|
شعر "يقولون ليلى في العراق مريضة" ( استئذانا من الشاعر الخالد قيس بن الملوّح ) خلدون جاويد -" يقولون ليلى في العراق مريضة " – وقد قتلوا حتى الطبيبَ المداويا وان عِراقا غارقا في دمائِه يفيضُ جراحات ٍ يسيلُ سواقيا وحتى الحصى قد غصّ بالدمع والأسى وكل نجوم الليل بُتنَ بواكيا وان نخيل الفجر والسعد والشذى يعاني الدواهي السود تلو الدواهيا و شعب ٍ تهاوى جثة ً إثرَ جثة ٍ غريقَ دم ٍ فوق الفراتين طافيا
ففي كل ّ يوم ٍ نكبة ٌ ومناحة ٌ بلا رحمة ٍ ترديه نعشا ً وناعيا وأصبح جُرحا نازفا َ أبرقتْ به غيوم السما من مقلة ِ الكون ِ جاريا أُُعيذكَ ممن يوغلون بقتلِهِ وسحق بهاء القلب والروح والضيا اعيذك من بحر المنايا مُحَشِّدا ً، لخنق عراق الصابرين ، الأفاعيا اعيذك ممن أطفئوا بسمة َ الضحى على ثغر شعب ٍ قد قضى العمر باكيا سجونٌ بلا إسم ٍ ورقم ٍ وموضع ٍ وهيهات يدري الإنسُ والجنُ ماهيا ! مسالخ ُ تهوي للحضيض بشعبنا وقد كان قبل اليوم نجم المعاليا وصُوّح َ روضٌ يانع ٌ فوقه اعتلى غراب ٌ بآلاف المقابر لاهيا وقد خطفوا أغلى البنين وأهرقوا برخص ٍ دموعَ الامهات الغواليا تطاحَنَتْ الأوباشُ كل ٌ يُريدُهُ عراقا ً ذليلا ًحاني َالرأس جاثيا تناهبَه الأوغادُ من كلّ زمرة ٍ فداروا ثعابينا ًوجالوا ضواريا فهذا له في الظهر أوجع ُطعنة ٍ وهذا له بالسُم في القلب ساقيا تساقى به الأحبابُ كأسا من الدما ونُدْمانُهُ أعداؤهُ والجواريا ! وقام كما السكران رنّحُهُ الطِلا ليُدهق َ كأسا ً فاض بالدمع قانيا وناح على نهْرَيْ فرات ٍ ودجلة ٍ ونادى كسير القلب : أين عراقيا ؟ وغنى وبوح الناي في حشرجاتِه بكتْ حاضراً مما يغني وماضيا ليشكو نجوما ً حاضنات ٍ لنخلة ٍ وبدراًعلى النهرين بالحُبِّ حانيا تنادي على القلب العراقي بالوفا تصبّرْ، بريق الفجر بالشمس آتيا فشعب العراق الفذ مهما ادّنى به ظلام ٌ سينآى شامخَ الرأس عاليا به أمل ٌ لا تبلغ النارُ حرقَه ُ مع الدهر يسمو عاطر الزهر باقيا اذا نال منه المارقون فانه مقيم ٌ ويمسي المارق الظل فانيا أخا الشعب إنهض فالمحارق جمة ٌ ودقِّ المنايا المُهْلِكات الدواميا اذا لم تضع حدا ً لسُقمي وعِلّتي فلاضير في أن يصبح الموت شافيا ! وأي عراق ٍ يرتضي ذو كرامة ٍ يرى الموت فيه والحياة تساويا أبا الشعب أطلقها بكلّ ضراوة لتسحق إرهابا وتفني وترديا هم ُ أحرقوا من روضك العذب وردة ً وحسبك أن تغدو كما السيف ماضيا ولن تتدنى نحو غزو ٍ ومغنم ٍ ومهما ستُسبى لاتكنْ انت سابيا بلادك صنْها وابن ِ من وهج روحِها جمالا ً عراقيا ً وحسنا ً إِلآهيا فأعذب نهر ٍ في الوجود محبة ٌ وأجمل شمس ٍ في الحياة التآخيا وان جنحوا للسلم فاجنحْ ليومِهِ وكن كوثرا من عاطر النبع صافيا
|
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |