شعر

عصاة ٌ في يوم ِ الفصل ِ

الدكتور نوري الوائلي / مؤسسه الوائلي للعلوم نيويورك

Noori786@yahoo.com

يا عاصيَ الرحمن ِ مالك َ تحفرُ ** خلفَ السراب ِ وفي الرذائل ِ تـُبحرُ

 

أنسيْتَ ربّكَ في الضلال ِ مُكابرا ً ** فالموتُ يُوقظ ُ والمنايا تغدرُ

 

الموتُ يأخذ ُ منك كلّ عزيزة ٍ ** وتـُساقُ وحدُك بعد موت ٍ يُقهرُ

 

من بعد مُوتك فالمقابرُ برزخ ٌ ** بعد الممات الى القيامة تـُسعرُ

 

الجسمُ فيها للصراصر ِ مأدبا ً ** والروح ُجمرٌ بالصواعق تـُمطرُ

 

القبرُ موتٌ للجسوم وروحها ** تحيا بنار ٍ أو جنان ٍ تـُبهرُ

 

بالكفر ِتعمى بالعيون غشاوة ٌ ** لكن َّ بعد الموت قلبُك يبصرُ

 

هل هذا سحرٌ ام حقيقة ُما ترى ** والله ِ صدق ٌ ما ترى أو تشعرُ

 

تـُعطى كتابُك بالشمال وبعدها ** تفدي وليدَك بالعذاب وتنحرُ

 

عضـّتْ أصابعكَ القواطع ُحسرة ً** وأمِلت بالتربان ِ جسمُك يُنكرُ

 

ودعوتَ ربُّك أن يُعيدك تارة ً ** أخرى لعلـّكَ بالهداية ِ تـُطهرُ

 

هيهاتَ بعد الموت من مُسترجع ٍ** فالدربُ لا يحوي الرجوع َ فتنفرُ

 

اليومُ  لن تقبلْ شفاعة َ شافع ٍ ** أو فدية ً تـُهدى لحالك تنصر ُ

 

أن كان في الدنيا أمامُك عاصيا ً ** أو كان شيطانا ً لكرهك يضمرُ

 

يومُ القيامة سوف تـُحشرُ نادما ً** خلفَ الأمام ِ وجمعكم لا يظفرُ

 

وسلاسلٌ للجسم ِ مثـّل قلائد ٍ ** حول المعاصم ِ والرقاب ِ تـُنشـرُ

 

إنْ لامستْ صخرا ً عتيدا ً لحظة ً ** لتحولَ الصخرُ لجمر ٍ يزفرُ

 

وتـُساقُ بالضرب ِالمُذل بزمرة ٍ ** تـُرمى كحصب ٍللهيبِ وتـُنهرُ

 

النارُ مأواك َ السوادُ ضياؤها ** ولباسها شررٌ بجسمك يثمرُ

 

في النار رفقتـُك الشرارٌ وغيّهم ** سوءُ الرفاق لسوء ِ نفسك تـُجهرُ

 

من فوق رأسك فالحميمُ منزل ٌ ** بالرأس يُبحر كالمثاقب يحفرُ

 

فوق العذاب فقد خسرت منازلا ً ** جناتُ عدن ٍ لا تـُحدُّ وتـُقصرُ

 

صبرا ًعلى نار الحريق ِ وأهلها ** لا صبرَ ينفع ُ في حميم ٍ يهمرُ

 

أن كنت تصبرُ أو بدركك جازعا ً ** فالنارُ مثواك التي لا تـُشبرُ

 

أصرخْ بصوتك ثم ناد ِ مُؤمِلا ً ** كشفَ العذاب ِ لساعة ٍ وتـُحرّرُ

 

تأتي الأجابة ُ خاسأ تبقى بها ** فهوَ العذابُ لا يقل ُّ ويصغرُ

 

رغمَ الحريق فأنَّ فيها عُصبةً ** عشقتْ عذابك , بالعذاب تجبّرُ

 

فخسرتَ أهلكَ والجنانَ ورفعة ً ** وعظيم ُ خُسران ٍ إلاهك تخسرُ

 

ما شدة  ُالألام في جلد ٍ إذا ** بالنار ينضجُ ثم أخرى يُزهرُ

 

