|
شعر عرّاف بغداد برهان الخطيب سألتني ما الاخبار يا ذا الطلعة المسامحة قلت أقرأ الأقدار في الغيوم السابحة باحثا في الخسارات عن ورقة رابحة
فما لاحت في الديار غير كلاب نابحة ولغت دم الأخيار والأشرار في شهوة فاضحة واهمة انها بين أشجار من الفراشات السائحة
قالت وما كشْف الرمل عن قلوب حائرة عن نسوة دبت كنمل من نار غادرة
لست بقارئ المعذرة غير جموع هاذرة وأرض منكَرة مقفرة وعزلة العراف المنتظرة
وماذا عن الفنجان يا ذا النظرة السابرة أما من أمل لامرأة عابرة بخيمتك الفسيحة العامرة نشدت ألفة ومحبة غامرة
سواده درب الآخرة نديف كلمات خاثرة أقوام متضاربة ثائرة بحثا عن فرحة سافِرة غائبة مخفاة أو دابرة
قد تستعاد وقد تبعثها بفكرة راجحة بجذوة طامحة فلا غير سهام جارحة وأيام هدرا رامحة
تحصد تطوي بارحة فرصَ وئام سانحة تطلبها خبايا هادرة لبسمة الموت ساخرة
لكن أما بانت امرأة منتظرة عند موقد أو مرقد ساهرة هنا أو هناك واقفة أو سائرة تبحث عنك في مغلقِ دائرة
قطيع نثرته جائحة فلول هاربة جانحة تصيح لا تستريح أتحفنا بحلول واضحة جنبنا موتا أدرجنا لائحة
فما ردك يا ذا الرؤى الجامحة على فرح مصادر وامرأة نائحة ونيران لا تخمد وعساكر كابحة
سيدتي الحائرة مهلا لا تبكي خائرة الأفكار لا الأقدار جائرة نصنع أنفسنا أو نقبل المهانة
البحر يغير ألوانه والبَر يبدل إنسانه الزمن يدوزن ألحانه والقلب يداوي أشجانه
همّي يا رجل ذاب بهموم طافحة موقدي خربوه وللشواط رائحة يدي أراها لدم قريب سافحة وها عينك على الأفق سارحة يا عراف أنا مخِيفة خائفة
ثمة على الأفق مصافحة تلك هي الورقة الرابحة القطيع يتمعن فراره يتلفت مراجعا أفكاره مراتعه مصائره مصادرة
ماذا تهرف يا ذا القلم الكسير جرتي كسِرت مُزق الحصير جئتك أحبل من رؤيا تحرير أهذي بالقتل فامنعني بسلوان لكنك تتركني في حفرة نسيان طلبي الخير لا منكر ونكير تسوّق الخور والأمر خطير لا تتكلم عن أفق وأنت بصير
لا تحزني لما يرسله الأثير الحلم أيضا يُشترى ويباع لكن الغيم ماض ومضاع الرمل متحرك ومشاع وقلب الملهوف شجاع فنجانك هو وقرارك مطاع
بصيرة لكِ ولكِ الرأي الأخير سُقط حقير أو امتطاء المصير تنكري لثرثرته دعيهِ يستطير وتذكري الظلام بفجر يستنير
هجاء أم رثاء هذا يا رجل أم قد يكون بقايا من غزل في صدرك مكنون.. أجل اعترف وخلصنا من دجل
وهل بقي غزل ويُطال الوجود وهم قيل ويقال عرافكِ يهذي لا محال طفلا رضع المستحيل وما زال لا يكبر ولا تنجده حِكَم الأجيال
لا تتوِّه ولا تته إذاً بين الأمصار شمسنا اسودت و سقطت اقمار ما قرأتَ قدركَ وتعلمني الابحار روحُكَ جئتُ آخذها بعيدا لقرار فقل سلاما لما تبقى من الأخبار
* عن صحيفة (العرب) اللندنية ـ عدد 7691
|
| |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |