شعر

لأني عراقي

وحيد خيون / لندن

بدَأتـُمْ تـَطيرونَ عَنّي بعيداًَ

 نَعَمْ يا رِفاقي

لقد كنتُ أطْعَمْتـُكُمْ خُبْزَنا ...

وكنتُ الوَقودَ مِن الإحْتِراق ِ

لأني أنا لحظةُ الإنْطِلاق ِ

بدَأتـُمْ تَطيرونَ عني بعيداً ...

نعمْ يا رفاقي

و للدّهْرِ يومانِ .. يومٌ شديدُ الجفاءِ

ويومٌ شديدُ التلاقي

فلا تهرُبوا مرّةً مِنْ لِقائي

ولا ترْغَبوا كلـُّكُم في فراقي

فما زالَ عندي جَناحْ

وما زلتُ رُغمَ الدّمارِ الكبيرِ

و رغمَ تَنامي الجِراحْ

أُغَيِّرُ حتّى اتِّجاهَ الرياحْ

وما زالَ ساقي ...

كنَخْلِ (السّـماوةِ) لا ينحني في جفاءٍ ...

 و لا ينْحَني في تلاقي

وما زلتُ أجْري بمائي وأرضي

وتَمْرِ النخيلِ اللذيذِ المَذاقِ

لأنّي عراقي

أضُمُّ العروبةَ للنائباتِ ...

وأُخْفي مواطِنَهُمْ للزّمَنْ

ولمّا تغَرّبْتُ في لحْظةٍ ...

وأعْيى كياني فراقُ الوَطَنْ

تخَلَّ المُحِبّونَ قبلَ الأوانِ

وصاروا يقولونَ لي أنتَ مَنْ؟

أنا مَنْ تجَلّى لكم في الظلامِ ...

ومَنْ ظلَّ في جَنْبِكُمْ في المِحَنْ

دفعتُ الفواتيرَ عنكم دماً

وما قلتُ يوماً اُريدُ الثّمَنْ

وما إنْ تعَثّـرْتُ في لحْظةٍ  في سِباقي

بدَأتُمْ تطيرونَ عني بعيداً

نعم يا رفاقي

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com