شعر

الأجنحةُ السوداء

وحيد خيون / لندن

wkhayoun@usa.com

منْ سنينْ

 

منذ ُ أنْ كنتُ صغيراً

 

منذ ُ أنْ كانَ أبي الفلا ّحُ محروماً فقيراً

 

منذ ُ أنْ كنتُ جنينْ

 

و على وجهي علاماتُ شقائي

 

و علاماتُ ضياعي

 

وعباراتُ حزينْ

 

فإذا ما طارَ في الريح ِ قناعي

 

ظهرَ السِـرّ ُ الدفينْ

 

و رأى الناسُ جميعا ً ما بقلبي

 

و تجلـّى للملايين ِ منْ المالكُ قلبي

 

و مَن القاهرُ قلبي

 

أيها الآسرة ُ القلبَ و يا رأسَ عذاباتي

 

و يا كلّ َ حنيني

 

أيها القلبُ و إنْ لم تعرفيني ... كلـِّميني

 

فأنا منذ ُ بداياتِ الحياة ْ

 

في دواويني و في أبياتِ أشعاري

 

و في كل ِّ معاني الكلماتْ

 

قد تخيّـلتـُكِ نبراساً مضيئا ً

 

و دروبي كلـّـُها محكومة ٌ بالظلُماتْ

 

منذ أنْ كنتُ صغيراً

 

و أنا أحلُـمُ بالألوان ِ والنورِ الى حدِّ اكتآبي

 

و تمنّيْتُ بأنْ أصبغَ بالأزرق ِ أحلامي

 

وأوراقي , وأحداقي , وأزرارَ  ثيابي

 

منذ أنْ كنتُ صغيراً

 

لم أجدْ في كتـُبِ الأحلام ِ تفسيراً لأحلامي

 

و لا أفهمُ ما سرّ ُ عذابي

 

كنتُ أستغرقُ بالتفكيرِ حدّ َ الموتِ

 

والأمواتُ لا تعرفُ ما بي

 

ثمّ علــّـقـْتُ ببابي كلماتْ

 

بعدما فتـّـشـْـتُ كلّ َ المكتباتْ

 

منذ ُ أن كنتُ صغيراً

 

و أنا أصبغ ُ بالأزرق ِ حتى الكلماتْ

 

و على جدران ِ بيتي

 

و على أرصفةٍ في الطرُقاتْ

 

أرسمُ الشمسَ على شكل ِ فتاة ْ

 

ولها عينان ِ زرقاوان ِ مِثلُ الموج ِ

 

ينسابُ بها البحرُ

 

و تهتزّ ُ لها ذلا ّ ً عيونُ الملكاتْ

 

و لها شَـعْـرٌ الى الساق ِ كثيفٌ

 

يُشْبـهُ الأجنحة َ السوداءَ

 

أو بارجة ً من أمسياتْ

 

قد تخيـّـلتـُـكِ نبراساً مضيئاً

 

و دروبي كلـّها مرصوصة ٌ بالظـُلـُماتْ

 

قد تخيّـلتـُـكِ شكلا ً.. و تخّـلتـُـكِ لحنا

 

و تخيّـلتـُـكِ عطراً .. وتخيّـلتـُـكِ لونا

 

ثمّ أعددتُ ثيابَ العُرْس ِ من ضوءِ المصابيح ِ

 

و ألوان ِ الفراشاتِ

 

و أهدابِ رموش ِ الفتياتْ

 

ثمّ ناديتـُكِ لما تسمعيني .. كلـِّميني

 

واكتبي بيتين ِِِ من شِـعْـرِي  ..

 

وأسماءَ دواويني

 

على الباصاتِ ...

 

والساحاتِ والدورِ وجدران ِ البيوتْ

 

منذ أن كانَ صغيراً

 

كانَ يرجو أن يعيشَ العمرَ في بغدادَ

 

أو فيها يموتْ

 

و على أسوارِ بغدادَ الجديده

 

كانَ يستلقي الى الصبح ِ أمامَ السينما البيضاءِ

 

كي يكتبَ لي أحلى قصيده

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com