شعر

أبيات في عقوق الوالدين

المهندس: علي محسن حساني

ummuhsin2004@yahoo.com

دونك أبيات مثقلة بالعتاب أبكت رسول الله (ص) إذ اقبل عليه رجل يشكو عقوق ابنه بعد أن قويت شوكته وعجز أبوه. والملاحظ من هذه الأبيات أنها لاتتطرق – كما فعل من كتب في هذا الموضوع جلهم – إلى العاقبة التي تنال عاق والديه، بل تنبهنا إلى حقيقتين  اجتماعيتين: الأولى مفادها إن كل إنسان يعيش ،حتى مع  أفراد أسرته، معيشة تكافلية  مبدئها الأخذ والعطاء.والإنسان محتاج إلى البشر كلهم إذا ضعف وخصوصاً الاقربين. ويشابه هذا القول ما كتبه ارنست همنغواي: ( ليس ثمة رجل في حد ذاته جزيرة متكاملة، كل إنسان قطعة من قارة.جزء من الكل الواحد. وميتة رجل تصيبني أنا أيضاً بنقص لأنني مرتبط بالجنس البشري).

وأما الحقيقة الثانية فهي نكران الجميل الذي يبديه الإنسان تجاه أخيه الإنسان الذي مد إليه يده يوماً ما، فلما انتهى من حاجته أدار له ظهره وتناساه.. ولك أن تتخيل مقدار الألم والحسرة اللذان ينتابان فاعل الجميل بعد تلقيه هذا الجزاء، فما بالك بحسرة الأب المطعون بغدر ابنه.. وإليك هذه الأبيات مدار حديثنا، سائلاً الله أن يرحم آباءنا وآباءكم الأحياء منهم والأموات إنه سميع مجيب:

 

غذوتك مولوداً وعلتك يافعــــا                        تعل بما أُدني إليك وتنهـــــل

إذا ليلة نابتك بالشكو لم أبـــت                       لشكواك إلا ساهراً أتملمــــل

كأني أنا المطروق دونك بالذي                       طرقتَ به دوني وعيني تهمل

فلما بلغت السن والغاية التـــي                      إليهما ما كنت منك أؤمــــــل

جعلت جزائي منك جبها وغلظة                      كأنك أنت المنعم المتفضـــــل

فليتك إذ لم ترع حق أبوتـــــي                        فعلت كما الجار المجاور يفعل

فأوليتني حق الجوار ولم تكـــن                      علي بمال دون مالك تبخــــــل

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com