شعر

حوّاء

 

محمد عبد المحسن شغابث

 رقيقةٌ انتِ كنسمة الجنوبِ هدْأةَََََ المساءْ

بروحكِ ارتقيتِ في اجنحةِ السّناءْ

بهالةٍ تعانق السّماءْ

فتعلنين سرَّها ذوباً يبثّ عطرَها

ويملأ الفضاءْ .... بَهاكِ ياحوّاءْ

*****

ياحبَّكِ العذريَّ كمْ بكبرهِ استفاقْ

منتجهاً وفاءهً العشاقْ

فأزهرت براعمْ ليس لها مواسمْ

وخابَ مَن بكِ اشترى وباعْ ... يظنّكِ المتاعْ ... قطعةَ شطرنجٍ على الرقاعْ

وفات ذلك الغبيْ ألفُ نبيٍّ ونبيّْ

يبشّرون بأسمكِ المعطاءْ

يقدّسونكِ الحبيبة... الأمومةَ ازدهتْ ... بِكم شهيدٍ وشهيدْ

وفيكِ يكملُ الكيانُ الامثلُ

انتِ الرسالةُ التي بها تدولُ الدّولُ ... فهل يكون ذنبها من يجهلُ ولم يزل عن لغة العصر بعيدْ

 

*****

 

سيّدتي حوّاءْ ... حرّيتكِ اسطوانةُ احتيالْ

من زمنٍ مشروخةً تدورْ... والخيط والعصفورْ

في يد مستعبدِكِ الدجالْ ... يلعبُ فيهما على الحبالْ

تحملُ كفّاهُ شعاراً لحقوق المرأةِ المغتصبةْ

وقبل ذاك اغتصبتْ عيناهُ كلّ قطعةٍ من جسمها حتى التي محجّبهْ

وسال – عفواً – بين شدقية لعابٌ كذّبهْ...

وفي المزاد يُطلق الأجسادَ في عرضٍ لأزياءٍ ولكنْ لانرى الأزياءْ!!

وتارةً ( دعايةً ) للعطر والصابون في تجارةٍ عمياءْ

أهذه ( الحقوق ) يانساءْ؟؟

فهلْ اجلّ الروحَ أو حاورها..

عمّا لديها منْ فِكَرْ ... أم آكتفى بما ظهرْ ... على الغلافِ من صُورْ..

غلافِ مترفِ المجلات وربّما... يكونُ مايلي الغلافَ ادهى وامَرْ

 

*****

 

تبقَينَ في قلوبنا حنينَها ... تقرؤكِ العيونُ تقرئينَها

لأنّكِ الحبُّ بنور الحدقاتِ تومضينْ

تضمكِ الأجفانُ حيث تحلُمينْ ... بشمس نيسانَ وعطرِ الياسمينْ

يالهبَ الأشواق في دموع امٍ وأبِ

يا برْد صبرٍ في لهيب العصبِ

فاليخرس اللسانْ

ويبقى الثناءْ

امام انسانية الانسانْ

اعني بها ... حوّاءْ

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com