ستذوقُ ألوانَ العذاب ِ بقعرها ** ويُضاعفُ العالي العذابَ ويمكرُ

 

النارُ من غضب ِ العظيم ِ تعلمتْ ** سُبلَ التفنن في العذاب وتقدرُ

 

تدعو لمن أغواكَ شرَ عذابها ** والكلُّ فيها بالعذاب يُحقـّرُ

 

ترجو بجهل ِ في الرياض مُنعم ٌ** أن توهب الماءَ الزلالَ فتظفرُ

 

كالمُهل ماءا ً للوجوه فتشتوي ** وَجَناتـُك السودُ القباحُ فتجأرُ

 

أن كنت تخفي كلَّ ذنب ٍ آمنا ً ** من لومة ِ الدنيا وشرع ٍ ينهرُ

 

فاعلمْ بأنـّك للخلائق فـُرجة ً ** يومَ الحساب وبالذنوب تـُشهّرُ

 

أحذرْ لنيران ٍ أتتك بزجرة ٍ ** أنت الوقودُ مع الحجارة تـُسجرُ

 

فيها مقامعُ من حديد ٍ لاهب ٍ ** قد ضّمَ جسمك حيث عظمك يُصهرُ

 

النفسُ فيها كالعليل ِ بواجع ٍ ** لم تشفَ منه أو تموت فـُتقبرُ

 

الشربُ فيها من صديد ٍ آسن ٍ ** والبطنُ من زقومها تتفطـّرُ

 

فيها تـُغاثُ إذا ضمئتَ بحرها ** ماءا ً يفورُ وفي الحشى يتبخـّرُ

 

البابُ وسعُ الجسم أو أطرافه ** سوداءُ تزفرُ بالحمى تتكوّرُ

 

حرسٌ عليها كالجبال قساوة ً ** لله لم يعصوا ولم يتذمّروا

 

من شكلهم تعلو النفوسَ نوازع ٌ ** فكأن ّ نفسك من شواهق َ تحدرُ

 

فيها طوابقُ للعُصاة وشرهم ** أهلُ النفاق وبالحضيض سجّروا

 

البطنُ تـُملى من ضريع ِ طعامها ** والعين ُ آنية ٌ بها  تتفوّرٌ

 

الأكلُ حين تجوعُ من زقـّومها ** في البطن يغلي والحشى تتفطـّرُ

 

أن كنت تـُنكرُ ما فعلت مخافة ً ** من سؤء فعل ٍ فالصحيفة ُ تـُظهرُ

 

أن كنت تـُنكرُ ما عملت مراوغا ً ** فالجلدُ ينطقُ والجوارحُ تـُخبرُ

 

نار ٌ تسجّرُ من أله ٍغاضب ٍ ** خـُلقت لمن ملك الحياة ويكفرُ

 

هلع ٌ وكبت ٌ والنفوس ُ حوائر ٌ ** خـُلدٌ بكرب ِ واللظى تتفجّر ُ

 

وتفرُ من أهل ٍ لقش ٍ طالبا ً ** العذرُ مردودٌ وكيدك يُهدرُ

 

أنت الذليلُ أمام ربّك كالح ** صفرُ اليدين فلا مُعينَ يُكفـّرُ

 

بل أنّ ظـُلمُك للعباد ورزقهم ** يعلو بذنبك والعذابُ يُعسّرُ

 

القلبُ يرجفُ واجفا ًمن غشية ٍ** حين الحميمُ لمن يرى تتصدّرُ

 

يا أيّها الناسُ العصاة ُ ألا لكمْ ** من وقفة ً , وعقولكم تتدبّرُ

 

ان كنت تـُأمنُ , بالاله وموقن ** وبأن ّ يومَ الفصل ِ  لا يتأخـّّرُ

 

النفسُ حاسبها أخيْرا ً أدخرت ** أم أنـّها مُلئت بشر ٍ يُنذرُ

 

يا قارئ الأبيات ِ تملك فـُرصة ً** فيها الخلاصُ وكلّ ذنب ٍ يُغفرُ

 

أحذرْ طريقا ً لا عتاب َ لكافر ٍ ** فيه ولا عاص ٍ يتوبُ فيُعذرُ

 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com