تلتهم ُ قامتي

وترسم ُ لكم موتَ بابل .. وسقوط َ مردوخ

على أبواب القرن الحادي والعشرين

إنها لعبة ُ الشياطين

لا ناقة لي فيها ... ولا قارب

لماذا ـ أيَّها العظيم كلكامش ـ

زرعت َ في سواحلي صوتكَ الخالد

ثم تركتني بينَ القردة ؟؟

جعلت َ أنكيدو حقلَ تجارب ..؟؟

لماذا ـ أيَّها العظيم ـ

ينزل ُ الفرات ُ عن عرشهِ

ودجلة ُ أرملة ٌ بلا وطن ..؟؟

لماذا العصافيرُ تبيع ُ اَصواتها لقاءَ الخبز ..؟ لماذا النخيل طلق َ الرطب وفتح َ ساقيه للرمال لماذا أنا ـ تلك المساحة ـ وانتَ ـ أيّها العظيم ـ كالمساء!؟ قال صاحبي ..

اليوم أُداعب ُ الحافي *

حتى أتركَ هذا السيلان

يجرف ُ جميعَ خسارات الامة العربية

3

انتزع َ صوتَه ُ توهجي

وقادني بمسلتهِ إليهِ ـ إنه ُ حمورابي ـ

أخيراً أشترى تنفسي ..لكنـه ُ

اقتلعَ رأسَه ُ وغادرَ القاعةَ

غادرَ بقامتي

وأنا أكتب ُ نهايةَ َ المهاجرينَ

قالَ صاحبي..

كلهم

ومضى ..!!؟

4

صفقوا لي

إنني كبيرِكم الذي يُعلمكم السحر

صفقوا لكم

إنكم أصابعي

التي أذبحُ بها الجميع

قالَ صاحبي..

منشغل ٌ كان قبري

لهذا منحوني

أجازة ً عاطلة

5

أبتسم َ الخوف ُ على مرايا شعرها الجميل

حركتْ انوثتها قليلاً

أصطدمتْ الشمس ُ بفحولتي

لبسَ الهواء ُ أرتباكنا

قالَ صاحبي..

لاتخفْ

إن ّ البحرَ معنا

6

ساجد ٌ بأتجاه النوافذ

تدخلُني أمرأة ُ العزيز .. يتكسر ُ خجلي

قالت زليخة..

أنا قميصُكَ أيها النور

قال نسوة ٌ لايديهـن

لاعلمَ لنا ـ سبحانكَ ـ إننا ذاهبون

لم يقلْ صاحبي شيئاً

قالتْ سبع ُ بقرات

إنّه ُ المتنبي

والرحلونَ هم ُ.

7

في النوم تجد ُني ناقتي

ترسمُ قبة ً من ذهب .. أقولُ لها ..وأنا

يشتعل ُ الشيب ُ في عيونها

تسقطُ ُ دمعتي .. يذوب ُ الظلامُ

وناقتي .. ورائحة ُ الموتى

قالَ صاحبي

أدخلوا قلبَه ُ آمنين

8

ونقدف ُ بالخوف ِ على أراوحنا

فاذا بنا راحلون

قالَ صاحبي

إنكم وأحلامكم

لميتون.

9

ثمهَ وطن ٌ يحرث ُ عاصفة ً

عاصفة ٌ تحرثـُه ُ

قالَ صاحبي

لغة ٌ تتهجى الحرب .

10

بمزاجها الليلي تفرش ُ ألوانَ النجوم

وتحرص ُ كثيراً على أن لا تنتمي

إنها سماء ُ الحلم

أحالتْ شوارعي إلى نبيذ

وقلقي إلى طفل

احالت ْ أصابعي الى طيور ٍ تغني

قال صاحبي..

أنت َ جسد ٌ للحرب

وجسد ٌ لوردة ٍ من نخيل.

