شعر

مَغَارَاتُ أرْوَق ِ الظَّلامْ

عالية البقال

alia.albakkal@hotmail.de

 عَجَبَا ً مِنْ فُلانَاتِ فُلان ٍ وَفُلانْ

وَأشْبَاح ِ التَّهَاوِيْل ِ مُسْتَقَرُّهَا ظِلٌ فِي القُتَام

مِنْ خَلفِ صُورَةِ الإعْلام ِ الهَزِيلَةْ

وَذيَّالِكَ الخَبِيلُ المَغْرِبِيّ ُ فَاتِحُ العَهْدَ للرُّكْبَان

أفْتَى يَحُوصُ مِنْ جُرُوْم ِ العُقُودِ الطَّوِيلَة

بِإقَامَةَِ تِمْثَال ٍ لِلظُّلْم ِ يَرْمِزُ لِتَارِيخِ ِ أُمَّةِ الهَوَان

أغْرَقَ النُّورُ حَوْلَهَا فَتَرَكَّعَتْ مَجَاهِلَِ الإظْلام

لِتُعِيْدَ جَاهِلِيَّة َ الأوَّلِيْنَ وَتَرُدّ َ لِعِبَادَةِ الأوثَان

مَنْبُوذَة ٌ هذهِ وَمِا يُسَمُّونَهَا أوطَانَهُمْ بِحُكْم ِ الوَرِيْد

مُسْتَبَاحٌ رَأسُ حُرِّ إنْسَانِهَا رَاغِمَا ً بَيْنَ الآنَام

بأنْسَابِ وَأصْلابِ عَات ٍ مِنْ أعْرَابِ جُبِّ الرُّعْيَان

لا يُعرَفُ لهَا غِيْرُ فُخْذِ العَشِيْرَةِ مَرْبَطِ الرَّجُولَة

وَدُعَاة ُ التَّدْلِيْس ِ تُبَشِّرُ للأُمَم ِ بِدِيْن ِ الحَدِيْد

أرْهَبَ صُُرُحَ الحَضَارَةِ بِجُنُون ِ الأوْهَام

تَشْتَرِي المَدَنِيَّة َ قَرْضَا ً وَتُجَيِّرُهََا بِأخْتَام ِ الخُسْرَان

ألا يَا مَنْ يَلْحُوُ بِتُرَّهَاتِ التَّحْرِيم ِ وَالتَّحْلِيل

فِي زَمَن ِ الذَّرَّةِ بِقُدْسِيَّةِ الشَّعْرَةِ وَذَبْح ِ الإنْسَان

وَيُبَارِكُ المَارِقَة َ الهَمَج َ مِنْ مَغَارَاتِ جَرَائِم ِ البُطُولَة

تَدُعُّهَا بِمُهَاذاةٍ مِنْ خَرِفِ أفْتِيَاءِ العِلْم ِ التَّلِيْد

لا تُفِيْدُ إلا تَوْهِيِّمَ هَمْهَمَة َ مَسْخَراتِ شَيُوخ ِ الجَّان

مِنْ عَوَالِي مَنَابِرِ التَّدْلِيْس ِ لِلخُطَبِ الكَلِيلَة

حَيْثُ تِجَارَة ُ الكَلام ِ مَرْبَحَا ً تَقِيْضُ بأعْرَافِ العَبِيْد

بِالرِّبَا تَبِيْعُ لِلحَاكِم ِ المَهْبُول ِ بالِرِقِّ وَالسُّلطَان

 عَارِيَة َ أسْم ٍ لِلضَمِيْرِ المَيِّتِ لِتَحْجُرَ أُمَّة َ الهَسِّ العَلِيلَة

وَحِيْنَمَا سُجِّرَ اِلمَشْرِقُ وَبَقَايَا بِلادِهِ وَالجَّحِيْم

هَوَى تِلْوَا ً مِنْ بَعْدِ السُّقُوطِ المُشِيْن ِ لِلعِرَاق ِ لُبنَان

سَمِعْنَا بَهَالِيْلَ الصَّحَّفِ تُنَطِّعُ الخِزْيَ الوَخِيْم

وَعِصَابَة َ المُلُكِ الجَّبَان ِ تَهْرِجُ عَلى مُوَاقْع ِ الخُوَّان

تُنَادِي بَحَّا ً بِأبْوَاق ِ صُوْتِ مَأمُوْر ِ القَبِيلَة

بِِفَتَاوَى التََّدْلِيْس ِ لِليَهُوْدِ دَسَّا ً للتَّقتِّيْل ِ كَي تَدْحُرَ

فِي الجَّنُوبِ صَبْرَا ً مُرَابِط َ الفِئةِ القلِيلة

لِيَحْيَا بٍالبِلادِ الأعْدَاءُ مِنْ أقْوَام ِ بَنِي حَيّ ٍ وَسَاسَان

أرْضُهَا طَرِيْدَة ً وَدَارُهَا مَلْعُونَة ً تَبْقَى دَوَامَا ً

لطِيْخَة َ الأجْيال ِ مِنْ مُحِيْطِهَا إلى خَلِيْجِهَا

بِعَارِها عَلى أبْوَابِ القُدُس ِ الذَّلِيلَة

تَطَاوَلَ حَاكِمُكُمْ وأحْتَدَّ بِأشَرِّ فَتْوَاكُمْ وَخَبِل ِ الفِتْيَان

لا تَعْجَبُوا مُنْهَزِّمَا ً ذَلَّ فَبِأيِّ خَيْر ِ أُمَّةٍ تَدَّعُونَ

