شعر

في ذكرى منبع المثل

سامر هشام سكيك

http://samer.aklaam.net

ماذا يُخَـطُّ لذِكْـرى مَنْبَـعِ المثُُـلِ * * * وهلْ هُنـاكَ ثَنَـاءٌ بعـدُ لـم يُقَـلِ

وهل مَضَى شُعَـراءُ المَـدْحِ قاطِبَـةً * * * إلا تَبَـارَوا بِذِكْـرَى خَاتَـمِ الرِّسـلِ

يا مَوْلِدَ النورِ في دَيْجُـورِ غَفْوَتِنَـا * * * ما زلتَ شمسَ الهُدى في لُجَّةِ النِّحَلِ

أدرَكْتَ تِيهَ الـوَرَى إذ قُـدْتَ أفئـدةً * * * نحوَ السَّماءِ ببُشْرى أعْظَـمِ المِلَـلِ

فانداحَ سَيْلٌ من التَّوحيدِ فـي مُـدُنٍ * * * فعُوفِيتْ شِيَـعٌ ضاقَـتَ مـن العِلَـلِ

لـولاكَ مـا شَغَـلَ العُبَّـادَ بارئُهـم * * * وما اسْتَوَى في العُلا دِينٌ مِنَ المُثُـلِ

صلَّى عليكَ الأُلى من نورِكَ اعْتَمَرُوا * * * ومِنْ شَمَائِلِـكَ ازْدَانُـوا بـلا كَحَـلِ

علَّمتَهُـمْ أَنَّ كِبْـرَ النَّفْـسِ غائِلُهَـا * * * لَكِنَّ عِزَّتهـا تَسْمُـو عـنِ الجَبَـلِ

ما بينَ وَجْهِ الرَّدَى أو وَعْدِ جنَّتِهِـم * * * كانَتْ بَصَائِرُهُم تَصْبُـو بـلا وَجَـلِ

أعداؤُهُ بُهِتُوا مـن بـأْسِ صُحبَتـهِ * * * عندَ الوَغَى فارتَمَوْا من شِدَّةِ الوَهَـلِ

وإذْ عَفَا عنهُـمُ فـي فَتْـحِ مَكَّتِـهِ * * * في الحَالِ قالُوا تَبِعْنا دِيْنَ ذا الرَّجُـلِ

أنتَ الفَقِيرُ الـذِّي أَغْنـى مَدَائِنَنَـا * * * بالطُّهرِ والمجْدِ والفُرقَـانِ والأَمَـلِ

أنتَ اليَتِيمُ الذي أَجْـرَى لنـا أدَبـاً * * * والنَّشْءُ يَنْهَلُهُ فـي سَائِـرِ الـدُّوَلِ

أَلَّفْتَ بيـن قُلُـوبٍ كـانَ ينزَغُهـا * * * جَفْوٌ وبَغْضَـاءُ تُذكي ثَورةَ الغِيَــلِ

مهْما مَضَى زَمَـنٌ فالنُّـورُ سُنَّتُـهُ * * * نَقْفُوهُ كَيْ نَحْتَمِي من سَـوْأَةِ الزَّلـلِ

وكيفَ تُلْتَمَسُ التَّقْـوَى بِـلا قَبَـسٍ * * * تَتْـرَى لآلِئُـهُ فـي حُلْكَـةِ السُّبـلِ

ما أسْـدَلَ الَّلـهُ مـن آلاءَ أكرمُهـا  مُحمَّـدٌ سَيِّـدُ الأَكْـوانِ والـرُّسُـلِ

مُحَمَّدٌ مَنْ دَنَا مـن عـرْشِ خَالقِـهِ * * * في سِدْرَةِ المُنْتَهى في أرْفَـعِ النُّـزُلِ

مِعْراجُهُ هِبَـةٌ لـم يُـؤتَ حَظْوتَهـا * * * أيٌّ مِـنَ الأنْبِيَـاءِ الـشُـمِّ و الأُوَلِ

قد شقَّ بدرَ الدُّجَى والقَوْمُ في عَجَبٍ * * * والمَاءُ مِنْ يَـدِهِ يَنْسَـابُ كالهَطِـلِ

أَكْرِمْ بما في خِصَالِ النُّورِ مِـنْ دُرَرٍ * * * فَهْوَ الأَمِينُ و فِيهِ مَضْـرِبُ المَثَـلِ

الصَّادِقُ العَاقِبُ المعْصُومُ مـن زَلَـلٍ * * * المُصْطَفى الحَاشِرُ الماحِي قَذَى الدَّغَلِ

أَدْلـى بمنهجِـهِ فـي بحْـرِ أُمَّتِّـهِ * * * ففاضَ بحرُ الوَرَى مسكا ًعلى عَسَلِ

و أَقْبَلَ الجِـنُّ فـي تَـوْقٍ لِدَعْوَتِـهِ * * * يُعَاهِدُونَ الهُدَى كَفّـاً عَـنِ الدَّجَـلِ

صلَّى عَلَيْكَ الضُّحى واللَّيْـلُ أَنْسُمُـهُ * * * والبدْرُ و البيدُ والأَغْصَانُ في الأَسَلِ

وكُلُّ ذِي نَفَسٍ في الأَرْضِ مُرْتَهَـنٌ * * * صَلَّى لذِكْـرِكِ فـي حِـلٍّ ومُرْتَحَـلِ

فالوجدُ يا مَوْئِلي يَهْمِي على مُدُنـي * * * وقلبيَ الصَّبُّ عن نَجْواكَ لـم يَمِـلِ

والحبُّ للمُصْطَفَى لا الشِّعـرُ يدرِكـهُ * * * ولا دٌهورٌ مـن الإنشَـادِ و الزَّجـلِ

ولو جَمَعْتَ فُحولَ القوْلِ كي يَصِفُـوا * * * أفضالَهُ لَمَضَوْا في مَوْكِـبِ الفَشَـلِ

صلَّى عليكَ رَجَائِي يـا فَـداك دَمِـي * * * وسلَّمَتْ في رِضَـا إيمَـاءةُ الرُّسُـلِ

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com