المهندس وحيد شلال
يؤرّقُ الطرفَ طيفٌ منكِ
أشجـانـا *** بالدمـعِِ يـفضحنا والشـوقٍ احـيانـا
مـا نبـتدي بقـصـيدٍ مـلؤُهُ غَـزَلٌ *** إلاّ وكـنتِ لنا
قصـداً وعـنوانا
طافتْ بفكري خـيالاتٌ يـداعبُهـا *** من سحر لفظـكِ أشتـاتاً
وألـوانا
قد فرّقَ الـدهـرُ ايـاماً لنا عـجـزتْ *** عنـها الوشـاةُ
اكـاذيباً وبهـتانا
واذ نسـينا بـها مـن فرط نشوتنا *** ان تحتوي سـرهذا الكون
روحانا
كنت الغرام لصب ليـس يؤنـسه *** الا حياء فـم بالـراء حيـرانا
اصـغي الـيـك بقـلب مسـه سقم *** وارهف السمـع حتى صـار آذانـا
نقـية الـثوب لاتـأتي بفـاحشـة *** من الـحديث ولاتغتـاب
انسـانـا
عليلة الطرف تعدي عقـل ناظرها *** صحيحة العقل ان ناظـرت
لـقمـانـا
واحسب الماء خمرا فـي اناملـها *** والخمر انوار والاكـواب
اكـوانـا
كأن رضوان من صفو الحـيـاة لـنا *** الـقى عـلـينا من الجنات
ريـحـانـا
يالـيت دهـرا منـعناه بأنـفـسـنا *** عن الـغرام الـذي افـناه
افـنانا
اودى بـنا الـشـك ان الله قسـمنا *** لحـكمة شـاءها اثنين
سـوانـا
كـنا نفتش عـن بعـض بقدرته *** حتى التـقينا فعـاد الشـك
ايمـانا
ياجـارة الحلم الـوردي تـذكـرة *** من مدنفين اضاعوا
الـعمراحـزانـا
اني لاعـرف مـا تـخفين مـن الـم *** خوف الفراق وان اظهرت
سلـوانا
اشكو لعـينك شـوقا مـا يبارحنـا *** فالـعين دامـعة لم تخف
اشـجانـا
امـا هـواك فـبحر فـي قرارتـه *** ضـاع الوداد وما ادركت
شطـآنا
"مـالي اكتم حبا قد برى جسـدي"* *** واعـلن السر ان حاولت
كتمانـا
ان تسأليني فأحلى الحب ما لهجـت *** فـيه الشفاه وصاغت منه
الـحانـا
صـنيعة الله قـد دلت محـاسنهـا *** بأنه الفـرد يعـطي الحسن
الوانا
احـبـبـت بسـمتها احببت لـفتتها *** احببت مـن اجـلها كـرخا
وبغدانا
نخـلوا فـلا تـزل الرغبات ساحتنا *** ان الشـريف شـريف حيـثما
كانا
نعـالج الـنار بالاشـواق لو قدحت *** لاحرقت فـي دروب الكرخ
اركانا
عن لاعـج الشـوق يكـفينا تأوهنا *** او همسة تلهب الانفـاس
نيـرانا
او نـظرة طـالما اهدت وان فتنت *** متيـما فـي دروب الحب
حيرانا
في لمـسة الثوب نشفي بعض غلتنا *** ونسـأل الله بعـد اللـمس
غـفرانا
ضـاع الوداد وكنـا فـي موارده *** ننهل عـذبا مـن الاحـلام
ازمـانا
لجـأت للـكأس من يـأس على امل *** ان يمنـح القـلب بعـد الصد
سلوانا
اطمئن القلب بالوصل الـكـذوب اذا *** يومـا اذاب الجوى بالدمع
اجفانا
ياصاحبي لاتلـمني فالهـوى قـدر *** وربما فـي غـد يبلـوك
بلـوانـا
وشيمة الـدهر غـدر لاتـصاحـبه *** ولايغـرنـك منـه الـصـفو ان
لانـا
لاتلتوي عـن صواب انت تعـرفـه *** وجـاهـد الحـق ايـا كـان
انسـانـا
ازهـد بدنيـاك انا معـشر ظعـنوا *** الى شفا حفرة في الدهر
مسـرانـا
لو يـزدهـيك نعـيم ثـوبه قـَشـبٌ *** فسـوف تلبـس بعد الزهـو
اكفانـا
هلا نظرت الـى الايام كـم سحـقـت *** مـا بيـن اقـدامـها
للـقاع ركـبـانـا
تبـني علـى ثـقـة ان الريـاح غـدا *** تـذرو وتعـصـف مـا شيـدت
بنيانـا
لاتـفرحـن بـذي الـدنـيا وزخـرفـها *** فـكـلما اكـتمـلت
سـامـتك نقـصـانـا
وعـش لـيومك فـالاقـدار سـادرة *** ورحمة الله فـوق الـكـون
تـرعانا
ياليت شعري هل احظـى برفـقتها *** بشط دجـلة احسو الـثغر
ظمـآنا
واجتني الورد من اطراف وجنتها *** وازرع الكـرخ ا،نغامـا
والحانـا
وهل تعـود ربـى بغـداد عامرة *** وهـل يعـود زمـان كـان
جـذلانـا
بل هـل يعـود نؤاس في اصائلـها *** ليشرب الـكأس بعـد الكأس
ملآنـا
ام هل عيـون المها للصيد عائـدةٌ *** بين الرصافة والـجسرين
تـلقانـا
ابكي عـليك دمـا بغـداد وا أسـفي *** ثـوب الحداد غـدا للـغيد
عنـوانـا
ابكـي عليك دمـا بغـداد واأسـفي *** اذ شـ رد الحـقـد
آبـاءوولـدانـا
ابكـي عـليك دمـا بغـداد واأسـفي *** ان لاأسـامر ربعا فـيك
سـهرانـا
يالـيل دجـلة خلَّ الغصن مقتصرا *** علـى البلابل واطردعنكَ
غربانـا
يالـيل دجـلة نـاغـي النـاي ثانيةً *** لإمنـح القـلب آمـالا
وسـلـوانـا
يا ليـل دجلة ارض الله واسعـةُ *** لكنه العـشق عشق الـروح
اوطانا
لـو خيروني جنان الخـلد زاهيةً *** لن استعيض
عن"الميدان"مـيدانـا
لـو خيروني عيون الماء صافـيةً *** لن استعيض عن النهريـن
غـدرانا
لو خيروني حسان الـغرب فاتنةً *** لن استعيض عن المنصورغزلانـا
لو خيروني بأهل الارض قاطبـةً *** لن استعيض عن الجيران
جيرانـا
لن استعيض بنسمات الفرات هوىً *** لن استعيض عن النخلاتِ
بستـانـا
ــــــــــــــــــــــــــ
*الشطر: للشاعر
الكبيرابو الطيب
المتنبي.
الميدان: احدى
الساحات العريقة في
بغداد.
المنصور: حي من احياء
بغداد.
النهرين: دجلة
والفرات.