وَعَلِيْكُمْ عَلا صُوتُ الدُّعَاءِ عِنْدَ الفِرَار ِ

تُلاحِقكُمْ دُوْمَا ً شَاهَتْ الوجُوُهُ عِلى صَفْحَةِ الأدْبَار ِ

وَبِضْعُ أخْضَرُ الرَّنَان ِ وَحُكُم ُ الخَدِيْن ُ الأصْغَر ِ

كَانَتْ عَلى خَؤُون ِ صَمْتِكُمْ جَوَازَ الكَفِيلَة

حَتَى تَدَاعَسَتِ الأمَّة ُ بِثَارَاتِ حَدِيْثِ الأشْرَار ِ

تَدِسّ ُ الهَزَائِمَ بِلَفِّ العَمَائِم ِ عَلى المَنبَر ِ

وَلَكُمْ بِالآي ِ وَالحَدِيْثِ فِي كُلِّ مَسْجِدٍ مَقَعَدٌ للنَّار ِ

وَكِتَابُ اللهِِ يَشْهَدُ أنَّكُمْ الزُّمْرَة َ الغلِيلَة

تَأوَّلتُمُ حُكْمَ الآيَات ِ رَؤوبَا ً تَنْهَى وَعَنْهَا تُجَادِلُونَ

فَإذا قَامَ جَامِعُ الجُّوْر ِ لِسُلطَان ِ الظُّلم ِ بالأصْفَر ِ

نَفحْتُم لهُ خُبْزَ دَم ِ المُسْتَضْعَفِيْنَ ثُمَ أفتِيْتُم

 تَحْتَ قُبَّتِهِ بِإحْيَاءِ صَلاح ِ تَعْمِيْر ِ دُور ِ الرَّذِيلَة

 فَوَيْلٌ لأمَّةِ مِضْيَاع ِ حَقّ ٍ إسْتَبَاحَ قُرْآنَهَا الجَّاهِلُونَ

عَمِيَّةِ البَصِيْرَةِ مِنْ كُثُر ِ مَا لِشَرْع ِ اللهِ عَادِيْتُم

عَلى تَنْزِيِْل ِ مُحْكَم ِ الآيَاتِ وَتَأوِيِّلِهََا وَفْقَ مَا يَتنَاحَرُونَ

وَمِنْ تُخُوم ِ نَسْخ ِ هَرَّاج ِ هذِه الأقوَام ِ الجَّهِيلَة

أسْفَرَ تِيْهَا ً عَبَارُوُ فَاتِحِي بِحَارَ مَغَارِبِ القَارَاتِ

بِلَيَال ِ الخُسْر ِ تَحْلمُ بالأمْجَادِ الضَّلِيلة

لِيَاذَا ً بِسَلام ِ الأجْنَبِيِّ الدَّعِيِّ وَجُبُنَا ً إليْهِ يَدْعُونَ

كَمْ شَهِيْدٍ بِزُوْر ِ النَّصْر ِ بِعْتُمْ جُزَافَا ً وَرَهَنْتُم

وَأنْتُمْ تَحْمِلُونَ هَوِيَّة َ غُرْبَةِ الخُوْفِ وَالمَغَارَاتِ

بِهَا شَهَادَة ٌ لِلخِيَانَةِ يَا غُزَاة ُ أهْلَ دِيَارِهَا أسْتَبَحْتُم

الأرْضَ وَالإنْسَانَ بِرَايَةِ الأقْوَام ِ الدَّخِيلَة

يَعِيْشُ مِنْكُمْ وَمِثَالُكُمْ فِي وَطَن ِ اللِجُوءِ كالمُتْرَفَاتِ

وَيَكَ أعْلِم ِ بِحَشْوِ الخَزَعْبَِل ِ وَمَقَالاتِ اللَغْو ِ يُناضِلُونَ

يَا قُوْمَ لا تَغْسِلُ عَارَكُمْ سُطُورُ الكَلِمَاتِ البَخِيلة

وَفِي كُلِّ كَرِيْهَةٍ فِي رَحِمِهَا الأجْيَالَ أيّتَمْتُم

هَيَا شُهُودا ً عَلى الرُّوْح ِ وَعَنْهَا أنْتُمْ مُغيَّبْونَ

تَسْفحُونَهَا جَهَارَى بِلا رَحْمَةٍ مِن ِ الأصْلابِ القتِيلة

أأرْذالا ً تَعْلُو فِي الكَنِيْفِ بِنَخَاسَةٍ أيُّهَا المُوَطَّنُونْ

أنَّكُمْ وَشَبِيْهَ يَنْشَحُ مُتْرَعَا ً فِي هُوَّةِ اللّيَال ِ الخَائِبَاتِ

أبَدَا ً يَبْحَثُ عَن إمْرَأةٍ يَرَاهَا خَيَالَ تَلكَ الدَّلِيِلة

تَيَمَّمَ مَفْتُونَا ً بِالعَطَايَا فِي ليَالِيهَا شَمْشُوُنْ

يَا قُبْحَ ذِلّ ٍ عَلى أمْثَال ِ رجَال ٍ خَنَعَتْ لِلدَّنَايَا البَدِيلة

وَعَلى أرْضِهِ تَعِفّ ُ الحَيَاة َ مَجْدَلِيَّة ُ الصَّبِيَاتِ

عَلِيْهَا يَعْدُو وَحْشُ مُبْتِئس ِ الأزْمَان ِ جَمُوْحَا ً حَرُونْ

عَارُنَا هؤُلاءَ الشُّكُولُ فِي هَيئَةِ الأُمَم ِ الوَكِيلة

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com