شعر

لوحة شعرية لعبد الأمير الحُصَيْري

خلدون جاويد

khaldoun3@hotmail.com

عَرْبدْ

وخلِّ شفوفَ الكأس تلتهبُ

وزِدْ على الكأس جمراً أنه العنب ُ

وعانق الحانة الشهّاء

ضجّتُها

شوق ٌ يَعِج ّ نؤآسيا ً ويصْطخِب ُ

وانِعم ببغدادَ

حيث العشقُ نخلتُها

التمرُ والخمرُ والريحانُ والرطب ُ

يَغدَوْدِفُ الليلُ

لكنْ أنتَ نجمتُهُ

شهابُه لو خبَتْ من بعدِكَ الشهُب ُ

ياماردا خالدا للشعر

مشعلُهُ

باق ٍ بدجلة َ منه للعلى لهَب ُ

يامُبْخِسَ المال

في كأس ٍ يُشعْشِعُهُ

ويا غنيا ًغناه ُ الفنُ والأدبُ

ويابريءَ الأماني

في تهَتُِكِهِ

الحب واللحن والأقداح واللّعِب ُ

غضٌ اذا استقتلوا

عذبٌ اذا هتكوا

واه ٍاذا فتكوا طاو ٍ اذا انتهبوا

ويانديمَ الأغاني

حالنا انحدرَتْ

وكيف تُصلح ُ حال ٌ كُلّها عطب ُ

اشربْ نبيذك !

 لن نخشى ديانتَهم

فانهم من دماء الشعب قد شر ِبوا ! 

لا ماارتكبتَ

من الآثام ذِرْوَتَها

بل انهم تاجروا بالدمِّ وارتكبوا

وقامروا بدموع الأُمِّ

اذ خطفوا

أغلى البنين ولم يُسلبْ كما سلبوا

وباللحى استتروا غدْرا

ليتخذوا

للدين الفَ حجاب ٍخلفَهُ احتجبوا

وليعلموا

لن يُبيدَ الشعبَ مذهبُهم 

فالشعبُ باق ٍ ويفنى المذهب ُ الجَرَب ُ

يبقى العراق ُ أنيسا ً

في غوايتِه

وهو الأصيلُ النبيلُ الرائعُ الرَحِب ُ

هو المُنوّرُ

من قوس ٍ ومن قزح ٍ

والشمسُ معدنُهُ الشذري ّ والذهب ُ

بغداد تسكرُ

والحدباءُ عاشقة ٌ

والبدر ُ يسهر ُ في الفيحاء والطرب ُ

وأن ألفَ حُصَيْريّ ٍ

لنا ثمل ٍ

تهوي النجومُ على كعْبيه والرتب ُ

ياعاشقَ الروح عربدْ

انه زمن ٌ

آت ٍ، به ناطحاتُ النجم تُرتقب

وأنت تهتزّ ُ

قدّام الشذى عبقا ً

وفوق كفيك فوحُ الكأس والكتب ُ

سحقا ً لمنْ دوّسوا الأزهار

في وطن ٍ

واحرقوا ضفّتيه واعتدوا وسبوا

وياحُصيْريّ عشق ٍ

ليلنا كلِف ٌ

فالأعجميون غدّارون والعربُ

تلفعوا بلثام الموت

وانتهكوا

وكالغراب على اطلالنا نعبوا

شعب من الحزن والجُلّى

برمتِه

قد راح تحت سقوف الليل ينتحب ُ

بالسيف أوتارُ زرياب 

مقطعة ٌ

والسيف أعداؤه الندمان ُ والطرب ُ 

أما السكارى

فقد طاحتْ كؤوسُهمُ

وغاظهم أن سمّار الهوى هربوا

فنهرُ دجلة َ

من انفاسِه وجِلٌُ

والليل من ذاتِه قد باتَ يرتعب ُ

الأجنبي الغريب النسل

ذو ُطنب ٍ

والسومري الكريم الأصل مغترب ُ

وأُغلِقتْ حانة ٌ في الكرخ

واحترقتْ

مدينة من حياض الموت تقتربُ

وما أضاءَتْ شبابيك ٌ

على سَمَر ٍ

ولم يعَُدْ لحصيري ٍ بها نسب ُ

ياشعبُ أمْسُكَ عملاقٌ

بوثبتِه

وفي عروقِكَ يغلي الجمرُ والغضبُ

وياعراقا اذا روضُ الجنان ِ بهِ

يغدو جحيما ً

الى النيران ينْتسِب ُ

لا يفجعنك أن الغيمَ

منطبق ٌ

" ان السماء تُرجّى حين تحتجبُ "

بغداد لاتحزني

فالنخل محتضن ٌ

عثقا ً" وفي كل عام ينضج العنب ُ"

"انشودة المطر" الآتي

سننشدُها

لها الحصيريُ يومَ السَعْدِ يُنتخَب ُ

فياحصيري َ صدق ٍٍ

إن موئلنا

هو الحياة وأنت المنهلُ الخصب ُ

 اليوم خمرٌ

ويُمسي امرُهُمْ لغد ٍ

وقد صدقت َ وأولاد الزنا كذبوا !

عذراً حُصَيْري ُ

أنت اليومَ نادلنُا

هات الكؤوس وخلِّ الدمعَ ينسكِب ُ.

سينتشي النخلُ

اذ يُسقى بأدمعِنا

ويرتوي مِن دِمانا السعفُ والكرب

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com