11

تنفخ ُ بأصواتها الأنثوية

وبكل ثقة ٍ تحرق ُ الاخرين

إنها المطلق ُ الثابت ُ

تفرشُ أبتساماتِها على الريح

لتنتهي بكَ صوب كهوف ٍ نائمة ٍ

وبكل ثقةٍ تدخل ُ رأسكَ العاق

كي تحفرَ الدخان َ

والحرب َ

وقائمةَ َ الموتى

إنّها طيفكَ الغريب

تنفخ ُ بأصواتِها

وأنتَ بلا نافدة

تحاصرُ السماءَ بيدين ِ مبتورتين

لعلكَ تفوز ُ بالبحر

وبكل ثقة ٍ

تشتعل ُ أمامَها

راسماً

نهاية ً للشعراء

قال صاحبي..

إنّها وجهكَ القادم

وشئ ٌ من الجنون.

12

عاريا ً .. لا شأنَ له ُ إلا رغيفاً

يغسلُ الرمادَ الملوث َ

يسحب ُ مفتاحاً لفيضاناتٍ أمويةٍ

تحت شمعةٍ عذراء

عاريا ً كالظلام .. في بلاد ٍ

باركها الشيطان ُ بالصيحة ِ .. والرحيل

قال صاحبي..

أمنحو أحزانَ السنابل

شارة الحزب **

فالشهيد ُ

كوكب ٌ للتراب.

13

أفتح ُ الليلَ حتى أعانقَ وحدتي

منفردا ً .. مبتلا ً بالحب إلى دجلةَ

وإلى دجلةَ طبعاً

أفتح ُ وحدتي لبقايا حلمٍ ٍ

يرقد ُ فيهِ وطني

تفرُ عصافيري العطشى .. وتغني

أفتح ُ وجهَ العالم .. ينزلُ مطر ٌ

يكتبني قبلَ الشمس

قالَ صاحبي..

أصواتنا غائبة ٌ

وأنتَ تصلي.

14

على أكتاف الألم

أحمل ُ أبراج َالروح

وألقي بها من النافذة

لتشبع َ السماء ُ بهذا النزيف

قال صاحبي..

إنّه ُ الغيث

وأكد َ على ـ الثاء ـ الثابتهَ

في أنوف القادة .

15

في القلب

ثمة َ طائرٌ بوردة الروح

لَه ُ لغة ٌ لا تغيب

يهاجرُ معي .. معي

أينما أقيم.

16

الكسوف ُ هنا .. الخسوف ُ هنا

في الحرب يرسمنُي الرطبُ نهراً

ويصرخُ : إنّه ُ الحلم

قال صاحبي..

تلكَ رؤيتي في آذار1990

17

حالما تنهض ُ الروح ُ

أقفُ على طريقة القمر

مارا ً بالمسافات النائمة

أفرش ُ وجهي على جسد الفضاء

وأسافرُ وحدي ... وحدي

مثلَ نجمةٍ خانها الجميع ُ ..!!

قال صاحبي..

الجلوسُ على الصمت

إنتهاك لحرمة المطر

18

للأنوثةِ الذابلةِ على شفاه النساء

ولطفلةٍ تفرشُ القصائدَ

على طريقتها المكتظةِ بالحروب

أنزل ُ من قمةِ الرأس..

للمجانين الذين يلعنونَ الهواءَ

لتورطهم بالحياة

أرسم ُ قمراً بلا جسد..

للمهاجرين الذين نسوا طفولتهم

في الوطن

أشتري الذكريات من النخيل

قال صاحبي..

أُ جهضتْ دجلة الخير

والفرات

تحت الإقامةِ الجبرية.

19

أتوغل ُ في الريح

أحصد ُ أرتعاشَ الضوضاء

من عتبة الألهة

أفرش ُ ألوهيتي للعاصفة

وكلما أتوغل ُ .. تبدأ رحلتي

قالَ صاحبي..

لن يزولَ النهار

وأنتَ كاهن المعنى

الصاعد ُ من بابل .. كنهرٍ

يترنح ُ من الدم ..!!

هامش:

ـــــــــ

* الحافي..إشارة إلى فحولة الرجل

* شارة الحزب..تمنح من قبل السلطة العراقية في عهد الدكتاتور صدام حسين لعوائل الرفاق الذين يموتون في سبيل الحزب

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com