شعر

 الزوال

وحيد خيون / بغداد

عسى أنْ لا غِيابَ ولا زوالُ

 ولا جَبَـلٌ يَحُـولُ ولا تِـلالُ

ولا طيفٌ يسوؤكَ في منام ٍ

 ولا ضـُرّ ٌ يَمَسـكَ أو يَـطالُ

ولا تتباعدُ الخُطواتُ مِـنا

 فلا تـُجدي الخُيولُ ولا الجـِمالُ

ولا أتتْ الدهورُ لنا بجيش ٍ

 تذلّ ُ لهُ المدافِعُ و الرّجـالُ

كثيرٌ أنْ يكونَ لكـلِّ طفـل ٍ

 جمالـكَ والبـراءة ُ والكـمالُ

تُـغنـّي لي بأشـعاري وقلبي

 تـُقـلـبُـهُ اللـبَـاقة ُ والـدلالُ

فأشعرُ أنني ما زلتُ حيـاً

 ولي وطنٌ هناكَ ولي رجـالُ

 ولي غصنٌ رقيقٌ ذو يَمَام ٍ

 ولي أيكُ الحمائم ِ , والظِـلالُ

لقدْ قالوا بأنّ الدربَ صعبٌ

 فلا نـجمٌ يُـطالُ ولا هـلالُ

ركبتُ بحارَها طولاً وعرْ ضاً

 وصارَ - ألذ ّ َ أحلامي - المُـحالُ

ألا ما ذا يُؤرِّقُ كلّ َ عيْـن ٍ

 ترانا ثمّ تهرُبُ يا جـمالُ ؟

كما لا نشتهي هجراً وقـفـنا

 ننادي يا أحِبّـتـنا تعالـوا

تطيرُ بواحتي طيراً أليفا ً

 ومِنْ أحلى صِفاتِكَ لا تـنالُ

تذكـرُني بماض ٍ ذي شجون ٍ

 و تأخذني لما تطوي الرِّمالُ

كثيرٌ أنْ نـُحَرِّمَ كلّ َ شئ ٍ

 بهِ لوجوهـنا وجهٌ حـلالُ

كثيرٌ أنْ نـُطارِدَ كلّ َ خيطٍ

 تجُرّ ُ بهِ الصواعقُ والنِبالُ

شرابُ العادِلينَ بها المنايا

 وشربُ الظالمينَ بها الزلالُ

لهم ثمراتـُها ولـنا نـواها

 حقيقتـُها لهم .. ولنا الخـيالُ

ونـُبْحِرُ و السفينُ بلا شراع ٍ

 وإنّ الحربَ أحداثٌ سِـجالُ

ننامُ على الهـِدايةِ كلّ َ يوم ٍ

 ونصحوا والضلالُ هو الضـَلالُ

تقودُ العالمينَ جذوعُ نخـل ٍ

 وهمْ خـُشـُبٌ مُسَنـدة ٌ ثِـقـالُ

نموتُ بظلِّ قادتِـنا سكوتا ً

 فلا نـَعـلٌ يُصانُ ولا عِـقالُ

وظلّ َ العاصِفُ الوهّـاجُ يرْوي

 هـذاكَ محمّـدٌ .. هذا بـلالُ

مَضتْ عقـَباتـُنا و مضى هوانا

 الى أنْ زالَ شئ ٌ لا يَـزالُ

وما فيها لنـاقـلةٍ كـلامٌ

 ولا فيها لـسائِـلةٍ سـؤالُ

نصيبُـكَ أنْ تعيشَ على حِمام ٍ

 لكي لا يشـْمَـتَ الداءُ العـضالُ

وحظـكَ أنْ تنامَ على جراح ٍ

 فلمْ تضحَكْ على دَمِـكَ النِبالُ

تغـيّـرَتْ النفوسُ فلا مكانٌ

 لِـوِدّ ٍ في القلوبِ ولا مـجالُ

عسى أنْ لا غِيابَ و لا زوالُ

 يُفـرِّ قـنا ولا صَـادٌ و دالُ

ولا ظـَعَنـَتْ ركائبُ من قصَدْ نا

 ولا رحلوا ولا شـُدّ َ الرِحـالُ

ولا ضاقَ الفسيحُ و لا تلاشى

 و لا طالَ الوجيفُ و لا النِزالُ

ولا وقرٌ بمسْمَـع ِ مَنْ نـنادي

 و لا نـهـْرٌ ستطْـمُرُهُ الرِّمـالُ

 ولا عجّ َ الشـتاءُ على مَصِيفٍ

 ولا صغـرَ الجنوبُ ولا الشـّمالُ

عسى أنْ لا غِيابَ و لا زوالُ

 وتـقـديـراً وشـكـراً يـا جـمالُ

ـ

6-2-1990 الناصرية

* جمال : هو جمال شنان كان طفلا في السابعة من العمر يحفظ كل ديوان وحيد خيون وعندما يرى الشاعر مقبلا يردد من بعيد بعض الابيات ويهرب خجلاً اذا التفت اليه.

* صادٌ و دالٌ : اول وثاني حرفين من اسم رئيس العراق السابق صدام حسين .

 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com