|
شعر ثالثة الانهيار د. صدام فهد ألاسدي / البصرة
ربّـاه قـد مسـح الأذى أهـدابي
وتعثرت خـيل الأسـى بسـرابي
لـي واحـة رفـّت منابع روحها
وتسـلقت شـجر الغضى لعتابي
والريـح إن مدّت حراب خرابها
سـترى العجـائب كلـها بترابي
والحـرب تحتاج الجـراح لكبدها
أرأيـت سـيفا منعـما بخضـاب
ما السـيف بالأحـجار يكبر قيمة
سـيكون أعـلى قيـمة بضـراب
وكـذاك وجه الشـعر يبقى عاريا
مهـما ستسـتر ضـعفه بثـياب
كصدى المحارب حين يشهر سيفه
فالخـوف يسـبح قبـله بركـاب
مَنْ يطـعم النيـران نزفـة غيره
مهـما افتـدى لا ينتـهي بثواب
والماء ليـس المـاء يروي ظامئا
لو كان يغسـل ملحـه بشـرابي
تبـّـاً إلى الأيـام تعلـن حربـها
قامـت تجـرّب لســعها بحرابي
تبـاً إلى الأمطـار تسـقط مزنها
وتصـبّ داء السـلّ في الأعشاب
فالكـأس تسـكر فـي فـم متحجر
وتظـنّ أصـل السكر في الأعناب
والمـوت كالأوراق تسـقط فجـأة
مهـما سـتقرا حـدة الأســباب
واللـيل مهـما طـال يكشف فجره
خطوات سـحق الشـوك للحطاب
تتحـدث الأيـام عـن أمراضـها
تبّـاً على المحسـوب من أحقـابي
تلـك العقـيم أخـاف من تاريخها
عـذرا إذا ألقـيتـها أنســابـي
أين الصدى المعدود بل أين الذرى
كانـت خطـابا زائفـاً لجـوابي
تبّـاً يراعـي ليـس يحسن خطه
تبّـاً لحـبري صــار مثل الناب
عسـل المنـايا نحــله قربـانه
أو كيف يمنـح طعـمه لذبــاب
الأمـس يعلـك بالـردى سـيّابنا
أرأيـت مثل متاعـب الســيّاب
العـدل وسـط النار يلقف روحه
وأراك تأمـل مزنـة بسـحابـي
قد صـوّحت آمال عمري بالردى
ونعـت ضـياء رمـادها بشهابي
يا كذبـة في الكون صارت منهجا
ضحـكت على الأشرار والأطياب
أبـواب تلـك النـاس حراس بها
وأنـا تعيـش غريـبة أبـوابـي
أمنـت عنـد الله أرضـي فابتلت
غابـي ابتـلى من شـلة و ذئاب
في أذرع النـار اللـظى يغتالني
تلـك الحـرائق حصتي و طلابي
والأرض يسحقها الأذى بعد الأذى
سـيان عنـدي لحظـتي وغيابي
تبـر تراب فضــة در فقــل
سـجدت إليه قداسـة المحـراب
ألف من السـنوات تطلق أرضنا
كم أجهضت بـ(مسـيلم الكذاب)
مثل الحسـين فليس يأتـي ثانـيا
يبقى الحسـين خلاصة الأصلاب
لو تسال القرآن عن شـجر التقى
سـتقص هـذا سورة الأحـزاب
حسـبوا يضـيع الدم من قرباننا
والكـفر يأمـل صـيحة لغـراب
فليحـترق زمـن الخطيئة وحـده
فالشـمس تضـحك للمدى المنساب
مجـلت يـد الأيـام من فر الرحى
بيـد البتـول أصـيلة الأحسـاب
تلـك الأثـافـي بالثـلاثة قيـدت
أجــذاذها كم فـتت برحـابـي
اشـطب من التاريخ وصمة عاره
واركـب إذا شـئت النجـاة ركابي
اشـطب مـن اللـغة الكلام جميعه
واصـرخ دخـيلا عند داحي الباب
|
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |