على
رصيف الأنتظار
محمد عباس / كوبنهاغن
ma15jiachi@gmail.com
الكون يهم للشرود
نحو الصباح
لا شيئ يمنعه سوى الليل الطويل
وصدى شهوة الشتاء
من غيمة حبلى بالمطر
من سحابة تسرح شعر الشجر
والحارس نائم ينطوي فوق الراح
في ذلك الوقت من المساء
أتى المسافر
خطا أقدامه مظغها طريق الرحيل
يبحث عن الضياع يطارد ذلك الحلم الجميل
خلف خيوط الجفون
يمشي محدقا يأخذ منه الأنطباع
ويعود منسحبا من ذلك السكون
يشاهد على رصيف الأنتظار
مسافرين تكدس على وجوههم الغبار
وجوه فيها غثيان الغروب
سئمتها محطات العابرين
تمزج بين ظلام الليل وغروب النهار
يجرون أمالهم مرهقة أعياها الشحوب
والساعة نائمة فوق أعصاب المسافرين
يتقيئون شهوة الفجر البليد
والمسافر لازال يرقبهم من بعيد
وعيونهم تعوي توغل بالأحمرار
أجسادهم صامتة كالأثار
حزموا عمرهم بحقائب الأقدار
كسلى عيونهم كأنها تحمل اهوال السنين
ينظر حوله ينظر القادمين
يراهم مثل الحاظرين
يحدق كثيرا في شفاههم الراكدة
لاتداعبها سوى خمرة باردة
يسمع صوتا من جوف القفار
ينبعث إليه رويدا في برود
هؤلاء غرباء تفوح منهم رائحة الميتين
ترقب المجهول متى تبقى شاردة
مستغرقة في ضياعها يصبغهاالأصفرار
فجأة وهوا في هذا الأنبهار
سقط أحدالمسافرين
منكفأ على اللغز العقيم
متحولا إلى رماد لايطاق
ولم يشعل أحد حطبا للبكاء
يعلن غيابه عن سلطة الوجوه
وعيناه بدت أجفانها في انطباق
يأبى القبر أن يأوي إليه
قام أحد المسافرين
تخلص من عقدة الصمت والذهول
يمدعيناه الشاحبتين
وكان على الجانب الأخر كلب باسط اليدين
يدفعه الفضول
ليراقب الفلم الغريب
أصنام عفنتها ظلال السنين
أبطال رواية يبكون بلا نحيب
والمخرج يعيش بين الظلال النائمات
مد شعره واستلهم من قلب الأصاطير
وعاد ليتسائل المسافر من المخرج الكبير
هل هوالدهر المريد
أم مارد جاء من خلف التلال البعيد
وأختار للقصة أبطال متعبين
تصرخ ممضوغة في حلق الصقيع
بدى صوت حزين
ماكنا يوما ممثلين
وحيث الموقف المثير
وفي أخر وقت للأنتظار
تأخر المركب ..........
.........ومات المسافرين