شعر

شهيدٌ يرثي شهيدا ً

خلدون جاويد

khaldoun3@hotmail.com

 ادناه قصيدة الصرخة للشاعر العراقي رياض البكري يرثي فيها رفيقا له في النضال ، وهي من ارشيف قصائده وبعض الكتابات النقدية والخواطر. انه من الواجب أن يُنشر نتاج أي شهيد من شهداء العراق وان تثبت تجاربه وأحزانه وآماله وما تركه من أثر أو آخر . وانه ليُهاب بكل من يعرف رياض كمال الدين البكري أن يكتب عنه ، ومن لديه قصاصة من ادبه وشعره ان يقوم بنشرها على صفحات الانترنيت اكراما لهذا البهاء الذي كان رمزا للصدق والشجاعة والايمان بالمبدأ مهما كان المبدأ الذي يؤمن به أو الاسلوب الذي مارسه للدفاع عنه وللعمل على تحقيقه . ان رياض البكري عاشق وشاعر ومناضل وهو منهل للوفاء حتى الرمق الأخير في هتافه المُدوّي باسم كادحي العراق وابطال حركتهم الصامدة والمناضلة رغم السجون والمشانق ، والمنافي والمطاردات . ادناه قصيدة له ، نقلا عن ملفّ ٍ احتفظ به رفاقه واصدقاؤه لسنين من بعد اعدامه في منتصف السبعينات .

الصرخة

"الصرخة قصيدة الشاعر رياض البكري"

 

ياكلّ نساء الأهواز.. توقفن عن الرقص

وخلين جرار الماء.

ياكلّ الصيادين امتنعوا ..

عن سمك الأهوار ..

وخلّوا المشحوف برقدتِه ..

هبّوا ياكلّ الشهداء ..

وقولوا في كل مكان .

شيوعيا كان المقتول

شيوعيا .. كان الاصرار بعينيه

والدمعة كانت حمراء

والضحكة كانت حمراء

والشعر الأبيض كان شيوعيا

وعلامات التعذيب على كتفيه

نياشين دفاعْ ..

 شيوعيه

ياذات الوشم الأهوازي .. قفي

قولي للعالم ... زوجي كان شيوعيا

مات شيوعيا

وتسربل في ليل الأهواز .

بساتينا وقرى عربيه

وتعرّف في معتقلات الأهواز

رفاقا

وتعلم أن لايبكي في الغربات

ولم يأسف أن العمر يمر ّ ولايأتي الرعد

لقد كان شيوعيا

مات شيوعيا

يابوّابات القصر أجيبي

ماذا كان يقول

لجلاّديه المقتول

يارقم اثنين تكلّم ْ

يارقم ثلاثة

يارقم ثلاثين ..

ياقاطع دال وجيم وباء

ياكل زنازين الصحراء

ياكل من انكسر اظفره

ياكلّ دم سال على العتبات

ماذا كان المقتول

أتذكر ياتاريخ الثورات ..

ثلاثا من تموز ...

اتذكر جنديا كان

شيوعيا ملتهب الايمان

اتذكر ياجبلا في كردستان

وجها مر ّ على أيامك ..

اسمر .... حنطيا

شعرا ً أشيب ... كفين قويين

وهدبين صغيرين

أتذكر ياليل الأكواخ .. وليل المحرومين

شيوعيا .. كان يغني .. كالطفل ... وينزف

ياذات الوشم العربي .. قفي .. في الليل ..

في آخر ساعات الليل ..

لقد قتلوا جبار لعيبي ..

واتهموه ... بعار ٍ .. ينزف من شعر رؤوسهمُ

حتى القدمين ..

قولي لنساء الأهواز ..

لكل ّ صبي ٍ في عربستان

جبار لعيبي كان شيوعيا

أطهر من نار الرعد

وخطي بالدم ِ ..

فوق جميع الجدران

جبار لعيبي كان شيوعيا

مات شيوعيا

ياذات الوشم العربي ..

دعي عنك وشاح الحزن

فجبار لعيبي مات شيوعيا

فلماذا نحزن ..

هذا نيشان الرعد

وميقات الاعصار

أتظنين بأن الشهداء توابيت هادئة ..

ياذات الوشم العربي

استمعي .. ان صراخا ً ..

يتصاعد من أعماق التاريخ

دم الحلاج .. أناشيد

صار لأطفال الثورة ..

فاستمعي

ان دم الشهداء نذير الآتي ..

خلي عنك وشاح الحزن ..

وقولي لنساء الأهواز ..

أنا مات شيوعيا زوجي

لن أحزن أو أبكي ..

انا اصرخ

فانصتن الي ّ ورددن

معي ياكل نساء الأهواز

.. أنا امرأة قتلوا زوجي

وعلى جثته كتبوا كذبا ونفاقا

لكن دم الثوار ... صراخ ٌ يتعالى ..

خلف الأسوار .. دم الثوّار .. يُعّرف بالعالم

صاحبه ...

انصتن اليّ .. هناك ..

حيث يباع الفردوس الكاذب

والجوع هنالك حيث الأنهار

وجدران الدم

هنالك حيث يصير الصدق ... شنيعا كالعار

هناك .... قتلوا زوجي

.. فانصتن اليّ لقد كان شيوعيا

مات شيوعيا

وسيبقى دمه ... فوق الجدران

شيوعيا ..

وعلى مرّ الأزمان شيوعيا ..

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com