شعر

العِرَاقُ عَلى مَدَاهْ

عالية البقال

alia.albakkal@hotmail.de

 العِرَاقُ أدْرَاجَا ً رُجُعَا مَجَاهِيْلُهَا الإنْتِوَاءُ

مُتَعَفِّرَا ً شَتِيْتِ الحُدُوْدِ عَصِيّ ٌ جَارَ مَدَاهْ

أضْيَعَ عُمْرَا ً بِهِ يَحْيَا تَعَدَّاهُ بَيْنٌ وَأطَالَهُ الثَّوَاء

وَعُمْرَ المُنْتَأى المُقَتَّرَا لا يَشْرَبُ

إلا أهْتَدَى عَلى كَأس ٍ يَنِشّ ُ بِيَدِ مُدَانِيْهِ البَلاء

تُنَبِّه َ الثَّمِيْلَ وَقَدْ نَشِيَ بِقَلِيْل ِ ذِكْرَاه

يَقْظَى صَحْوَتُهُ وَأعْيُنُ الليْل ِ نُوْمُهَا مُسَلَّبُ

يَا نَدِيْمِي أشْتَدَّ وَهَيُ دَاع ِ الهَوَى وَبَارَ الأحِبَّاء

يَومَ مَدَّ الحَبِيْبُ يَدا ً تَبْخَلُ لمَّا أيْسَرَتْ بَلْوَاه

وَقَلبُهُ فِي اليَدِ عَلى التَوُّدِيْع ِ شَحَّ يَتَقلَّبُ

يَعْلَمُ إذ أرْدَى حَمِيْلُ المَصَايِبِ تِيْهَا ً أعْيَا اللِقَاء

بِالمَدْمَع ِ تَوَاعَدْنَا يَمِيْنَ عَهْدِ العُوَّدِ

فَأنَابَ يَلْوِي بِعَهْدِ مَنْ لَمْ يَعِدْ رَدِيْفُ دُنْيَاه

وَمَألُوفُ صُوْبَِيْن ِ دِجْلةَ وَحَيّ ُ إلْفِ الصِّبَا شُهَّدِي

أغْمِضْ رَوَيَّا عَلى قلبِي فِي عِينِيْكَ كَلَفَ العَزَاء

كَحَّلْتَ بِحِبْر ِ دِيْمَاسِهَا الإثْمِدِ طَيْفَ رُؤيَاه

بِلِيْل ِ دَيَاجِر ِ الحَمُول ِ نَثرُ النَّجُوْم ِ سَوَاء

عُتْبَى عَلِيْكَ لِبَغْدَادَ مَخَايِلُ وَفِي الشَّوْق ِ أشْبَاه

فَاتَ أوْلاهُ يَجِسّ ُ وَأُخْرَاهُ عَلى بَعْضِي

يَدْسّ ُ بِذِي الشَّجَن ِ دَاءَا ً وَلا يَشْفِي بِنَجْوَاه

يَعْلوُ عَلى مُسَيَّبِ الذِّكَرَاتِ رَفَّ العَهْدُ وَالإبْتِلاء

عَلى الصَّبْر ِ لَجَّ رَوْعُ التَبَارِيح ِ إشْفَاقُ

وَالخِلَّة ُ ضّنَّتْ بَوَاحَا وَسَعيّ ُ اللوَاعِج ِ طُرَّاقُ

تَأوَّلَنِي الضَّمِيْرُ عَبْدَا ً يَأمُرُهُ وَيَنْهَاه

 وَأيَّامُ الخَلِيِّ إعتلَّتِ مَا لَهُنَّ بِهِ عُوَذ ٌ وََأدْوَاء

يُشْجِيْنِي رَخْوُ اللِيْل ِ مُوْهِنَا ً تَسَدَّاه

مُغْتَدِي أرَاهُ إذْ أغْبَشَ جُوْنَا ً وَأرْتَفَعَ الضُّحَاء

عَلى ضَجِّ النَّهَار ِ أدْنَى لِمَرْحَل ٍ وَشَدِّ السّيُور ِ

وَالصَّدْر ِ ذِي الجِّرَاح ِ تَحْتَرِبُ شَكْوَاه

أيَنَ مِنْي شَمْلُ صُحُبٍ لَوْ مَدَّ لِعَدٍ إلِى الذُرَى

فِي مَخَاتِل ِ الدَّهْر ِِ أبَى العَدَّ العَنَاء

فَرْدُ نَفْسِي زَوِيَّا وَلَمَّا تَقْض ِ شَجْوَا ً وَأسَاه

كَأنِّي وَعَرَصَاتِ الدِّيَار ِ الخَوَال ِ وَادٍ يَرِنّ ُ

وَبَنَاتُ الدَّهْر ِ أحْوَالِي جِبَالٌ وَأصْدَاء

قَدْ خَفَّ كَرّ ُ السَّنِيْن ِ وَأثقلَ تَجَلُّدَ القلبِ مُنَاه

يَا رَاحِلا ً كَبَا النَّارَ يَوُجّ ُ أوْفَى مَجَاهِلَهْ

سِرُّكَ الأهْيَبُ مُسْتَتِرَا ً وَعَالِنَا إليْكَ

بالتَّوْدِيْع ِ حَثْحَثَ كَمَدَا ً وَأسْتُجْرِحَ مَنفَاه

بَيْنَ الدَّار ِ المُحِيْل ِ وَغُرْبَةِ النَّزِيْل ِ صَفَا القَضَاء

العِرِاقُ شَجِيّ ُ الخَطْو ِ اوْهَى حَمَائِلَهْ

مَا فَاضَ بِوِدْيَان ِ الخَصِيْبِ وَالسَّوَادِ رَافِدَاه

وَلَكِنْ شَرِقَتْ بِخِيَاض ِ نُزُفِ الدَّم ِ مَقَاتِلَهْ

يَفُوْخُ أسِيْرَ الغَمَرَاتِ تَكْبِلُ بِأرْضِيْهَا خُطَاه

أتَرَاه يَفْصِدُ القَيْدَيْن ِ هَذا الأسِيْرُ

وَكيْبَا ً إذا دَعَتْهُ عَلى أرْض ِ السَّوَادِ الأنْبِيَاء

يَتلُوُ كِتَابَا ً لَيْسَ لهُ تَأوِيِلٌ وَتَنْظِيْرُ

فإذا جَلا أغَرَّا ً للهِ تَبَارَكَ عَزَّ فِي عُلاه

تَبَارَكَ لِيَفْتَحَ الجَّنَائِنَ للأسَارَى وَتُدْفَعُ الأفنَاء

حَتَّى يُلْحِقَ الآخَرُ بِوَعْدِ الأوَّل ِ تَفسِيْرُ

وَبِإذْنِهِ يُلْقِيَ المِفْتاَحُ فِي بَابِلَ عَلى بَابِ الإلهْ

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com