ماذا يُخَـطُّ لذِكْـرى مَنْبَـعِ المثُُـلِ * * *
وهلْ هُنـاكَ ثَنَـاءٌ بعـدُ لـم يُقَـلِ |
وهل مَضَى شُعَـراءُ المَـدْحِ قاطِبَـةً * * *
إلا تَبَـارَوا بِذِكْـرَى خَاتَـمِ الرِّسـلِ |
يا مَوْلِدَ النورِ في دَيْجُـورِ غَفْوَتِنَـا * * *
ما زلتَ شمسَ الهُدى في لُجَّةِ النِّحَلِ |
أدرَكْتَ تِيهَ الـوَرَى إذ قُـدْتَ أفئـدةً * * *
نحوَ السَّماءِ ببُشْرى أعْظَـمِ المِلَـلِ |
فانداحَ سَيْلٌ من التَّوحيدِ فـي مُـدُنٍ * * *
فعُوفِيتْ شِيَـعٌ ضاقَـتَ مـن العِلَـلِ |
لـولاكَ مـا شَغَـلَ العُبَّـادَ بارئُهـم * * *
وما اسْتَوَى في العُلا دِينٌ مِنَ المُثُـلِ |
صلَّى عليكَ الأُلى من نورِكَ اعْتَمَرُوا * * *
ومِنْ شَمَائِلِـكَ ازْدَانُـوا بـلا كَحَـلِ |
علَّمتَهُـمْ أَنَّ كِبْـرَ النَّفْـسِ غائِلُهَـا * * *
لَكِنَّ عِزَّتهـا تَسْمُـو عـنِ الجَبَـلِ |
ما بينَ وَجْهِ الرَّدَى أو وَعْدِ جنَّتِهِـم * * *
كانَتْ بَصَائِرُهُم تَصْبُـو بـلا وَجَـلِ |
أعداؤُهُ بُهِتُوا مـن بـأْسِ صُحبَتـهِ * * *
عندَ الوَغَى فارتَمَوْا من شِدَّةِ الوَهَـلِ |
وإذْ عَفَا عنهُـمُ فـي فَتْـحِ مَكَّتِـهِ * * *
في الحَالِ قالُوا تَبِعْنا دِيْنَ ذا الرَّجُـلِ |
أنتَ الفَقِيرُ الـذِّي أَغْنـى مَدَائِنَنَـا * * *
بالطُّهرِ والمجْدِ والفُرقَـانِ والأَمَـلِ |
أنتَ اليَتِيمُ الذي أَجْـرَى لنـا أدَبـاً * * *
والنَّشْءُ يَنْهَلُهُ فـي سَائِـرِ الـدُّوَلِ |
أَلَّفْتَ بيـن قُلُـوبٍ كـانَ ينزَغُهـا * * *
جَفْوٌ وبَغْضَـاءُ تُذكي ثَورةَ الغِيَــلِ |
مهْما مَضَى زَمَـنٌ فالنُّـورُ سُنَّتُـهُ * * *
نَقْفُوهُ كَيْ نَحْتَمِي من سَـوْأَةِ الزَّلـلِ |
وكيفَ تُلْتَمَسُ التَّقْـوَى بِـلا قَبَـسٍ * * *
تَتْـرَى لآلِئُـهُ فـي حُلْكَـةِ السُّبـلِ |
ما أسْـدَلَ الَّلـهُ مـن آلاءَ أكرمُهـا
مُحمَّـدٌ سَيِّـدُ الأَكْـوانِ والـرُّسُـلِ |
مُحَمَّدٌ مَنْ دَنَا مـن عـرْشِ خَالقِـهِ * * *
في سِدْرَةِ المُنْتَهى في أرْفَـعِ النُّـزُلِ |
مِعْراجُهُ هِبَـةٌ لـم يُـؤتَ حَظْوتَهـا * * *
أيٌّ مِـنَ الأنْبِيَـاءِ الـشُـمِّ و الأُوَلِ |
قد شقَّ بدرَ الدُّجَى والقَوْمُ في عَجَبٍ * * *
والمَاءُ مِنْ يَـدِهِ يَنْسَـابُ كالهَطِـلِ |
أَكْرِمْ بما في خِصَالِ النُّورِ مِـنْ دُرَرٍ * * *
فَهْوَ الأَمِينُ و فِيهِ مَضْـرِبُ المَثَـلِ |
الصَّادِقُ العَاقِبُ المعْصُومُ مـن زَلَـلٍ * * *
المُصْطَفى الحَاشِرُ الماحِي قَذَى الدَّغَلِ |
أَدْلـى بمنهجِـهِ فـي بحْـرِ أُمَّتِّـهِ * * *
ففاضَ بحرُ الوَرَى مسكا ًعلى عَسَلِ |
و أَقْبَلَ الجِـنُّ فـي تَـوْقٍ لِدَعْوَتِـهِ * * *
يُعَاهِدُونَ الهُدَى كَفّـاً عَـنِ الدَّجَـلِ |
صلَّى عَلَيْكَ الضُّحى واللَّيْـلُ أَنْسُمُـهُ * * *
والبدْرُ و البيدُ والأَغْصَانُ في الأَسَلِ |
وكُلُّ ذِي نَفَسٍ في الأَرْضِ مُرْتَهَـنٌ * * *
صَلَّى لذِكْـرِكِ فـي حِـلٍّ ومُرْتَحَـلِ |
فالوجدُ يا مَوْئِلي يَهْمِي على مُدُنـي * * *
وقلبيَ الصَّبُّ عن نَجْواكَ لـم يَمِـلِ |
والحبُّ للمُصْطَفَى لا الشِّعـرُ يدرِكـهُ * * *
ولا دٌهورٌ مـن الإنشَـادِ و الزَّجـلِ |
ولو جَمَعْتَ فُحولَ القوْلِ كي يَصِفُـوا * * *
أفضالَهُ لَمَضَوْا في مَوْكِـبِ الفَشَـلِ |
صلَّى عليكَ رَجَائِي يـا فَـداك دَمِـي * * *
وسلَّمَتْ في رِضَـا إيمَـاءةُ الرُّسُـلِ |